بقلم : عمرو الشوبكي
كما كان متوقعًا، استقبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض عمدة نيويورك الشباب زهران ممدانى، وانتقلا من الحملات الانتخابية والهجوم المتبادل إلى العمل المشترك فى مشهد جديد أكد على حيوية الديمقراطية الأمريكية ومبادئ دولة القانون التى تعلى من قيمة المصلحة العامة وتعمل على الوصول إلى حلول وسط وتنقل البرامج الحالمة والشعارات الكبيرة وأحيانا الأفكار المتطرفة إلى الاعتدال والحلول العملية وقبول التنوع.
والحقيقة أن مشهد لقاء الرئيس الأمريكى مع عمدة نيويورك «يدرس» لأنه حين انتقل كل طرف من شعارات الانتخابات «التى ليس عليها جمرك» والاتهامات القاسية التى أطلقها كل طرف تجاه الآخر إلى لحظة تأسيس علاقة بين رئيس جمهورية منتخب وعمده مدنية كبرى منتخب اتجهت نحو الاعتدال وتغير خطاب الاثنين.
الرئيس ترامب يحب المنتصرين والأقوياء حتى لو كانوا خصومه، فهو يحب روسيا القوية وإسرائيل القوية رغم أنها دولة استعمارية ويحب الصين ويتعامل معها بطريقة تختلف عن أى دولة حليفة له يشعر أنها فى وضع ضعف، ولذا هو وضع ممدانى فى خانة الأقوياء المنتصرين فقد فاز من الجولة الأولى من الانتخابات وباكتساح فى مواجهة من دعمهم ترامب وأصبح فى نظره المرشح المنتصر والقوى الذى يسعى أن يتعامل معه بصرف النظر عن كون النظام الديمقراطى يدفعه إلى ذلك أم لا فهو رجل الأقوياء والمنتصرين.
ولذا لم يكن غريبًا أن يقول ترامب إن وصفه لممدانى بأنه «جهادى» أمر له علاقة بالحملات الانتخابية وإنه بالعكس وجد شخصا عقلانيا تماما يسعى لعودة الازدهار لمدينة نيويورك، ووصفه بأوصاف جديدة منها أنه عقلانى ورائع.