توقيت القاهرة المحلي 00:26:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليرموك: "تقاطع نيران" في "عاصمة الشتات"!

  مصر اليوم -

اليرموك تقاطع نيران في عاصمة الشتات

حسن البطل

اللاجئ الفلسطيني حسن البطل تعلّم في المدرسة الابتدائية ـ دوما ـ سورية، أن سكان سورية، آنذاك، كانوا 3,5 مليون، وأن دمشق ـ الشام كان يسكنها 250 ألف إنسان. المواطن الفلسطيني إيّاه قرأ في رام الله أن مخيم اليرموك صار مدينة يقطنها 170 ألف لاجئ فلسطيني و650 ألف سوري. اللاجئ الفلسطيني في اليرموك، أبو هلال، المتزوج من امرأة سورية، لجأ إلى مخيم شاتيلا في لبنان، وقال: "اليرموك مدينة تدخل السيارات والشاحنات وحتى الدبابات شوارعها، وليس مثل مخيم شاتيلا. كانت أحوالنا المعيشية والسكنية في اليرموك، أفضل من أحوال السوريين المقيمين بيننا". في المخيم أربع مشاف، وأكبر عدد من مدارس "الأونروا" ومدارس الحكومة. في ذلك العام 1957 كان اللاجئ حسن البطل غلاماً وشاهداً على نقاش بين والده مصباح، رحمه الله، وأخيه الأكبر عبد الرحمن، الذي كان يعمل في شركة "أرامكو" بالسعودية. قال الأب: "يَلاَّ نروح من دوما على ربعنا في اليرموك". قال أخي: الحياة هناك غبرة وتغبير. لكن شقيقتي آمنة، رحمها الله، علّمت أولاداً لاجئين في اليرموك، مدرسة ترشيحا، مدة ثلاثين سنة، وصار بعض تلاميذها، مثل نوال الحاج (كندا ـ الآن) وماري عيلبوني (تونس ـ الآن) زملاء لي في "فلسطين الثورة". *** في 20 كانون الأول من العام المنصرم، تظاهر اليرموكيون الفلسطينيون في تشييع فلسطيني لاجئ: "يا حيف يا يرموك يا حيف/ شعبك نازح ع الرصيف" و"ويا يرموك نحنا رجالك/ الله يلعن خوّانك". في مطلع حزيران 2011 طبقت المخابرات السورية، وعميلها أحمد جبريل، وحليفها "حزب الله" تهديد صهر الرئيس المليونير رامي مخلوف: لا أمن في سورية.. فلا أمن في إسرائيل، ودفعت باللاجئين الشبان إلى الجولان المحتل، محطّمين الشريط الحدودي المكهرب، ونظم "حزب الله" مسيرة مماثلة.. وفي المسيرتين سقط عشرات الشبان الفلسطينيين (وصل واحد منهم مدينة حيفا، وكان من اليرموك، ووالده حيفاوي). في 6 تموز من ذلك العام، ثار غضب الفلسطينيين في "اليرموك" على استخدام أبنائهم لخرق هدوء هدنة سورية ـ إسرائيلية سارية منذ 1974. وكانوا قد تظاهروا في العام 1983 احتجاجاً على استخدام سورية جنود جيش التحرير للهجوم الفجائي غير المرتّب على مدينة زغرتا اللبنانية، وفي النتيجة شيع اليرموك 120 شهيداً فلسطينياً. في تموز 1964 استخدم العقيد السوري الناصري جاسم علوان جنود الفرقة الفدائية في الجيش السوري للهجوم على الأركان العامة السورية في ساحة الأمويين.. لكن خائناً أباح للسوريين بساعة الصفر، فحصدوا العشرات من الجنود الفلسطينيين، وذهبوا إلى اليرموك للانتقام من ذويهم، أيضاً.. ومن ثم تكرّست سيطرة "البعث" على جيش سورية فوق جماجم الجنود الفلسطينيين؟ كم كان عمر الرئيس بشار الأسد في العام 1964؟ ها هو يقول: بعض الفلسطينيين تعاملوا مع سورية مثل "فندق استحمام".. أو صعد "البعث" للحكم باسم "تحرير فلسطين" وقام بتبعيث الجيش على جماجم الفلسطينيين، وعمل ما عمل في مخيم تل الزعتر، ومخيم نهر البارد والبداوي.. وسجون فرع "أمن فلسطين"؟ يا سيدي الرئيس: منحت المخيمات الفلسطينية العشرة في سورية المأوى لعشرات آلاف السوريين، ومن قبل فرص العمل والسكن لمئات آلاف السوريين. نعم، سورية شكري القُوَّتلي عام 1957 أقرّت معاملة الفلسطينيين كالسوريين، ومن ثم منح اللاجئون هناك عشرات آلاف من المهندسين والأطباء والمعلمين والضباط والإداريين لنهضة سورية. لقد ردُّوا جميل الشعب السوري أضعافاً مضاعفة: "سوري فلسطيني واحد"؟ *** السورية العلوية سمر يزبك انشقت عن النظام وكتبت أشهر الكتب عن الثورة السورية: "تقاطع النيران". كل الشعب السوري في "تقاطع نيران" بما فيه اللاجئون الفلسطينيون. *** الفلسطيني محمود درويش قال بعد خروج بيروت: إذا رجعتم ذات يوم فلأيِّ منفى ترجعون.. والآن، من مخيمات لبنان لجوءاً إلى مخيمات سورية؛ ومن مخيمات سورية لجوءاً إلى مخيمات لبنان (شرط أن يدفعوا المال الكثير رشوة للسوريين واللبنانيين لدخول مخيمات لبنان." العرب يُحبُّون فلسطين ويكرهون الفلسطينيين". اللبناني أنطون سعادة، مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي، قال: فلسطين شأن سوري في الصميم. الآن، يقول الفلسطينيون: إن سورية شأن فلسطيني في الصميم، لأن سورية هي سورية وليست تونس ومصر واليمن أو لبنان والعراق، ولأن اليرموك "عاصمة الشتات الفلسطيني". الفلسطينيون حاربوا الجميع وحاربهم الجميع.. وهم مثل عنقاء الرماد تنهض من الدمار. وكل من يلعب بفلسطين ورقة تحترق أصابعه.. وأكثر. نقلاً عن جريدة "الأيام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليرموك تقاطع نيران في عاصمة الشتات اليرموك تقاطع نيران في عاصمة الشتات



GMT 22:06 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الشرق الأوسط والانفلاش النووي

GMT 20:45 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

«حماس» والأردن... والمراهقة السياسيّة!

GMT 20:16 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مسلسل «المفتي»

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

العقاد والمسيح والحب

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هل يعتقل نيتانياهو..؟

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

محاكمة ترامب!

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هل خسرت إسرائيل الحرب؟

GMT 19:43 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

جناية التطرف على صورة الإسلام المعاصر

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon