بقلم:فاروق جويدة
رحل صديق من أعز أصدقاء الزمن الجميل، رحل د. محمد عبد اللاه، رئيس جامعة الإسكندرية ولجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب، وأحد المقربين من الرئيس أنور السادات.. كنا نتحدث كثيرًا، وظل متابعًا لما يجرى فى مصر فى كل المواقع، رغم انسحابه من الحياة العامة فى السنوات الأخيرة.
كان عاشقًا للإسكندرية، وقضى فيها حياته أستاذًا ورئيسًا لجامعتها العريقة. كان مهمومًا بقضايا الوطن، وكان يهتم كثيرًا بقضية التعليم، ويرى أنها البداية الحقيقية لبناء الإنسان المصرى. وكان يتمتع بعلاقات طيبة مع الدول الأجنبية. وفى السنوات الأخيرة انسحب من العمل العام، وعاش فى مدينته التى أحبها، وكان يتمتع بمكانة خاصة بين أهلها.
كثيرًا ما كنا نناقش معًا جوانب القصور فى بعض مؤسسات الدولة، خاصة الجامعات والخدمات والأسعار، وكان ملمًا بأبعاد الأزمة الاقتصادية، ويرى أن المواطن المصرى تحمل أعباء كثيرة.
كان متعاطفًا مع الطبقة المتوسطة والطبقات الفقيرة، ويرى أن المواطن دفع ثمنًا غاليًا فى تحمل أعباء الأزمة الاقتصادية، وأن توزيع الأعباء أصبح ضرورة أمام ما تشهده مصر من تحولات على المستوى الاجتماعى. كان إنسانًا راقيًا فى كل مراحل حياته، عملًا وحضورًا ومسئولية.
كان محمد عبد اللاه مثقفًا كبيرًا، تمتع بكل التقدير فى جوانب العلم والثقافة، ومع رحيله تخسر الإسكندرية ابنًا بارًا من أبنائها، وتخسر مصر واحدًا من أبرز رموزها، ويخسر محبوه صديقًا من فرسان الزمن الجميل.
إن كل رمز يرحل يمثل خسارة لمصر الفكر والثقافة، وكان محمد عبد اللاه رئيسا لواحدة من أكبر جامعاتنا دورا وتاريخا.