توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملافظ سعد

  مصر اليوم -

الملافظ سعد

بقلم:عمرو الشوبكي

قصة الفنان المصرى الذى تطوع بكلام غير حقيقى فى مهرجان وهران بالجزائر الشقيقة، مشكلته أنه تصور أنه يمكن الحديث فى كل المجالات، وأنه خبير فى التاريخ والسياسة، ونسى أو تناسى أن الحديث خارج ما يعرفه يحتاج للتروى والتحقق من صحة معلوماته قبل أن يقولها على الملأ.

والحقيقة أن ما قاله تجاوز حتى التعبير المصرى الشهير «الملافظ سعد»، لأنه لم يكن فقط كلامًا غير موفق، لأنه تطوع بذِكر وقائع غير حقيقية جعلت البعض فى بلادنا ينبرى فى تذكير الجزائر بدعمنا لثورتها والتقليل من شأنها ولا مانع من العودة لتسجيلات عبد الناصر التى لم تسئ إلى الجزائر أو لأى بلد عربى آخر، حتى لو تباينت الرؤى فى بعض القضايا أو توقعت منها دعما أكبر مما قدمت.

المشكلة أن هناك نمطا متكررا من المجاملات الزائدة يمارسه البعض فى كثير من الاحتفالات التى يدعون إليها، سواء داخل مصر أو خارجها، وسواء كانت الجهة المنظمة دولة أو هيئة أو مؤسسة، فالمجاملة اللزجة باتت سلوك بعض الفنانين المصريين فى مناسبات عديدة، وهى غير مطلوبة منهم، ومخطئون لو تصوروا أنها ستكون جواز مرور لتكرار دعوتهم مرة أخرى فى هذه الاحتفالات.

أخطر ما ترتب على كلام الفنان المصرى فى الجزائر أنه دفع البعض للهجوم على الجزائر والتقليل منها، فى حين أن التاريخ يقول إن مصر فى عهد عبد الناصر دعمت الثورة الجزائرية التى صنعها ودفع ثمنها الباهظ والاستثنائى الشعب الجزائرى، وإن الجزائر دعمت مصر عسكريا عقب هزيمة ٦٧ وأثناء انتصار أكتوبر الذى صنعه ودفع ثمنه الشعب المصرى ونقطة وانتهى الموضوع.

فمصر لم تحرر الجزائر، والأخيرة لم ترسل قواتها الخاصة لحماية ميدان التحرير، فكلاهما كلام فارغ ومن يردده من أى بلد مهما كان جنسيته يسئ لنفسه أولا ولوطنه قبل أن يسىء للبلد الآخر.

يجب ألا نستمر فى سياسة المعايرة والتنمر وتحويل جوانب مضيئة فى تاريخنا العربى من التضامن والوحدة إلى مصدر للتنابز والكلام الفارغ، فبدلا من أن نفتخر جميعا بصور التضامن العربى الاستثنائية أثناء حرب أكتوبر ومشاركة الجيوش العراقية والجزائرية والمغربية والكويتية وغيرهم فى كل جبهات القتال فى مصر وسوريا، وإيقاف تصدير البترول إلى الغرب بقرار السعودية التاريخى والبطولات الشعبية فى مدن القناة والتضامن العربى من المحيط إلى الخليج مع الجيش المصرى المحارب.. كل ذلك هو ما يجب استدعاؤه وليس ترديد كلام فارغ من أى طرف وكثير منه لا أساس له من الصحة.

علينا أن نراجع معايير اختيار المسؤولين ونواب المجالس التشريعية ونعمل على تأهيلهم قبل أو بعد اختيارهم، وإن حكاوى الأهل الكرام والأصدقاء والحبايب لا يجب التعامل معها كمصادر موثوقة، وخاصة فى الأمور السياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملافظ سعد الملافظ سعد



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt