توقيت القاهرة المحلي 06:20:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"شاغورنا مالك مثيل ترابك أغلى من الذهب"

  مصر اليوم -

شاغورنا مالك مثيل ترابك أغلى من الذهب

مصر اليوم

  كم كان عمر الفلاّحة الجليلية ندى نعامنة في 30 آذار من العام 1976؟ ربما على مشارف الأربعين لتدافش وتطاحش شرطياً إسرائيلياً وتطرحه أرضاً في "يوم الأرض" التأسيسي الأول. عشية "يوم الأرض" الـ37 أغمضت ندى نعامنة عينيها، بعد أن صار اليوم يوم أيام فلسطين وشعبها كله، ما دام العرب القدماء كانوا يقولون في تأريخ الأيام الفاصلة "يوم من أيّام العرب". ماذا أقول عن فلاّحة طرحت شرطياً أرضاً؟ ربما هي تستحق "عميدة الأرض" ما دامت موسوعة "غينيس" تقول عن نساء كوكب الأرض المعمّرات "عميدة البشرية". من "عميدة الأرض" إلى "شهيدة يوم الأرض" وهي فلاّحة أخرى فلسطينية جليلية سقطت شهيدة في ذلك اليوم المشهود 30 آذار 1976، مع كوكبة شهداء بلغت ستة، من بينهم الجولاني ـ السوري محمد خير ياسين. تقول المحامية الحيفاوية نائلة عطية إن "يوم الأرض" علامة في تاريخها الشخصي جعلها تدرس المحاماة على درب "محامي الأرض" المرحوم حنّا نقّارة، ووصيته إلى معتقلي الدفاع عن الأرض "خشّب.. خشّب" أي اصمد وتصلّب. هل أقول: "يوم الأرض" جزء من تاريخي المهني؟ لأدّعي لقلمي أنه كان الرائد في مجلاّت الفصائل الفلسطينية في الكتابة والتمهيد والمواكبة ليوم أيّام فلسطين، منذ استعرت تلك الصيحة: "اصرخي أيتها الأرض المحبوبة" عشية "يوم الأرض"، ومنذ عام قبلها كتبت مقالاً عنونته "كل الدعم لبلدية الناصرة الديمقراطية" عشية الانتخابات البلدية، التي حرّرت فيها "الجبهة" و"راكاح" المجلس البلدي لمدينة الناصرة. سأتذكّر ما حييت أبرز هتافات "يوم الأرض" الأول: "شاغورنا مالك مثيل ترابك أغلى من الذهب" سأزور العام 1996 سهل البطوف الخصيب، في المنطقة التي تتوسّط مثلّث "يوم الأرض": عرّابة، سخنين، دير حنّا. الشاغور، في اللغة، هو منطقة تفرّع صبيب الماء (أنهار، جداول، ينابيع) كما الشاغور في أرض دمشق ـ الشام التي يرويها نهر بردى. ما الذي ذكّرني بعميدة "يوم الأرض" وعميدة شهداء ذلك اليوم الذي صار "يوم أيّام فلسطين" وشعبها؟ ربّما ما كتبه زكي درويش في "يوم الأرض" الـ37 على صفحة "الفيسبوك": "الأرض أُمّ الأُمّهات"، فذكّرني هذا بقول شقيقه الشاعر الأمجد محمود: "الشجر العالي كان نساء كان لغة". رأيت في بغداد أجمل الجداريات في "ساحة الحريّة" وأنجزها أستاذ أساتيذ النحت العراقيين جواد سليم، ولعلّ جدارية "يوم الأرض" في مدينة سخنين الجليلية تضاهيها، وأنجزها النحّات الفلسطيني عبد العايدي بالاشتراك مع النحّات الإسرائيلي غرشون غنيسبل. الأولى تختصر شعوب أرض العراق من فجر حضارة السومريين حتى ثورة 14 تموز 1958 والثانية تحكي قصة علاقة الفلسطيني بأرضه (الفلسطيني أوّل من دجّن القمح على سفوح الكرمل). في الوثائق أن الحركة الصهيونية قبل إقامة إسرائيل لم تكن تملك حيازة على أرض فلسطين تتعدّى الـ 8% لكن بعد 65 عاماً، فإن 85% من أرض فلسطين التاريخية يستملكها، أو يستغلها، أو يستوطنها الإسرائيليون اليهود، مقابل 15% في أيدي الفلسطينيين، رغم أن نسبة اليهود في أرض فلسطين هي 51% والفلسطينيين 49%. الأرقام مخيفة ومنذرة في "صراع الأرض" حيث إن سلطة الاحتلال تسيطر على 1,3 مليون دونم في الضفة تحت دعاوى "أراضي دولة" وخصّت المستوطنين بـ37% بالمائة منها، مقابل 07% للفلسطينيين، باعتبار إسرائيل وريثة الحقبة الأردنية، ومقابل 671 ألف دونم خصّصت للاستيطان والجيش والشركات الإسرائيلية خصّصت إسرائيل 8,600 دونم فقط للفلسطينيين، وكانت حصّة منطقة رام الله "ولا إنش واحد" من أراضي الدولة للفلسطينيين. إسرائيل وارثة القوانين العثمانية والأردنية، وفي القوانين العثمانية للأرض أنها تعود للدولة إذا لم تفلح خلال عشر سنوات، والمشكلة هي هل لا تفلح الأراضي بإرادة الفلاحين وملاكها أم لتقييد حركة الفلسطينيين فيها، ومنعهم من حراثتها، علماً أنه في قلب مستوطنة "معاليه أدوميم" كانت هناك أراض فلسطينية خاصة ومفلوحة في السبعينيات. في محافظة بيت لحم عزل الجدار 22 ألف دونم ومُنع أصحابها من فِلاحتها، لتسويغ مصادرتها، علماً أن 12% من أرض الضفة معزولة بالجدار الفاصل، ويصعب على أصحابها الوصول إليها وفلاحتها وجناية محاصيلها من الزيتون. جانب آخر ومكمل في قصة "صراع الأرض" يدور شمال البحر الميت، حيث انحسرت مياهه عن 140 ألف دونم أرض، تعتبرها إسرائيل "أرض دولة" مغلقة بذلك أية شرفة فلسطينية أو إطلالة على شواطئ البحر الميت؟ "يوم الأرض" هو يوم أيّام فلسطين، وهو أهم من بقية أيّامها الحاشدة، بما فيها يوم الانطلاقة، وذكرى الانتفاضة، ولا يجاريه في الأهمية ربما غير يوم النكبة في شهر أيار.   نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاغورنا مالك مثيل ترابك أغلى من الذهب شاغورنا مالك مثيل ترابك أغلى من الذهب



GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 01:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لمن سيصوت شباب أميركا في 2024؟

GMT 01:41 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«ساق البامبو» في سوق التحف

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon