توقيت القاهرة المحلي 19:48:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحق على/ مع الطليان؟

  مصر اليوم -

الحق على مع الطليان

حسن البطل

ثلاثة مربعات بيض في شبكة الكلمات المتقاطعة، وعليك أن تملأها بالجواب الصحيح: عملة أوروبية! انقضى زمن عملة "لير" الإيطالية، و"الدراخما" اليونانية و"بيزيتا" الإسبانية وجميعها رخيصة، واستبدلوها بـ "اليورو" الذي حل مكان "المارك" القوي و"الفرنك" الفرنسي.. وأما بريطانيا و"ليحفظ الله الملكة" على بنكنوت الاسترليني. السؤال في شبكة اقتصاد دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة) هو: هل يتفكك الاتحاد، أو تنسحب الدول المفلسة (اليونان، وإسبانيا والبرتغال) من منطقة اليورو؟ إيطاليا على حافة الإفلاس، والاقتصاد القوي في فرنسا وبريطانيا خضع لخفض درجة الائتمان من AAA درجة واحدة، ويبقى أنف اقتصاد "دولة المرسيدس" الألمانية فوق مستوى الماء.. إلى أن يتعب البنك المركزي الألماني والبنك المركزي الأوروبي من ضخّ عشرات مليارات اليورو في اقتصاديات الدول المفلسة أو المتعثرة. إذا اهتزّ الاقتصاد الأميركي، منذ أربعة أعوام (بنك ليمان براذر)، اهتزت اقتصاديات العالم، ولكن إذا اهتزت اقتصاديات "اليورو" في الاتحاد الأوروبي اهتزّ الدولار، أيضاً. هذه شبكة عنكبوتية للعملات، مثل شبكة الإنترنت. ما الذي اهتزّ في إيطاليا فهزّ أسواق العالم المالية، بدءاً من سوق "اليورو"؟ عادت شبه الجزيرة الإيطالية، وهي أشبه بساق تركل كرة هي جزيرة صقلية، إلى عادتها القديمة، أي "الحكومات الطليانة" قصيرة العمر (الأردن وإسرائيل مثلاً)! الانتخابات الأخيرة الإيطالية، أنتجت سيناريو الرعب السياسي، حيث لا تتوفر غالبية حزبية للحكم المستقر، وعلى أحزاب هذا البلد أن تطلب الطبّ السياسي الإغريقي، حيث اضطرت أقصى أحزاب اليسار واليمين والوسط في اليونان إلى تشكيل ائتلاف حكومي، لتقويم بلاد سقراط وأرسطو وأفلاطون من خطر الغرق. يقولون إن سكان بلاد أوروبا المتوسطية يحبون الحياة والمرح و"قيلولة الظهر"، بينما شعوب أوروبا الشمالية محبة للكدّ والعمل والإنتاج. هذا تفسير بسيط وسطحي، فالحالة السياسية الإيطالية مزمنة وليست طارئة، منذ كانت إيطاليا موطن أكبر حزب شيوعي خارج المنظومة الاشتراكية ـ السوفياتية، إلى أن حكمها زعيم حزب يميني ومليونير يحب "الحياة الحلوة" (دولتشي فيّتا) هو سيلفيو برلسكوني، حليف واشنطن! كان بالميرو تولياتي أقوى زعيم شيوعي خارج الدول الشيوعية، ولكنه كان مستقلاً في شيوعيته، كما هو حال تيتو في يوغسلافيا المنحلة، ومن ثمّ رفض الغزو السوفياتي لأفغانستان 1980. الأمين العام التالي للحزب أنريكو برلنغوير ترك بصمته القوية في الأحزاب الشيوعية وفي المعادلات السياسية الإيطالية، عندما اقترح صيغة "التسوية التاريخية" أي تحالف حكومي بين الشيوعيين والحزب الديمقراطي. أميركا لم تكن تريد شيوعيين في حكومات إيطاليا. هل هذا غريب؟ كلا، لأن اليساريين والشيوعيين يتداولون كتاب أنطونيو غرامشي عن المثقفين والثورة، وخيانات المثقفين للثورة. في النتيجة، وصل مليونير متصابٍ وفاسد وحليف وثيق لأميركا إلى حكم إيطاليا، مع حزب غير أيديولوجي بالمرّة (قوة إيطاليا) ثم مع قائمة حزبية غريبة "شعب الأحرار". بلاد الأيديولوجيا في موسكو وبكين نزعت عنها الأيديولوجيا، وأوروبا نحو "يسار جديد" ويمين جديد، والآن بابا جديد بعد الذي استقال لأول مرة عن الكرسي الرسولي منذ سبعة قرون. روما التي حكمت العالم القديم (آه من حلمي ومن روما) عاجزة عن حكم نفسها، وتأليف حكومة ائتلافية مستقرة (ربما على الطليان التعلم من أحزاب إسرائيل؟). المسألة أبعد من هذا، لأن إقليم الباسك في إسبانيا يريد استقلالاً أكثر من كونه "ذاتياً" وكذا في المملكة المتحدة حيث تميل أسكتلندا للاستقلال، وأيضاً، في إيطاليا المقسومة بين شمال أوروبي غني وجنوب متوسطي فقير، خاصة في جزيرة صقلية بلاد آل كابوني وبلاد الثأر Vedetta (هذا في السينما!). إما ينجح يسار ـ الوسط في ائتلاف حكومي مع يمين ـ الوسط، وإما يعود اليميني الفاشي سيلفيو برلسكوني إلى الصعود مرة أخرى ومعه شيء من الاستقرار. إذا حقق كوميدي إيطالي سابق اختراقاً غير حاسم في الانتخابات، فإن إعلامي تلفزيوني إسرائيلي حقق اختراقاً آخر، وهذا وذاك في بلاد كانت "مؤدلجة" وانتهت في إيطاليا إلى فوز راقصة تعرٍّ بعضوية البرلمان.. لماذا لا؟ ألا يتعرّى السياسيون؟ نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحق على مع الطليان الحق على مع الطليان



GMT 19:46 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هل يعتقل نيتانياهو..؟

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

محاكمة ترامب!

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هل خسرت إسرائيل الحرب؟

GMT 19:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

جناية التطرف على صورة الإسلام المعاصر

GMT 19:40 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الفخرانى .. وتدريس الفنون كمادة إجبارية

GMT 19:39 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ريال مدريد سلاح التلميذ

GMT 19:38 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النظام العربى كالدولى نحو أفول أم نحو شىء آخر

GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 12:03 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,28 تموز / يوليو

محمد جمعة ينشر البوستر الرسمي لمسلسل "الحرامي 2"

GMT 02:11 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

مجدي عبد الغني يؤكد على عدم إلغاء " الدوري"

GMT 20:28 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن حوار بين سكيلوتو وتيفيز بنهائي "ليبرتادوريس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon