بقلم : فاروق جويدة
هناك سؤال يتردد كثيرًا هذه الأيام: من أفسد أذواق الناس فنًا وسلوكًا وحوارًا وغناءً وأخلاقًا ؟ هناك تغيّرات خطيرة أصابت الذوق العام وتحولت إلى ما يشبه الوباء فى الأغنية وفى الأصوات وفى الكلمات، وانتهى زمن الكلمات الجميلة الراقية.. ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعى يُصاب بالصرع، فالكلام الهابط يتسلل ويقتحم الأذواق ويدمر قدرة الإنسان على التحمل. وإذا انتقلنا إلى قاموس الشتائم فكل الكلام يُقال بلا خجل، وأصبح الحوار كلامًا هابطًا مبتذلًا.
وبعد أن كنا نسمع الأطلال ونشاهد رد قلبى ونتابع أرقى الكلمات، أصبحت بعض الأفلام والمسلسلات لعنة تطارد الأطفال والكبار معًا، وما يقال من الكلام الهابط يتحول إلى أسلوب حياة وأخلاقيات تفسد كل شيء. وفى ظل مواقع التواصل تجلس الأسرة بكل أعمارها ومستوى تعليمها تتنقل بين غناء يتسم بالفجاجة وكلمات تفسد الأذواق. إن الأزمة الحقيقية أن الرقابة لا تجدى ولا تفيد، لأننا أمام طوفان من المهازل التى تتجاوز حدود كل شيء، ويقف العقلاء يتساءلون: من أفسد أخلاق الناس؟ وكيف نعيد للفن حلاوته، وللحوار جمالياته، وللأخلاق مكانتها سلوكًا وكلامًا وغناءً؟ أفيقوا يرحمكم الله.. هناك أطراف كثيرة تتحمل مسئولية هبوط الذوق العام تبدأ بالفن والحوار والأسرة والدولة والفنان القدوة.
الفن يبنى ويهدم، والحوار يرتقى بالبشر، والأخلاق سيدة الكون، والشعوب تكبر بالكلمة وتموت بالكلمة. هناك ظاهرة غريبة انتشرت أخيرا وهى حفلات الرقص، وهى تجمع الرجال والنساء خاصة الفنانين، وهى تتنافى تماما مع المظهر العام وتسيء لصورة المجتمع وأخلاقياته. إن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعى حفلات تسيء للأجيال الجديدة.