توقيت القاهرة المحلي 18:53:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ثمانون عامًا على الأمم المتحدة

  مصر اليوم -

ثمانون عامًا على الأمم المتحدة

بقلم: عبد المنعم سعيد

كان الفيلسوف البريطانى «توماس هوبز» (مارس 1588) هو الذى أخذ الفكر السياسى إلى عالمنا من الفلسفة السياسية التى سادت فى العصور الإغريقية حيث كان لأفكار أفلاطون وأرسطو وتوابعهم اليد العليا فى التفكير والتنظير عامة. أخذ الرجل «السياسة» إلى قواعدها الأولية فى الحياة «الطبيعية» للإنسان حيث سيطرت الفوضى وسطوة القوى وسيطرة الغنى. من هنا وضع نظريته فى كتابه «اللفياثان» أو «التنين» على شكل الدولة أو الوحدة السياسية التى تتمكن من إدارة جمعية من خلال عقد اجتماعى مع من يقود إدارتها. كان الفكر فى القرنين السادس والسابع عشر يقظة على أوروبا التى سيطرت عليها الحروب الدينية، ومنافسات المُلك، والطاعون، ويدفع فى اتجاه السيطرة على منطق حاكم لإدارة الدولة. ولكن «هوبز» بعد تنظيمه للوحدة السياسية فى شكل الدولة فإن حكمه على العلاقات بين الدول ظل فى إطار الحياة الطبيعية للإنسان. تُرِكَ ذلك للقرون التالية التى أتت بمجمع للأفكار الليبرالية التى جاء بها أمثال جون لوك ومونتسكيو وجون ستيوارت ميل؛ والاشتراكية التى تزعمها كارل ماركس وإنجلز وتوابعهم من المدارس الاشتراكية والاشتراكية الديمقراطية. هذه المذاهب جميعها أخرجت الدولة وعالم الدول من الفكرة الثيوقراطية إلى النظرية العلمانية التى أقرت إدارة العلاقات السياسية فى داخل الوحدة السياسية وخارجها من خلال القانون والدساتير المنظمة والمحققة للمصالح البشرية. الثورة الفرنسية والحروب النابليونية والاستعمارية قدمت لوجود الدولة الوطنية لكى يسود السلام فيها ومعها «القانون الدولى» الذى ينظم علاقات الحرب والسلام والمصالح المشتركة فى البحار والأنهار ومؤخرا فى السماوات والفضاء.

مع التقدم الإنسانى عامة تكنولوجيا وسياسيا واقتصاديا داعبت فكرة «الحكومة العالمية» الخيال الإنسانى؛ ولكن الحرب العالمية الأولى ونتائجها المروعة فى القتل والتدمير قدمت لفكرة متواضعة أن يكون هناك منظمة «دولية» تقدم للاعتراف بحقيقة الدولة وتنظيم تبادل مصالحها فكانت «عصبة الأمم» (1919 - 1946) التى وإن وضعت الأساس لفكرة التنظيم الدولى، فإنها كانت من التهافت والضعف القانونى والسياسى بحيث لا تمنع نشوب الحرب العالمية الثانية.

المؤكد أن العصبة لم تكن سببا فى نشوب الحرب؛ ولكن آلياتها لم تستوعب التغيرات الجذرية التى أفرزت توازنات دولية جديدة، أهمها بروز الولايات المتحدة الأمريكية التى لم تدخل العصبة؛ والاتحاد السوفيتى الذى لم ينضم إلى العصبة إلا فى عام 1934 وطرد منها بعد غزو فنلندا فى 1939؛ ونتيجة معاهدة فرساى للسلام التى قامت عليها العصبة قادت إلى هيمنة الفلسفة النازية على ألمانيا فكانت الحرب الثانية (1939 - 1945) التى كانت من القسوة والدمار الذى استخدم القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكى وهو ما جعل الفكر الدولى أكثر طموحا فى إنشاء الأمم المتحدة.

الطموح كان كبيرا من أجل أولا استيعاب الدول العظمى من خلال مجلس الأمن الذى يعطيها سلطة «الفيتو» على القرارات المصيرية باعتبارهم المنتصرين فى الحرب؛ لأنهم الأكثر تقدما اقتصاديا وعسكريا. وثانيا أنه أتى وقت تحرير المستعمرات التى يؤدى التنافس حولها إلى الحرب؛ كما أنه حق إنسانى للشعوب المستعمرة. الطموح بلغ بالمنظمة إلى السعى نحو تنظيم الاقتصاد الدولى من خلال معاهدات لتحقيق السيولة المالية، والتعامل مع الإجراءات الحمائية للدولة؛ وتنظيم الثقافة العالمية على أساس أن الحرب تبزغ أولا فى العقل الإنسانى فكانت اليونيسكو. عبر السنين توسعت المنظمة إلى مجالات الزراعة والغذاء وتنظيم التجارة وحركة الطائرات فى الأجواء والسفن فى البحر والرى فى الأنهار. ومؤخرا، ومع العولمة دخلت الأمم المتحدة إلى مجال البيئة وما تتعرض له من احتباس حرارى؛ وحقوق الإنسان السياسية والطبيعية، ومناهضة الإبادة الجماعية والتطهير العرقى.

ثمانون عاما بعد قيام الأمم المتحدة تحققت فيها أعظم إنجازاتها وهى أنه لم تنشأ حرب عالمية ثالثة بعد، وبالتأكيد فإن العالم بات أفضل حالا وأكثر تعاونا مما كان عليه، فقد ارتفع عدد البشر حتى وصل إلى 8 مليارات نسمة، وتخرج أكثر من مليار من الفقر إلى الستر، وجرى التحكم فى الأوبئة العالمية وآخرها كان «كوفيد- 19». المنظمة رفعت الوعى العالمى نحو التعامل المشترك مع كوكب الأرض والاحتباس الحرارى ومقاومة المجاعات بعد تحرير البلدان المستعمرة. ولكن العالم لم يكن خاليا من الحروب التى بدأت بعد الحرب العالمية مباشرة مثل الحرب الكورية، والحروب الأهلية فى الصين واليونان وغيرها. ولكن فى ثمانين عاما تعرضت البشرية لحروب طويلة منها الحروب العربية الإسرائيلية حتى حرب غزة الخامسة وحرب فيتنام مع الولايات المتحدة وأفغانستان مع الاتحاد السوفيتى ثم مع الولايات المتحدة، وحروب الخليج العربى (الفارسى) المتوالية وغيرها. وفى العموم فإن تأثير الأمم المتحدة مع توسعه على مجالات كثيرة جرى فيها توثيق علاقات الجنس البشرى والأمم المتنوعة ببعضها البعض؛ فإنها خلقت انطباعا زائفا بوجود حكومة عالمية.

هذا الانطباع ساهم فى تحفيز صعود اليمين العالمى فى الدول العظمى والكبرى الذى وجد العالم يقوم بتنظيمه مجموعة من البيروقراطية الدولية والتكنوقراط العالميين غير المنتخبين. الصعود الكبير الذى حققه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رفع أعلاما معاكسة للعولمة فارضا الدعوة لمراجعة حالة الأمم المتحدة متحالفا فى ذلك مع ثيوقراطيات عالمية يهودية ومسيحية وإسلامية تدعو إلى عوالم دينية أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمانون عامًا على الأمم المتحدة ثمانون عامًا على الأمم المتحدة



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt