توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعادة النظر لتلافي الندبة

  مصر اليوم -

إعادة النظر لتلافي الندبة

بقلم : فؤاد مطر

في الوقت الذي كانت هنالك خطوة مأمولة من جانب الإدارة الأميركية تساعد على اختصار محنة الإبادة والتجويع في غزة، وتسلك التوجهات الأوروبية طريقها آمنة لا يعترضها «فيتو» أميركي يعيد السعي به إنجاز صيغة الدولتين إلى ما قبل المسعى السعودي - الفرنسي... في الوقت هذا يتخذ الرئيس ترمب قراراً مدعاة للاستغراب اتخاذه، يقضي بمنع الوفد الفلسطيني، الذي يشارك كالمعتاد سنوياً في أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، من دخول الأراضي الأميركية.

مدعاة الاستغراب أن فلسطين، التي تشارك ماضياً ودائماً، ليست «فلسطين حماس»، وإنما هي «فلسطين السلطة الوطنية»، التي بينها وبين السياسة الأميركية أواصر مشاورات لم تصل فيها التباينات إلى حد قطْع التحادث والتزاور وتبادل وجهات النظر والمواقف من خلال مرجعيات عربية مسموعة نصائحها لدى الصديق الأميركي.

وإلى ذلك، إن الذي سيشارك في الدورة الآتية قد لا يكون رئيس «السُلطة الوطنية الفلسطينية»، الذي سبق أن سجل نقداً مريراً لحركة «حماس» على خلفية ما نتج عن عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من محنة لقطاع غزة البشر والحجر، والذي أرهقته تجوالات، من بينها زيارة لبنان التي أثمرت قراراً من جانبه بتسليم السلاح الفلسطيني الذي هو تحت إمرة الرئيس عباس بوصفه رئيساً أيضاً لحركة «فتح».

أما مَن ربما سيترأس وفد فلسطين في اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة أو يشارك الرئيس عباس، فإنه محمد مصطفى الذي لا بد أن يرتاح أهل القرار الأميركي - الأوروبي إليه كونه يأتي إلى الترؤس من خلفية اقتصادية، وليست نضالية.

بالنسبة إلى رئيس الحكومة محمد مصطفى فإنه خريج جامعة جورج واشنطن، مهندساً كهربائياً وإلكترونياً، ثم حاصلاً من الجامعة نفسها على دكتوراه في إدارة الأعمال والاقتصاد، إلى جانب أنه أصبح أستاذاً زائراً في الجامعة نفسها. وأما توظيف ما تعلَّمه في الرحاب الأميركية وكذلك ما علَّمه بوصفه أستاذاً زائراً، فكان في رحاب مؤسسات في دول الخليج، وبشكل خاص في المملكة العربية السعودية والكويت، على مدى سنوات تزكيها الخبرة الناشئة عن الدراسة والتعليم في جامعة الملك عبد العزيز. وهذه المزايا هي أفضل ما تحتاج إليه تأشيرة دخول الولايات المتحدة، في حال كان هو مَن سيمثِّل «السُلطة الوطنية الفلسطينية» أو إلى جانب الرئيس عباس في حال ارتأى أن يحضر هذه الدورة تحديداً.

وثمة وقفة تساؤلات حول مسألة المشاركة في الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي أن نيويورك عند انعقاد هذه الدورة تصبح «مدينة محايدة» طوال الشهر الذي يستغرقه انعقاد الجمعية، وإلقاء كل من رؤساء الوفود الكلمة التي تركز عادة على حال الوطن الذي يمثِّله، أي بما معناه، إن منع هذا الوفد أو ذاك أو أولئك غير جائز إلا إذا كانت هناك تحفظات مشروعة توجب المنع. عدا ذلك لا يعود من الطبيعي توظيف المناسبة لإلحاق أذية معنوية بوفد بحيث لا يُسمح له بالدخول. ومثْل هذا المنع يسيء لمتخذه، ويزيده إساءة أنه لمجرد الإعلان عن منْع الدخول الفلسطيني، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى تسجيل الشكر للرئيس ترمب على ما فعل.

لقد باتت القضية عالقة بين طرفيْ حبل فولاذي يمسكهما الرئيس ترمب بقبضة من المواقف الصلبة، ونتنياهو بقبضة من العدوان المتنوع بأساليب التدمير والتجويع فيه.

وكما أنه ليس في ميثاق تأسيس الجامعة العربية ما ينص على تجميد عضوية، كما أن المقر أمر متعارف عليه، ومن أجْل ذلك حدث ارتباك عربي لاحقاً سرعان ما أمكن علاجه باستعادة مصر العضوية ومقر الأمانة، فإنه تبعاً لأصول انعقاد الدورة السنوية العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، سيكون منْع دخول وفد فلسطيني ندبة في تاريخ جمعية أمم العالم كتلك الندبة في تاريخ جامعة دول الأمة العربية بدءاً بلبنان وصولاً إلى جيبوتي، إلا إذا أعاد الرئيس ترمب النظر انسجاماً مع إعادات في قرارات اتخذها وقرارات ربما يتخذها. وعندها تشق صيغة الدولتيْن الطريق آمنة، ويهنأ البال السعودي - الفرنسي الذي أضفى حيوية لوضع الصيغة موضع البدء بالتنفيذ. والله المعين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة النظر لتلافي الندبة إعادة النظر لتلافي الندبة



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt