توقيت القاهرة المحلي 10:12:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس الأميركي في أبوظبي.. الوقائع والرموز

  مصر اليوم -

الرئيس الأميركي في أبوظبي الوقائع والرموز

بقلم - رضوان السيد

كما هو معروف، فقد زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب دول الخليج الثلاث، المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة. وبالطبع، وكما هو معروفٌ أيضاً، فهي زيارته الثانية، إذ الأولى كانت في رئاسته الأولى عام 2017، ويومها زار السعودية، واجتمع بالقادة العرب والمسلمين في المملكة. أما هذه المرة فاجتمع بالقادة الخليجيين في السعودية، ثم عاد فزار كلاً من قطر والإمارات.
    بين الزيارتين اختلافٌ كبير، ففي الزيارة الأولى عام 2017 جاء الرجل مستطلعاً ومحمَّلاً بأفكارٍ مسبقة. صحيح أنه التقى وقتها بحلفاء، لكنّ صورتهم أنهم مدينون لأميركا العظمى التي تعرضت لهجمات من بعض المتطرفين، ثم إنه في ذلك التاريخ كانت الجيوش الأميركية قد عادت إلى العراق حيث سيطر الداعشيون على مساحات شاسعة من العراق ومن سوريا، وكان لا بد من مقاتلتهم في الحرب الجديدة على الإرهاب، وبقيادة الولايات المتحدة.
    في الزيارة الحالية تغير المشهد. فقد قابل ترامب رجال دولٍ واثقين بأنفسهم، حققوا استقراراً ونهوضاً وتنميةً هائلةً ومستدامة. ولأنهم وصلوا إلى هذه المرحلة من التأهل فقد انطلقوا لاستعادة الاستقرار في الدول العربية التي عانت على مدى عقدين ونيف، كما اتجهوا للعب أدوارٍ عالميةٍ سواء في الشأن الإنساني أو في العلاقات الاقتصادية الدولية أو في استراتيجيات الشراكات والتحالفات. ما عاد العالم، ومنه الولايات المتحدة، يستطيع الاستغناء عن دول الخليج، سواء في الشأن الإنساني أو في التعاون الاستراتيجي أو في الوساطة من أجل السلام.
 وفي زيارة الرئيس الأميركي لدولة الإمارات قال مجيباً على الكلمة الترحيبية من جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إنّ العلاقات الثنائية ستكون أفضل وأفضل. 
وقد نهضت الدول الخليجية بمطالبة الرئيس ترامب، بعد الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة، بعدة قضايا عربية: رفع العقوبات عن سوريا في العهد الجديد. وأجاب على الوصية بلبنان أملاً في مستقبل البلد من دون سلاح «حزب الله» والتدخل الخارجي. وكان الملف الفلسطيني حاضراً لجهة وقف النار على غزة وإدخال المساعدات، ولجهة إقامة الدولة الفلسطينية. وكما نجح الخليجيون في إقامة علاقاتٍ من نوعٍ جديدٍ مع الولايات المتحدة في عهد ترامب، سينجحون بفضل الثقة والمسؤولية في فلسطين بعد جهودٍ لم تتوقف طوال قرابة العامين. وها هم الخبراء يقولون، إن الإمارات قدَّمت بمفردها ما يقدر بالأربعين بالمائة من مجموع المساعدات العالمية التي دخلت إلى قطاع غزة. 
    وأخيراً وليس آخِراً: في الإمارات وخلال الزيارة، تقدمت الأبعاد الرمزية إلى جانب الوقائع ودلالاتها. فقد زار ترامب جامع الشيخ زايد وتجول في أرجائه الرائعة صحبة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، حيث قضى قرابة الساعة. وفي اليوم التالي زار بيت العائلة الإبراهيمية الذي أقيم بمبادرة من أبوظبي إثر صدور وثيقة الأخوّة الإنسانية بأبوظبي التي وقّعها شيخ الأزهر والبابا فرنسِيس في 4 فبراير 2019 وصار يوم صدورها مناسبة دولية للحوار والسلام العالمي. يتضمن بيت العائلة الإبراهيمية مسجداً وكنيساً وكنيسة ومعارض وقاعات للاحتفالات، ومن حولها بساتين وحدائق. وفي المجمع الكبير برامج للمحاضرات والمؤتمرات وتزوره شخصياتٌ ثقافيةٌ ودينيةٌ. وكانت إقامة البيت الإبراهيمي شجاعةً ومروءةً وفرصة للتحاور والتجاور والتوافق. فالدين قوةٌ ناعمةٌ ذات أبعاد قيمية وأخلاقية. واستغلال الدين في العنف من جانب أي طرفٍ مُضرٌّ بالروح الديني الذي ينبغي أن يبقى قوةً للسلام والتضامن والأخوة الإنسانية. 
    زيارة الرئيس الأميركي لدول الخليج، وهي أولى زياراته للخارج في عهده الجديد، تمثل نجاحاً كبيراً لدول الخليج وتجديداً لرؤية العرب وموقعهم في العالم، وفوزاً لمشروع الدولة المدنية الوطنية في الحاضر والمستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأميركي في أبوظبي الوقائع والرموز الرئيس الأميركي في أبوظبي الوقائع والرموز



GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt