توقيت القاهرة المحلي 11:32:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألد أعداء الرئيس القادم: إحنا!

  مصر اليوم -

ألد أعداء الرئيس القادم إحنا

معتز بالله عبد الفتاح

المقومات الأخلاقية والفكرية والنهضة غير متوفرة، وعلى من يحكمنا أن يبذل جهداً كبيراً فى استزراعها داخلنا.
إحنا بنكره بعض، وحتى لما بنكره بعض لسبب، حتى لو زال السبب، بنفضل نكره بعض.
الشعب المصرى الشقيق بيكره الجالية المصرية المقيمة فى ربوع الوطن وبيتعامل معها على أنها ستجلو قريباً.
ما هذا الكم من الكُره الذى أراه وأسمعه وأقرأه؟
الله يخرب بيت السياسة، حصل تسييس ونزع للإنسانية (politicization and dehumanization) للمصريين، والمصطلح المكتوب بالإنجليزية قرأته أول مرة فى تحليل أسباب قيام الحرب الأهلية.
وهذه النزعة تفسر عدداً من الأمور التى نعيشها، مثلاً لا توجد شخصية عامة فى مصر الآن إلا وأعداؤها ضعف واحد على الأقل لأنصارها، يعنى من كان أنصاره 10 فى المائة من المصريين فأعداؤه على الأقل 20 فى المائة أو أكثر. لماذا؟ لأننا فى حالة تشويه متبادل من الجميع ضد الجميع لأسباب مختلفة، بعضها يبدو مرتبطاً بالفكر، ولكن الكثير منها مرتبط بالاعتبارات الشخصية من حقد وغل وغيرة.
وهناك ثانياً الوقوع تحت التأثير المبالغ فيه للسياسة والصراعات الأيديولوجية دون ربطها بالصالح العام، لذا نادراً ما تجد بيننا من المصريين من يبدأ بالمعلومات وصولاً إلى الاستنتاجات، من يبدأ بالحقائق وصولاً إلى الحقيقة، لكن المعتاد أننا نبدأ بما نعتبره الحقيقة التى نريد والاستنتاجات التى تسعدنا، فنستبعد المعلومات والحقائق التى تزعجنا ثم نقوم بانتقاء أو ألوظة أو اختلاق المعلومات التى نريد.
وهناك ثالثاً، من يرتدون ثوب الديمقراطية وتتحكم فيهم قيم التسلطية؛ باسم الديمقراطية يمارسون أسوأ أشكال التسلطية المجتمعية والسياسية على خصومهم، وأحياناً من يؤيدونهم بدرجة أقل، وكما أن هناك فاشية دينية، هناك فاشية علمانية، وكلاهما قائم على الترصد والإقصاء، وكل طرف يلوم الطرف الآخر على أنه هو الذى بدأ فاشيته. وسوء تقدير الطرفين يجعل الطرف الآخر يكسب أكثر.
وهناك رابعاً، المقولة الشهيرة لـ«كارل بوبر»، الفيلسوف النمساوى: «إن أشد الناس عداوة للمعتدلين والمستقلين فكرياً هم المتطرفون فكرياً. المعتدل أو المستقل قادر على أن يرى من هم على يساره ومن هم على يمينه ولا يتضرر من ذلك، لكن المتطرف فكرياً جهة اليمين لا يرى غيره إلا على يساره، ويظن أنه فى حرب معهم، والمتطرف فكرياً جهة اليسار، لا يرى غيره إلا على يمينه ويظن أنه فى حرب معهم»، مع ملاحظة أن الرجل أصلاً كان يتحدث عن ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتى الفاشى. وهناك خامساً نظرية «وضع العصا فى العجلة» بأن نتأكد أن غيرنا لن ينجح أبداً.
سيكون هناك من يسعى لإفشال الرئيس القادم لأنه ليس من «شلة» أو «معسكر» هؤلاء أو أولئك. وهذا ينطبق على الجميع بدرجات متفاوتة من أرقى فئات المجتمع المصرى ثقافة ورقياً، فما بالنا بمن يحمل الطوب والسنجة والمولوتوف فى الشوارع؟
المشكلة تبدو وكأنها سياسية، ولكن الحقيقة أنها مشكلة أخلاقية فجّرتها الصراعات السياسية، قلت من قبل إن المقومات الأخلاقية والفكرية والنهضة ليست متوفرة، والمطلوب من الرئيس الجديد أن يكون رئيساً معلماً ومربياً للمجتمع على قيم مختلفة، وأن يكون هو القدوة.
تحضرنى مقولة: «إن الأحرار يُدافعون عن الأفكار بغض النظر عن الأشخاص الذين يحملونها، والعبيد يُدافعون عن الأشخاص مهما كانت الأفكار التى يحملونها»، وأرى أن أخلاق العبيد تسيطر علينا، علشان كده، وقعتنا سودة إلا أن يتغمدنا الله برحمته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألد أعداء الرئيس القادم إحنا ألد أعداء الرئيس القادم إحنا



GMT 08:11 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

المبالغة في التحذيرات “مثل قلتها”

GMT 08:09 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

حقّاً أهرام

GMT 08:08 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

أمامَ محكمة الرُّبعِ الأول

GMT 08:07 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

مِثال علاء عبد الفتاح

GMT 08:06 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لبنان ومخاطر الإدارة المجتزأة

GMT 08:05 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لقاء فلوريدا غير مسموحٍ له بالفشل

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحكاية ليست «الملحد»

GMT 08:02 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

فى متحف الشمع!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
  مصر اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 09:55 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين
  مصر اليوم - اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt