توقيت القاهرة المحلي 09:24:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أقل الكلام

  مصر اليوم -

أقل الكلام

عريب الرنتاوي

العلاقات الإيرانية – السعودية، ستكون في قلب جدول الأعمال الحافل لزيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الأولى منذ توليه مهام منصبه لإيران، إلى جانب العديد من الملفات الثنائية والإقليمية ... والمرجح أن “المساعي الكويتية”، إلى جانب جهود الوساطة العُمانية، ستؤتي أوكلها، وستسهم في “تطبيع” العلاقات على ضفتي الخليج العربي/ الفارسي.
لا مشكلة بين إيران وأربعة من دول الخليج الست ... علاقات طهران جيدة بكل من مسقط والكويت والدوحة وأبو ظبي، برغم قضية الجزر التي تخص الإمارات، فالتبادل التجاري على أشده، والعلاقات السياسية نشطة في شتى الاتجاهات ... إيران تحتفظ بعلاقات متوترة مع السعودية على خلفية “التنازع على النفوذ إقليمياً”، فيما البحرين تشكو من تدخل إيراني في شؤونها.
وإذ لعبت مسقط دوراً مبادراً في احتضان أولى محاولات التقارب الأمريكي – الإيراني، فقد أتبعت ذلك بمحاولة لتجسير فجوات المواقف والسياسات التي تباعد ما بين الرياض وطهران، لكن المصادر المختلفة، تؤكد أن الرياض تبدي ارتياحاً أكبر للوساطة الكويتية المنسّقة معها، فيما مشاعر “العتب” ما زالت تعتمل داخل مؤسسة صنع القرار السعودي على السلطنة، التي لم تضع الرياض في صورة وساطتها بين واشنطن وطهران، إلى أن أنجزت الوساطة أغراضها، وخرجت إلى العلن، عن طريق تسريبات أمريكية بالأساس، وليست عُمانية بكل تأكيد.
اليوم، ثمة آمال كبيرة على زيارة الأمير الكويتي لإيران، ليس لأن ملف العلاقات الثنائية بين الرياض وطهران هام بذاته فحسب، بل بالنظر لما سيحدثه أي تقارب إيراني – سعودي من أثر، على مختلف ملفات المنطقة وأزماتها، بدءً بالبحرين واليمن، مروراً بالعراق وانتهاء بسوريا ولبنان ... والمؤكد أن الخبرات التي “تكتنزها” الدبلوماسية الكويتية، في الوساطة والمساعي الحميدة، والتي تعود بجذورها إلى سبعينيات القرن الفائت وثمانيناته، ستساعد الأمير في مساعيه الحميدة.
لقد لعبت الكويت دوراً مبادراً لاحتواء النزاع الخليجي – الخليجي، وتحديداً بين الدوحة من جهة وكل من الرياض وأبو ظبي من جهة أخرى ... صحيح أن المياه لم تعد إلى مجاريها بعد إلى المنظومة الخليجية، لكن من دون الوساطة العمانية – الكويتية، لربما كان مجلس التعاون الخليجي برمته اليوم، صفحة في كتاب التاريخ.
والدور الكويتي الحالي، يستند إلى إرثٍ كبير لطالما لعبته الدبلوماسية الكويتية قبل غزو العراق للكويت، فقد كان وزير خارجيتها المخضرم، أميرها الحالي، حاضراً في مختلف الصراعات والنزاعات العربية البينية: تدخل لرأب الصدع بين الأردن ومنظمة التحرير، تدخل للوساطة في الحرب الأهلية اللبنانية ... لعب أدوراً هامة في تعزيز العمل العربي المشترك، ولطالما تصدر اسمه صفحات الجرائد نشرات الأخبار ... لكن دبلوماسية “رجل المطافئ” الكويتية النشطة، تعرضت لانكفاءة وانتكاسة، بعد احتلال الكويت ... وها هي بعد أربعة عشر عاماً على الغزو، تستعيد بعضاً من لياقتها القديمة، وتقتحم بعض ملفات التأزم والتأزيم المقفلة.
ليست المهمة سهلة بالطبع، فما بين البلدين الخليجيين الكبيرين، ثمة صراع على النفوذ والقيادة في المنطقة والعالم الإسلامي، تغذيه إيديولوجيات متنافرة، وتطيل في أمده، أزمة ثقة عميقة بين الجانبين، وتحقنه محاولات متكررة لرأب الصدع، باءت جميعها بالفشل، أو توقفت عند حدود معينة.
انتعاش القوة الإيرانية، الذي بلغ ضفافاً غير مسبوقة بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، واغتيال الحريري وحرب تموز في لبنان العام 2006 ونجاح حماس في الانتخابات الفلسطينية في العام نفسه، أثار قلقاً ومخاوف سعودية وخليجية وعربية واسعة وعميقة ... وساعد على إذكائها، توجه أمريكي – أوروبي، وضع في صدارة أولوياته، احتواء إيران ومنعها من التمدد وامتلاك عناصر القوة والاقتدار ... وهذا ما أفضى إلى استدامة الكثير من الأزمات الإقليمية وإخفاق محاولات إيجاد حلول سياسية وتفاوضية لها.
في المقابل، تنظر طهران بعين الريبة والاتهام، لدور المملكة في تدعيم الحلف المناهض لها ولحلفائها،  في مختلف ساحات انتشار النفوذ الإيراني من دون استثناء.
اليوم، يبدو المشهد مغايراً ... الغرب يتجه للمصالحة مع إيران، وواشنطن تحث الرياض على “تطبيع” علاقاتها بطهران، بعد أن باءت معظم إن لم يكن جميع محاولات “قصقصة” أجنحة طهران بالفشل ... لكن الخلافات بين الجانبين ما زالت عميقة، وهبوط الرياض عن شجرة مطالبها، عالية السقوف، ليس بالمهمة السهلة، في بلد اعتاد التحرك والاستدارة ببطء شديد ... لكن مع ذلك، فإن فرص نجاح المساعي الكويتية تبدو كبيرة، بل وكبيرة جداً في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية، وفي ظني أن الأمير صباح ما كان ليجازف بتحمل هذا العبء، لولا ثقته العالية بارتفاع حظوظ النجاح لمسعاه ووساطته.
"الدستور"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقل الكلام أقل الكلام



GMT 03:22 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

متى وكيف يحاسب المسؤول؟ وكيف نواجه الفساد؟

GMT 03:20 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

رسائل الحصاد

GMT 03:07 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

علم يرفرف على ركام البيوت

GMT 03:05 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

ما بعد الاجتياح

GMT 03:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

التصعيد والتبريد في حرب غزة!

GMT 02:59 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

خروج بني إسرائيل من مصر!

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بيان من المحروسة

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon