بقلم:فاروق جويدة
فى سوق الأحلام تنتشر أنواع كثيرة، ما بين أحلام الناس وأحلام الشعوب وأحلام الأمم. وفى مزايدات السياسة يصعب الحديث عن أحلام الشعوب، لأن البعض لا يعنيهم غير أحلامهم.
وهناك أشخاص يجيدون لعبة النفاق والانتهازية، وتجد أحلامهم فرصًا فى أوكار السلطة، ويكون هدفهم الحصول على مال أو نفوذ أو مناصب.
وفى سوق الأحلام تُوزَّع الأدوار بين شعوب لم تعد تحلم، وشعوب حاولت أن تحلم ودَفعت الثمن، حتى لو كان غاليًا.
والأحلام سلعة ليست رخيصة، إنها أحيانًا تأخذ العمر والأمن والسلام.
وفى بعض الأحيان تُغلَق أسواق الأحلام، ويصبح التفكير جريمة يعاقب عليها القانون، ويبدأ تهميش البشر، كأنهم كائنات تعيش ولا تتكلم، ترى ولا تفكر، تُجادل ولا أحد يسمعها.
فى بعض الأسواق قد تنتشر دعوة للحرية وتطالب بحقوق الإنسان، وسرعان ما يختفى صوتها دون أسباب واضحة.
وهنا يصبح الحديث عن الحرية جريمة، عقابها التهميش، وفجأة تجد سوق الأحلام قد تحول إلى سجن كبير يجتمع فيه أصحاب الأحلام شعوبًا وأفرادًا وأممًا.
لا تحلم كثيرًا أن تبقى أسواق الأحلام، لأنها سلعة غالية، ولأن البقاء خلف أسوارها عمر ضائع ومستقبل غامض.
إن أحلام الشعوب فى أحيان كثيرة تتحول إلى أحزان أمام مشاعر العجز التى تملأ القلوب وتعصف بالأبدان، ويصبح الحلم ميراثًا ثقيلًا ما بين اليأس والإحباط.
إن إفلاس الأحلام من أصعب الأمراض.