بقلم:فاروق جويدة
الرئيس الروسى بوتين أصدر قرارا يجرم الإساءة للإسلام دينا وقرآنا ورسولا، ودارت إشاعات كثيرة أنه اعتنق الإسلام، وشوهد والقرآن بين يديه.. وأنه قرر دراسة مادة التربية الإسلامية حتى يعلم الشعب الروسى تعاليم هذا الدين العظيم بوصفه ديناً يدعو إلى السلام والتسامح والرحمة.
فى الوقت نفسه، احتفل الشعب الأمريكى بفوز زهران، أول مسلم عمدة لأكبر الولايات الأمريكية، وهى نيويورك.
وعلى جانب آخر تستعيد إسبانيا عصرها الذهبى فى الأندلس، وتمنع تصدير السلاح إلى إسرائيل.
فى الوقت نفسه، يتقاتل المسلمون ويطلبون الحماية من بعضهم، ويقهرون شعوبهم، ويستسلمون أمام سبعة ملايين إرهابى فى إسرائيل رغم أن عددهم يزيد على مليارى إنسان.
وتظهر بينهم جماعات تحارب دينها وتشُكّك فيه قرآنًا وشريعة وسنة.
لقد أساء المسلمون إلى دينهم وفتحوا بلادهم للغاصبين من كل دين ومِلّة.. إن الحروب الأهلية بين المسلمين تجاوزت كل الحدود، وضاعت أموالهم بين السلاح والوصاية.. إن التحول الذى يشهده العالم واكتشاف حقيقة الإسلام يتطلب من المسلمين أن يتدبروا دينهم وثوابته على أسس من الوعى والإيمان والمصداقية.
الرئيس بوتين يطالب بدراسة الإسلام، وزهران يغزو أمريكا، بينما غزة تحترق والسودان ينهار وليبيا تحاصرها الحرب الأهلية، والمسلمون نائمون، فمتى يفيق النائمون؟
إن أمريكا تحاول فرض الدين الإبراهيمى على العالم الإسلامي، وتشجع الشعوب على اعتناقه، ولم تُفرّق بين الأغنياء والفقراء، لأن الهدف واحد.
أحيانًا أسترجع قول الرسول عليه الصلاة والسلام فى خطبة الوداع: «إنى قد تركت بين أيديكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي».. وقوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينًا».
ما أحوج المسلمين إلى وحدة الصفوف وتصفية الخلافات بينهم، والعودة إلى ثوابت دينهم فى العدل والتسامح والإيمان الحقيقي.