توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأردن و«الهلال الجهادي»

  مصر اليوم -

الأردن و«الهلال الجهادي»

عريب الرنتاوي

التعبير ليس لنا، بل لمسؤولة “قطاع الجنوب” في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي حذرت من خطورة بزوغ “هلال جهادي” يطوق الأردن ويتهدد أمنه الوطني واستقراره، من العراق مروراً بسوريا وحتى لبنان، مفصحةً عن استعدادات أمنية واستخبارية إسرائيلية للتعامل مع خطر تسرب هذا “الهلال” إلى داخل الأردن. تزامن الإفصاح عن فحوى التقدير الاستراتيجي السنوي للاستخبارات الإسرائيلية، مع قيام سلاح الجو الملكي الأردني، بتدمير عددٍ من الآليات التي حاولت اجتياز الحدود السورية باتجاه الأردن ... ولقد حاولتُ أن استذكر متى كانت آخر مرة، نفذ فيها سلاح الجو الأردني، مهمة قتالية، فلم تسعفني الذاكرة، في إشارة للأهمية القصوى التي توليها الدولة لهذا التهديد، الذي بدأ يتطاول ويتجاسر على حدودنا وأمننا وحياة أبنائنا وبناتنا. وإذا كانت السيدة “رويتال” تقيم تماثلاً بين حدود “الهلال الجهادي” وخرائطه، مع حدود وخرائط الهلال الأشهر: “الهلال الشيعي”، فإننا نضيف “ضلعاً أو ضلعين” لهذه الحدود والخرائط ... فالتهديد الإرهابي الذي يضرب سيناء، ومنها مدن القناة والداخل المصري، ينتصب كتهديد محتمل للأمن الوطني، ولطالما تعرضت العقبة في أقصى الجنوب، لاعتداءات صاروخية مصدرها ما أسميناه في حينه، “الكوريدور الرخو”، الممتد من مدن البحر الأحمر سواحله، إلى صحاري سيناء وبوادي الأردن والسعودية والعراق ... ومع اقتراف جماعة إرهابية لجريمة اختطاف السفير فواز العيطان في ليبيا، تتسع مساحة التهديد والمجابهة، ولا تعود محصورة بهلال أو مثلث أو مربع بعينه. ثلاث رسائل، حملتها طائرات سلاح الجو الأردني على أجنحتها، وهي تغير على رتل الآليات العابر للحدود ... أولها: أن أية محاولة لاختراق أمن الأردن وحدوده، ستلقى رداً حازماً وحاسماً وفورياً، لا تسامح هنا ولا تدرج في التعامل مع تهديدات من هذا النوع ... ثانيها: أن الوضع في سوريا بات عصياً على الاحتواء والاحتمال، فما كان يقال عن خطر تمدد الأزمة السورية وانبعاثاتها إلى دول الجوار، لم يعد موضوعاً للتكهنات والتقديرات، بل صار حقيقة واقعة، توجب التسريع في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ... وثالثها: أن الأردن، بخلاف بعض العواصم، من عربية وإقليمية، يعرف من أين يأتيه الخطر، ولم يفقد بوصلته، فالإرهاب لا يمكن التسامح معه، ولا يمكن اللعب معه، ولا يمكن توظيفه في الصراعات والحرب والنزاعات البينية، لا في سوريا ولا في غيرها. ونوافق “رويتال” على خطورة أن ينجح “الهلال الجهادي” في الحصول على موطئ قدم أو ركيزة في الداخل الأردني ... ونضيف إلى “تقديراتها الاستراتيجية”، بأن هناك بيئة محلية تسمح بأخذ هذا التحذير على محمل الجد ... ولقد سبق لنا وأن قلنا في حمأة الحديث عن “الجهاديين الأردنيين” في سوريا، أن من المهم أن نعرف كم تبلغ أعداد هؤلاء، وكم منهم قضى أو ينتظر، بيد أن الأهم، هو أن نعرف: كم من “نظرائهم” ما زال في حالة سبات، أو لم يتلق الأوامر بالنفير وشدّ الرحال ... “هنا الوردة فلنرقص هنا”، وأية بيئة سياسية – اقتصادية – اجتماعية – ثقافية، انتجت هؤلاء وأولئك؟ والمؤسف حقاً، أن هذا التهديد يداهمنا، فيما البلاد تمر بمرحلة تتسم بالتغول والاستقواء على الدولة، وتفاقم الهويات الثانوية، وارتفاع منسوب الجرأة في التجاوز على القانون وضرب هيبته وسيادته، وزيادة معدلات العنف الطلابي والمجتمعي على خلفيات عشائرية وجهوية وعصبيات قبليات لا مطرح لها في مفتتح القرن الحادي والعشرين، ما يساعد كل من تسوّل له نفسه، الإخلال بأمن البلاد والعباد، على التسلل من هذه الشقوق والثقوب السوداء، لضرب أمننا واستقرارنا.  والحقيقة أننا ربما نعيش اليوم، أجواء سابقة، عندما استحال غرب العراق وأنباره، إلى ملاذ آمن لكل قوى التطرف والغلو، ومن هناك جرى تنظيم عشرات المحاولات للمس بأمننا الوطني، أُسقط معظمها في أيدي الأجهزة الأمنية المحترفة، وإن نجح الإرهابيون في الوصول إلى فنادقنا وبعض أهدافنا الرخوة ... مع العلم، أن التهديد اليوم، يبدو أشد خطورة وأكثر تعقيداً ... فبين غرب العراق وحواضرنا مسافة من البوادي والقفار تقدر بمئات الكيلومترات ... أما ما يباعد جنوب سوريا عن حواضرنا (أكثر من 80 من سكان الأردن يعيشون في شريط عرضه أقل من 90 كم) فالمسافة لا تزيد عن عشرات الكيلومترات لا أكثر، دع عنك اندماج الديموغرافيا، وتداخل الجغرافيا. على أننا ونحن نثق بقدرة الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية على التصدي لهذا التهديد واستئصاله، فإننا نرى أن المعركة مع “الهلال الجهادي” وتفرعاته، هي معركة ثقافية – فكرية، اقتصادية – اجتماعية شاملة، معركة على “العقول” و”القلوب”، ولهذا السبب فإنها معركة الدولة والمجتمع، لا الدولة بأجهزتها المختصة فحسب، أي باختصار: إنها معركة الأردنيين جميعاً، ومن أجل الأردنيين جميعاً كذلك. نقلا عن جريده الدستور الاردنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن و«الهلال الجهادي» الأردن و«الهلال الجهادي»



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon