توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأيدي الخفية

  مصر اليوم -

الأيدي الخفية

فاروق حويدة

غاب القانون فغابت العدالة وانقسم القضاة علي انفسهم فسقطت هيبة القاضي‏..‏ وانقسم الإعلام الي اسلامي وليبرالي وسلفي واخواني وعلماني فغابت الحقيقة‏..‏  وانتشرت الفوضي في الكلام والسلوك والمواقف.. وفي غيبة المصداقية والحسم غابت مؤسسات الدولة واصبح من الصعب ان تجد مؤسسة إدارية في الدولة تقوم بواجباتها وتتحمل مسئوليتها.. ولهذا انقسم الشارع المصري وتحول الي الغام بشرية في كل يوم ينفجر لغم جديد في شارع أو مدينة وتنتشر الشظايا في كل اتجاه ويسقط الضحايا.. وامام غياب الشفافية لا احد يحاكم حيث لا حساب ولا مساءلة لأن الأشياء اختلطت تماما.. لا احد يتصور ان يتم اقتحام جنازة وتتحول الي مواجهة بين المسلمين والأقباط إلا إذا كانت هناك أيد خفية قد مهدت لذلك كله..في زمان مضي كانت الجنازة تخرج من المسجد أو الكنيسة وحولها آلاف المواطنين وانت لا تعرف من الذي مات وهل هو مسلم أم مسيحي لأن الوجوه واحدة والدموع ايضا واحدة.. وامام قدسية الموت ولحظة الفراق لا فرق بين صليب أوهلال لأن الفجيعة واحدة والحساب عند الله. ما يحدث في الشارع المصري الآن حالة فوضي لها اسبابها وإذا كانت مؤسسات الدولة تعرف الأسباب فهذه كارثة وإذا لم تكن تعرف فهذه ام الكوارث ولا يعقل ان نجلس بعيدا ونشاهد كل يوم لغما ينفجر هنا أو هناك.. لا يمضي يوم واحد دون ان يسقط القتلي في كل ارجاء مصر وكلنا يجلس في مواقع المتفرجين.. ان صمت المسئولين مصيبة وغفلة المواطنين مأساة ولا ادري كيف ننتظر والنيران تحاصرنا من كل اتجاه.. ان هذه الصورة الكئيبة تحمل مخاطر كثيرة.. نحن امام مؤسسات فقدت إحساسها بنبض الشارع وعجزت عن آداء رسالتها.. وامام مجتمع تفكك تماما.. وامام حكومة فقدت هيبتها ورغم هذا مازلنا نبحث عن حلول رغم ان المأساة لا تحتاج الي اجتهادات.. يجب ان تعود مؤسسات الدولة اكثر حسما في قراراتها حتي تسترجع الدولة هيبتها الغائبة وسط هذا الصخب المجنون.. ابحثوا عن الأيدي الخفية التي تعبث في أمن مصر واستقرارها. نقلاً عن جريدة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأيدي الخفية الأيدي الخفية



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon