توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

تنويعات

  مصر اليوم -

تنويعات

بقلم : حسن البطل

1 ـ رومر رأيتُ صورة عن مرور مئوية، لا بل مئويتين: بسكليت 1816 وإلى جانبه بسكليت 2016. هل تتعلق الفوارق بين الاثنتين بلعبة: جد الفوارق الخمسة بين رسمتين؟ قبل مئويتين اخترعوا الدراجة الهوائية، التي امتطاها أبو جدّك أو جدّ جدّك؛ وامتطاها والدك، وسيمتطيها حفيدك. دراجة العام 1816 كانت مزيجاً مضحكاً من الخشب والمعدن. متى اخترعوا الكاوتشوك للدواليب؟ لأن دواليب تلك البسكليت من خشب، وإطاراتها من معدن، وهي من العلو، كدابة الكديش أو الحصان، بحيث إذا سقط راكبها عنها «تعوّر» أو شجّ رأسه، أو انكسرت ساقه أو كوع يده. في صباي المبكر، قبل فتوّتي وشبوبيّتي، كنت أحلم بدراجة، وليس أي دراجة، بل من ماركة رومر Romer الألمانية على الأغلب. كانت هذه الماركة مثل سيارات «فيراري» الإيطالية، ملكة سباقات السيارات الآن. كان ابن عمّي، الذي نلقّبه «السامبو» أي ذا سحنة الوجه الهندية السمراء القاتمة، يتغزّل بها، كأنها زوجته الثانية، فإذا بلغت سن «الكلال»، أي نهاية العمر الافتراضي، ذهب أيام الجمع في قرية دوما، قرب دمشق، ليصطاد بسكليت Romer مستعملة لكن أصلية، لأن تلك السوق كانت مليئة بدراجات من ماركات أخرى، يجري الغش فيها. أصعد، يومياً، من بيتي في رام الله ـ التحتا إلى مقهاي الصباح، وأمّر بذلك الفرن الشهير، حيث يحمّل ويوزّع أولاد الفرن أكياساً من الخبز، وعند «الطلعات» يجرّونها جرّاً أي يدفعونها دفعاً. صارت البسكليتات الحديثة ذات تكنولوجيا حديثة، و»مهجّنة» بتزويدها ببطاريات قابلة للشحن لصعود الطلعات الحادة، التي لا تقوى على تطويعها حتى عضلات سيقان أكثر الفتيان فتوّة وقوّة.

 2 ـ سنجر كنت في عالم الغيب عندما أخذ أبي أمي إلى فراشه، ولعلّه ألبس اصبع يدها خاتم زواج من الفضّة لا من الذهب الغالي! لكن، كنت في عالم الحضور عندما اعترى وجه أمي زهو الفرح، لما اشترى والدي ماكينة خياطة يدوية من نوع Singer الألماني بالتأكيد، لأن اسم er ماركة أسماء ألمانية (الفرهرر مثلاً). بيسراها تدير أمي الآلة، وبيمناها تخيط من القماش لباساً، وأتذكرها ولداً تضلم الخيط بالإبرة بسهولة، ثم أتذكرها شاباً، تسألني (وقد كلّ بصرها، أو امتدت رؤياها للأشياء البعيدة، وضمرت للأشياء القريبة) أن أضلم لها الخيط بالإبرة. كانت هذه الآلة تحفة ميكانيكية ـ يدوية (أو نصف آلية) ولا أذكر مرّة أن والدي حملها إلى دكانة تصليحات، كما كان يحمل، أحياناً، بابور الكاز لنفض رأسه أو تركيب رأس جديدة (نسيت اسم بابور الكاز الأحسن في حينه ولعلّه بريموس). .. وكانت هذه الآلة المعدنية السوداء تحفة في طلائها بعروقٍ من ألوان ذهبية ترسم أشكالاً بيانية، وصورة امرأة حسناء. مع الزمان الغادر، صارت حلّتها الزاهية تتقشّر من هنا أو هناك، لكن جسمها المعدني، بلون الرماد، كان يرسم مع طلائها الزاهي الباقي أشكالاً فنية سريالية. 3 ـ «غرونديك» في طفولتي المبكرة، تحدث الأولاد عن شيء عجيب: سيصبح «الراديو» في حجم علبة الدخان، ولما كنت في عمر الطفولة كنا نعتقد أن هذه «الراديو» محشوة بإنسان قزم نأمره أن يحكي وأن يخرس! اشترى أخي راديو ألمانياً من نوع «غرونديك» ذي العين الخضراء التي «تدوزن» رخاوة الصوت، وكنت أتسلل لغرفة أخي لسماع تجويد المقرئ أبو العينين شعيشع للقرآن الكريم، أو منافسه (لا أذكر الآن) ولما كبرت قليلاً، صرت أسمع أغاني العشق، وأخبار الحروب.

 وين راح هذا المستطيل الحاكي؟ وين راح هذا الترانزستور، حيث كان يلزم الأول شريطاً من نحاس بين خشبتين على سقف البيت، لالتقاط الصوت، ولا يلزم الثاني أي شيء سوى البطاريات الجافة. حاولت صناعة راديو من قطع مستعملة. هذا عصر تكنولوجيا سمّاعات «التوكي» ثم عصر الهاتف المحمول: صوتاً وصورة ملوّنة بالألوان الطبيعية. راح عصر «الغرامفون» وبوقه، وعصر الأسطوانات يكاد يغرب.

 *** يموت «عميد/ عميدة البشرية» ليخلفه عميد آخر، والسلف والخلف قد يطعنان في السن قرناً من السنوات، وفوقه عقد أو نصف العقد.. لكن ليس لمخلوق من صنف الإنسان أن يحلم بالعيش مئويتين، أي قرنين.. وخلالهما صارت البسكليت مخلوقة محسنة عن بسكليت 1816، وصارت وسائل الاتصال ما صارت عليه، وجودة التلفزيونات الملوّنة صارت ما صارت. الصورة صارت تسبق الخبر أحياناً. كانت، قبل مئوية ونصف المئوية، جمعية بريطانية للعلوم الملكية، وفي فيلم قديم قال عالمها الأشهر:

 بعد اختراع المحرك الانفجاري، والكاوتشوك، والراديو، والسكك الحديدية، وصل العلم إلى قمة لن تعلوها أخرى. يا له من أحمق. .. وهذا قبل تفليق الذرة، والطائرة الأسرع من الصوت، وعلوم الخلية.. وسبوتنيك وهبوط نيل ارمسترونغ على أرض القمر. .. والآن، هذا «الذكاء الصناعي» الذي يتطور أسرع من استيعاب عقل الإنسان البشري.. وهي حكمة أن يموت الإنسان قبل أن «يزهمر» ويقرّن ويخرف أو بعد أن يقرن بقليل، لأنه غير قادر على مجاراة التكنولوجيا، فيصير الجدّ يتعلم أشياء من الأب، والوالد يتعلم أشياء من النجل.. إلخ! لكن هذه البسكليت ستبقى قروناً، حتى بعد اختراع سيارات تطير في الهواء، وتحطّ على أرض الشارع!

المصدر : صحيفة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنويعات تنويعات



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt