بقلم:فاروق جويدة
من أخطر الظواهر التى تزعجنى حالة الانقسام التى أصابت الشارع المصرى حتى وصلت إلى انقسام الأسرة مع بعضها، إن مشاعر الوحدة والتواصل التى كانت تسود العلاقات بين أبناء الشعب الواحد، وهذا النسيج العبقرى الذى وحدنا، بدأ يتفكك بحيث تحول المجتمع إلى جزر صغيرة بعيدة عن بعضها فى كل شيء. ارتفعت نسبة الفقر، وزادت نسبة الأغنياء حتى وصلت إلى أرقام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. زادت نسبة العشوائيات رغم عشرات المدن الجديدة، زاد عدد المنتجعات ولم تعد مقصورة على المدن بل وصلت إلى المناطق النائية فى الأرياف. انقسم التعليم بين المصرى والأجنبى، انقسمت المستشفيات بين القادرين والعاجزين، انقسم مستوى المعيشة أمام ارتفاع الأسعار، انقسم الشباب بين إتاحة الفرص للبعض وحرمان البعض الآخر، وانقسمت النخبة بين مؤيدين ومختلفين، وانقسم الإعلام بين مؤيد ومعارض. هذه الظواهر تؤكد أننا أمام مجتمع يعانى من الفوارق الاجتماعية التى تسللت إلى كل جوانب الحياة. كان المجتمع المصرى من أكثر شعوب الأرض وحدة وتماسكًا، ولم تفرقه عقائد أو طوائف أو حقوق، كانت العدالة والحقوق ترسم صورة الحياة فى مصر، ولكن المصالح تضاربت والصراعات زادت، وتحول المجتمع إلى طوائف رغم أن الوطن جمعنا دائمًا على الحب والتواصل.
حالة الانقسام التى يعانيها الشارع المصرى لها أسبابها، إن لغة المال هى صاحبة القرار، وهناك طوائف تهمشت، والعدالة فى الحقوق والفرص غابت، وإن العدالة أقرب طريق للإصلاح.