بقلم:فاروق جويدة
تجمعت حشود كثيرة حول الغنيمة، تعددت الأسباب ما بين الأرض والثروة والنفوذ، ووقف وطن جميل من أكثر الشعوب ثراءً فى الأرض والموارد. هذا هو حال الوطن الشقيق السودان بعد عامين من الانقسام والموت والدمار. أبناء الوطن الواحد انقسموا على أنفسهم طمعًا فى السلطة والمال، وزحفت الحشود تدمر كل شيء، ومن كان واجبهم الحماية تحولوا إلى ذئاب تأكل بعضها وتهدم البيوت وتدمر البشر، وتحول السودان إلى ساحة للموت، وهربت حشود البشر تبحث عن مكان آمن فى الغابات ودول الجوار.
دخلت أطراف كثيرة ساحة الموت، والكل يريد شيئًا فى الوليمة. قالوا إنها جبال الذهب والبترول والغار، وقالوا إنها الأرض والزراعة، وقالوا إنها المياه، واستمرت الجريمة وشاركت فيها أطراف كثيرة. لقد تأخر العالم كثيرًا فى إنقاذ السودان، بل إن هناك أيادى كثيرة غرقت فى مستنقع الدم، الذى راح ضحيته بالملايين بين الموت والهجرة.
إن شركاء الجريمة يهربون الآن، ومنهم من دفع المال وقدم السلاح، ولكن المسئولية تقع على من أشعلوا نار الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ودمروا كل شيء فيه.. هل يمكن أن يعود السودان وطنًا آمنًا يلملم جراحه، أم أن المستقبل الغامض الذى ينتظره يحمل مآسى كثيرة؟ إن الدماء التى تدفقت على أرض السودان جريمة لن تسقط بالتقادم، ولابد أن يحاكم الشعب السودانى كل من شارك فيها، لأن خراب الأوطان على يد أبنائها عار وصفحات سوداء فى تاريخ الأمم والشعوب.
وما حدث فى السودان درس لتجار المناصب وباعة الموت والدمار.. الجميع يدور الآن حول وليمة السودان ترى من الفائز؟.