بقلم:فاروق جويدة
لا توجد عاصمة أو مدينة كبرى فى العالم إلا وتضم مقابر للعظماء، وفى باريس مقبرة العظماء، وحين زرت باريس لأول مرة سألت عن مقبرة بودلير، وفى لندن تنتشر عشرات المقابر وسط الحدائق، وزرت تاج محل فى مدينة أجرا فى الهند حيث يوجد رفات السلطان شاه جهان وزوجته ممتاز محل.
وفى تقديرى إننا يجب أن نحافظ على مقابر بعض الأسماء التى تتمتع بدور تاريخى، بحيث نحيطها بأسوار تليق بها، مثل الإمام الشافعى.
إن دولًا كثيرة تعتز برموزها حتى الراحلين منهم، ولدينا فى مصر أضرحة آل البيت؛ الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، رضوان الله عليهم، وهناك أضرحة العلماء وكبار الكتّاب والفنانين بحيث تبقى مزارًا، مثل ضريح أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وطه حسين والعقاد وحافظ إبراهيم وأحمد شوقى.
إن هذه الرموز لا بد أن تُكرَّم فى حياتها وبعد رحيلها، وإذا كانت هناك خطط لاستغلال المقابر فيجب الحرص على بقاء مقابر هذه الرموز، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب من الحكومة إنشاء مقبرة الخالدين تضم رموز مصر فى كل المجالات دينًا وفكرًا وثقافةً وفنًا، لأن هذه المقابر تمثل جزءًا عزيزًا من ذاكرة المصريين. ولا أدرى ماذا حدث فى قرار الرئيس، وهل بدأ تنفيذه؟ فيجب أن تبقى أضرحة الرموز ونحيطها بأسوار تحفظ أهميتها فى حياة المصريين..
من الأماكن العزيزة فى كثير من الدول أضرحة رموزها.. إنهم يعيشون فى ضمائر البشر، ولا أحد ينسى رمزًا حيًّا أو فى رحاب الله.