توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بروية !

  مصر اليوم -

بروية

حسن البطل
تشقلبت الدنيا، إسرائيل وحماس شقلبتاها، والقراء شقلبوني (الفيسبوك عوض: الحيطان دفاتر المجانين) لكن واحداً في رام الله، فنان تشكيلي يرسم الوجوه، تشقلب بطريقة فنية لطيفة. على قارعة شارع ركب، أو جدران محل ساندويشات فلافل سابا اللذيذة، لم يعد عبد الهادي يعيش يرسم الوجوه، رسم على ركيزتي رسم (ستاند الرسم) تخطيطات فنية وخطوطاً نقول في مجملها: أنت فلسطيني فاكتب ما تريد (يعني: فش غلك!). كتب المارة ما يريدون: "أنا فلسطيني بالصدفة" و"أريد أن أقتل أحداً" وعبارات لطيفة وغير لطيفة بالمرة إزاء سلطة رام الله. إذا امتلأت الركيزتان سيضع ركيزتين أخريين، ثم يعلق الركائز على جدران كنيسة في الشارع (لمجرد أن جدارها طويل وملائم ليس إلاّ). أصابني من جولة غزة، وحربها وربما غزوها، رذاذ لا شظايا، فأنا "سلطوي" و"معتدل" و"متخاذل".. إلخ، وهكذا سأل زياد على "جدار" الفيسبوك: أين غزة يا حسن (من عمودك اليوم السبت)؟ وقال زكريا: "من المحتمل أن تأتي لحظة أعلن فيها، أنا "المتطرف" انتصاري على كل "المعتدلين" في رام الله.. من حسن البطل حتى صائب عريقات". يا أخي: انتصر عليّ أو بي لا فرق عندي! *** سأقول، مثلاً، إن شعوب دول الحروب الأهلية في "الربيع العربي" ربما تغار من الشعب الفلسطيني (الذي كان أول الربيع) لأنه يخوض صراعاً وطنياً. سأقول، مثلاً، لشعبي "لا تتنابزوا بالألقاب" أي بالشعارات والنعوت والصفات، أي بالمقاومة ضد المفاوضة، وبالحرب ضد السياسة (في الحرب: الجميع يخسرون، المنتصر والمنكسر، كما كتب صديقي خالد درويش" يعني: حلم عبد الناصر، بالوحدة مع سورية، بوضع إسرائيل بين فكي كماشة. تبقى فلسطين بين فكي كماشة عربية ـ إسرائيلية (أميركية) وبين فكي كماشة الانقسام ـ الوحدة. السياسة ـ الكفاح المسلح!. مع ذلك، ليس على غزة أن "تنابز" رام الله، ولا هذه أن "تنابز" غزة. فك الكماشة الغزية يجب أن يكمل فك الكماشة الضفاوية. لماذا؟ لأن إسرائيل ستقاتل على جبهتين فلسطينيتين: باردة وعقلانية، وساخنة حيث "الكف" يصارع "المخرز". بصراحة، غير اللبيب و"الفهيم" وحده من لا يربط بين جولة أخرى في غزة، وجولة أخرى في طلب عضوية الجمعية العامة، بعض الإسرائيليين يقولون ذلك، وأولهم صحيفة "إسرائيل هيوم" الناطقة بلسان نتنياهو. الدولة هي الأخطر على إسرائيل من الصواريخ (كانت عبثية ولم تعد كذلك.. ولا السياسة عبثية). على حيط المجانين الفيسبوكي، سخر البعض من الرئيس سخرية فظة: عشرون شاحنة دواء إلى غزة؟ هل هذا ما تستطيع؟ ثم قال أحدهم: لدي شغل أهم من الاستماع لخطاب الرئيس في أعضاء القيادة الفلسطينية. كلا.. ثم كلا. قد تنتهي جولة غزة الجديدة بهدنة أخرى، لكن الرئيس قال إننا لن ننثني عن طلب العضوية في الجمعية العامة. يهددون غزة، وغزة لا ترعوي عن الاستفزاز والتهديد بما استطاعت، ويهددون السلطة بالتصفية السياسية مع رئيسها، والسلطة لن ترعوي، وهذه هي الجولة الحربية الثانية في غزة ونحن في وضع الانقسام. الشعب لا ينقسم، والقضية لا تنقسم. على السلطة في رام الله، وهذا ما نفعل، أن تشيد بصمود غزة، ومن قال إن عشرين شاحنة دواء وتجهيزات طبية لا قيمة لها؟ وعلى السلطة في غزة أن تكف عن مناكفة سلطة رام الله في مسعاها لطلب العضوية. تشبهوا بأحزاب إسرائيل أيها الفلسطينيون! لا مفاضلة الآن بين "نموذج" غزة، ونموذج رام الله ولا "تنابز" بل يجب أن يكون هناك تكامل في عمل فكي كماشة، أي وضع "الحديد" الإسرائيلي المادي والسياسي بين جدلية: ساخن وبارد.. وهذا سيفتته! لن نقارن بين تظاهرات شعبية في الضفة لنصرة غزة، وبين قمع تظاهرات في غزة تأبيناً لعرفات، أو مطالبة بإنهاء الانقسام. السلطة منقسمة والشعب واحد والقضية واحدة. تقول الأنباء: إن إسرائيل ستعبئ 75 ألف جندي احتياط لغزو غزة، أي بقدر ما زجّت في حرب لبنان 1982 ضد المنظمة، وأكثر من 60 ألفاً في حرب 1967. لماذا؟ لأن الضفة قد تشاغل الجنود الإسرائيليين بتظاهرات الاحتجاج.. وقد تنفجر التظاهرات عنفاً! إسرائيل تعتبر الضفة وغزة وحدة واحدة، وإن اختلفت أشكال المواجهة، وعلينا أن نتصرف من هذا المنطلق والمنطق، وألا نضع السياسة الفلسطينية في مواجهة الكفاح المسلح الفلسطيني، بل أن نجعلهما وجهان لنضال واحد. علينا أن نعطي بلاد الحروب الأهلية درساً في الحروب الوطنية، كما أعطيناها درساً في ربيع الإرادة الشعبية، والانتفاضات، والانتخابات الديمقراطية. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بروية بروية



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt