توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن الشكوي

  مصر اليوم -

لمن الشكوي

فاروق جويدة

وسط هذا الصخب المجنون والأفكار الشاردة والرؤي الغائبة والصراعات الدامية علي لاشيء‏..‏ أنتزع نفسي من هذا العالم واحاول ان استردها من ايادي الأخرين كل واحد انتزع مني شيئا‏. .وفي احيان كثيرة أجد نفسي مبعثرا علي الطرقات احاول ان الملم ما بقي مني..اعترف انني اتحمل مسئولية ذلك كله..لقد حاربت في أكثر من مكان لأنني كنت ابحث عن القيمة واساند الجمال واري ان العمر مساحة قصيرة جدا وان اجمل ما فيه الصدق والحب والتواصل..كنت ابحث عن إنسان اكثر رقيا لم اتصوره قديسا ولكنني كنت اراه دائما اعظم مخلوقات الله وأكثرها ذكاء وترفعا..احاول كثيرا ان انتزع نفسي من زحام الشوارع وفوضي الأشياء.. لقد نجحت احيانا ولكنني في معظم الأحيان احمل معي إنسانا مشوها ترهقني كثيرا ملامحه..هناك اشياء تتغير فينا مع الزمن التجاعيد والشعر الأبيض والقلب الهزيل..ولكن اصعب الأشياء ان تجد نفسك بين اناس لم تعد تحبهم وان تشاهد اشخاصا اتسعت المسافة بينك وبينهم حتي صارت عمرا واماكن واحلاما.. وسط هذا الزحام المخيف افتقد اشياء لا استطيع استردادها..افتقد دعاء امي وان كنت اعلم انها غابت ولن تعود..افتقد صلاح ابي وانا اري وجوها ملونة تتمسح في يقين كاذب..افتقد وجه حبيبة صافحتني ذات مساء واختفت كسنوات العمر.. افتقد اشخاصا لا كانوا اصدقاء ولا كانوا من المقربين ولكنني اكتشفت بعد غيابهم انني كنت احبهم كثيرا ولا استطيع الأن ان اعترف بذلك لأنني لا اراهم..هل جربت يوما ان تكتشف بعد سنوات حقيقة إنسان غاب عنك وكم كنت تحبه ولم يعرف ذلك..افتقد شارعا كنت امشي فيه تسبقني احلامي..لقد غاب الشارع واختفت الأحلام.. افتقد صوتا يصافحني قبل ان انام لأبدأ معه رحلة مع الأمل.. افتقد صوت الشيخ رفعت.. واحاديث عبد الوهاب ومشاعر العندليب وشموخ كوكب الشرق وجلسات الشعراوي وخالد محمد خالد والغزالي.. افتقد حوارا مع عقل يبهرني ويزلزل اركان فكري.. وقلب يحتويني بالحجة والإيمان والمشاعر.. وسط زحام شديد اسير وحيدا وحين ينقطع التيار الكهربائي في الشارع استند الي شجرة عتيقة اشكو لها وحشتي وضعفي وهواني علي الناس. نقلاً عن جريدة " الأهرام "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن الشكوي لمن الشكوي



GMT 20:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 20:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 19:56 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

تفوق الأندية المصرية إفريقيًا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon