توقيت القاهرة المحلي 01:59:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

«عم ليونيل»

  مصر اليوم -

«عم ليونيل»

عمرو الشوبكي
هذا الرجل قابلته فى فرنسا منذ ما يقرب من 20 عاما حين كنت أدرس فى باريس، وكان مناضلاً قديماً دهشت لكرمه وحديث الذكريات الذى لا يتوقف، بعد أن عرفنى به أحد الأصدقاء اليساريين التوانسة فى أحد المقاهى الأربعة الموجودة فى ساحة جامعة السوربون فى مواجهة نافورة المياه الشهيرة بالحى اللاتينى. تحدث الرجل عن الأممية الشيوعية وعن لينين وتروتسكى والمجرم ـ «Criminel» ـ ستالين، وعاد مرة أخرى ودافع عن دوره فى دحر النازية وبناء قاعدة صناعة قوية فى الاتحاد السوفيتى والحفاظ على راية الشيوعية، رغم أخطائه أو جرائمه. كنا فى منتصف التسعينيات حين قابلته وكنت فى أوائل الثلاثينيات وهو فى أوائل الخمسينيات، بعد أن تم تسريحه من إحدى مؤسسات البناء «البرجوازية» التى كان يعمل بها، وظللنا نلتقى على فترات متباعدة فى أوقات الفراغ والثرثرة فى مقهى هنا أو هناك، وكثيرا ما كان ينضم لنا بعض الدارسين العرب أو الأجانب، خاصة من أمريكا اللاتينية، واضطر عندها إلى الاستماع لجرعة من النضال الشيوعى الثورى، وأحيانا المسلح، وأنا الذى تقف حدود يساريتى عند إصلاحات عبدالناصر الاجتماعية وأمثاله من الاشتراكيين والمصلحين الاجتماعيين. كان الرجل من قيادات ثورة 68 الطلابية فى فرنسا وكان «رفيق» ليونيل جوسبان، رئيس وزراء فرنسا السابق، الذى اتهمه بخيانة الثورة والاشتراكية، وكانت إحدى عقده الرئيسية أن اسمه هو نفس اسم زعيم الحزب الاشتراكى الذى لا تعجبه اشتراكيته بالطبع، رئيس الوزراء السابق «ليونيل»، كان الأول لا يعرفه أحد، وكان الثانى ملء السمع والبصر، وكان الأول مع مجموعات أخرى ممن اعتبروا أنهم حافظوا على نقائهم الثورى، بقوا فى أماكنهم بلا عمل ثابت ولا مشروع سياسى يمثل بديلاً حقيقياً لسياسات النظام القائم، إنما فقط أصوات دائمة للرفض والاحتجاج، فى حين أن الثانى مع كثيرين مثله تفاعلوا مع النظام القائم، فغيروا وتغيروا عن طريق مشاركتهم فى أحزاب إصلاحية ذات توجه اشتراكى ديمقراطى. الغالبية العظمى من قيادات ثورة 68 أصبحوا قيادات أحزاب اشتراكية ديمقراطية أو انضموا لأحزاب الخضر وبعضهم انضم إلى أحزاب ليبرالية، أما نموذج «عم ليونيل» فقد حافظ على ما اعتبره نقاءه الثورى، ولم يكن يكره أحداً مثل رئيس الوزراء الذى يحمل نفس اسمه ولم يكن يتوقع للحظة أن يخون الثورة، إلى أن اكتشف أن كل رفاقه الذين كان يعرفهم فى ثورة 68 قد «خانوا» الثورة بهذا المعنى، لأنهم تحولوا وتغيروا وأصبحوا سياسيين داخل أحزاب وحركات سياسية إصلاحية وصلت للسلطة بصندوق الانتخابات وغيرت فى أشياء وتغيرت هى فى أشياء أخرى، وفى هذه الرحلة ـ التفاعل بين الثوريين والمنظومة القائمة ـ تجدد المجتمعات دماءها، لأن الثوار يغيرون فى هذه المنظومة ولا يسقطونها كما يتصورون فى البداية، كما أن المنظومة القائمة تغير فيهم أيضا. «68» لم تسقط النظام القائم، إنما كان تأثيرها الثقافى والاجتماعى والسياسى على المجتمع الفرنسى كبيرا وهائلا، أما نحن فالبعض يتصور أن القضية الوحيدة هى إسقاط مبارك وليس منظومته، فالأول سقط وسط هتافات الكثيرين، لكن منظومته لم تتغير كثيرا. مات «عم ليونيل»، بدايات هذا العام، وحيدا بلا عمل ولا أسرة ولا أبناء، وقد تكون مشكلته كما قلت له فى آخر لقاء منذ 10 سنوات أنه ظل يرى أن هناك ثورة دائمة، ولم ير أن فرنسا تغيرت بعد الثورة رغم بقاء الجنرال ديجول فترة واستمرار حكم اليمين الذى ثار عليه حتى عام 1981، تاريخ وصول الحزب الاشتراكى الإصلاحى للحكم، وليس من تبقى من رفاق «عم ليونيل». نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عم ليونيل» «عم ليونيل»



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt