بقلم:فاروق جويدة
لن أتردد فى أن أقول إننى لا أعرف الكثير من أعضاء مجلس النواب، وإن كنت أذكر رموزا زينت مجالسنا السابقة، أذكر منها مواقف حلمى مراد ورفعت المحجوب ولبيب شقير وحافظ بدوى وفتحى سرور.. وقد غابت القضايا الجادة من جدول أعمال مجلس النواب خاصة قضية ارتفاع الأسعار.. نحن أمام مجلس لا يقوم بدوره استجوابا وسؤالا لغياب الرموز الحقيقية.. أين حسام بدراوى وعمرو موسى وكبار المفكرين والمثقفين وأساتذة الجامعات ورجال الدين وكبار الفنانين؟ وأين الشباب فى المجلس وهم نصف سكان مصر؟ وأين المرأة المصرية الحقيقية؟
إن مجلس النواب يعانى أزمة الاختيار، وقد انسحبت الرموز الحقيقية أمام رأس المال والمضاربات..
إن القضية ليست انتخابات افتقدت الشفافية والنزاهة، ولكنها تجاهلت الرموز الحقيقية، لأن مصر ليست فقيرة فى رموزها ومواهبها وأصحاب الفكر فيها.. مصر غنية، ولكن الاختيار ضيّع عليها فرصا كثيرة..
ولا شك أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى كان دافعا لتصويب العملية الانتخابية ليس فى فوضى الأصوات، ولكن أيضا فى الاختيار.. وللإنصاف فإن مصر تستحق برلمانا يليق بشعبها، حتى لا تتكرر هذه الصورة أمام العالم وأمام الشارع المصرى الذى يريد برلمانا حقيقيا يؤدى دوره كما ينبغي. إن ما حدث أخيرا فى الانتخابات يتطلب إرادة شعبية تعيد للبرلمان مكانته بين مؤسسات الدولة.
إن مجلس النواب لابد أن تتوافر له انتخابات نزيهة ورموز حقيقية تناقش القضايا بكل جوانب الغموض والسلبية. نريد مجلسا لا يتردد فى أن يواجه التحديات والأزمات، وهى كثيرة، بكل الوضوح والصراحة، وأن يكون صوتا حقيقيا ضد الفوضى ابتداء بالانتخابات ومدى الشفافية فيها، وانتهاء بفتح الأبواب لهواء نقى يعيد للحياة السياسية أدوار النخبة فى الحوار والمشاركة، بعيدا عن الانقسام وعدم الجدية..