بقلم:فاروق جويدة
لم يتردد زهران ممدانى بعد فوزه بمنصب عمدة نيويورك، قلب أمريكا، أن يعلن أنه مسلم، وأنه اشتراكى، وليس لديه ما يخجل منه.. إن زهران ابن الأربعة والثلاثين عامًا وقف أمام ترامب يتحدى قوافل الطغيان، ويطالب الشعب الأمريكى بأن يحافظ على حريته وحقه فى حياة كريمة، مؤكدًا أن الطغيان لا يبنى الشعوب.. لا شك فى أن انتصار زهران يعتبر هزيمة للرئيس ترامب، وربما أعاد لأمريكا شيئًا من مجدها القديم فى الحريات وكرامة المواطن.. إن زهران يريد وطنًا ينتج ويعمل، ولا يعتدى على حقوق الشعوب ومواردها.. إن الرئيس ترامب يهدد دول العالم ويعطى نفسه الحق فى الحصول على ثرواتها، وما يحدث مع بعض الدول أكبر دليل على ذلك.
لقد كانت أمريكا الأغنى بما لديها من الموارد، لذا فهى الأقوى اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، وليست فى حاجة لأن تفرض الجمارك على دول العالم أو تحارب من أجل زيادة النفوذ وأخذ ثروات الشعوب .. إن أمريكا لم تترك وسيلة للتحايل، حربًا وسلامًا، وما حدث فى غزة يعكس ما أصاب القرار الأمريكى.. وما نراه الآن مع نيجيريا وفنزويلا وكندا ودول أوروبا يؤكد أن القرار الأمريكى أساء كثيرًا لبلد الحريات.. إن نجاح زهران، الشاب المسلم الإفريقى، يعتبر انقلابًا على سياسات كثيرة أساءت لأغنى دول العالم، وقد يكون زهران المسلم بداية عصر جديد يعيد لأمريكا وجهها القديم.
إن نيويورك ليست ولاية عادية، إنها المال والتجارة وأغنياء أمريكا، ورغم هذا نجح شاب إفريقى فى أن يكون رئيسًا لها، تمهيدًا لأن يلحق بأوباما وتجربته فى الحكم.