توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو حضر الرسول لجنة الخمسين

  مصر اليوم -

لو حضر الرسول لجنة الخمسين

سليمان جودة

إذا لم يكن فى دستور ما بعد الإخوان المسمى دستور 2013 سوى هذه المادة، التى تجعل الحق فى التعليم مقترناً بجودته وفق المعايير الدولية فهذا يكفيه جداً، وهذا أيضاً مما يجعلنا نطمئن إلى أنه كدستور يخاطب من خلال هذه المادة تحديداً المستقبل، ولا يعيدنا إلى الماضى، كما كان الإخوان يريدون، ويخططون فى دستورهم الذى أسقطته ثورة 30 يونيو. وكنت قد قرأت للأستاذ محمد سلماوى، المتحدث باسم لجنة الخمسين، التى تضع دستور ما بعد الإخوان، أن الدستور الجديد يُلزم الدولة بتخصيص ما لا يقل عن 6٪ من إجمالى الناتج القومى للتعليم بمراحله المختلفة. ولابد أن هذا، فى حد ذاته، شىء ممتاز، كما أنه شىء يبعث على التفاؤل إلى حد بعيد، غير أن الأهم من تخصيص نسبة كهذه من الدخل القومى للبلد من أجل التعليم هو أن نعرف مسبقاً ماذا سوف نصنع بالمبلغ الذى ستوفره النسبة لنا ولتعليمنا من دخلنا القومى.. وإلا.. فإننا نذكر جميعاً أن وزارة التربية والتعليم كانت قبل ثورة 25 يناير قد أعادت إلى خزانة الدولة مبالغ فائضة من ميزانيتها، وهو خبر كان منشوراً فى الصفحات الأولى من الجرائد، وكان الأمر برمته مثيراً للدهشة والحيرة فى حينه، إذ كيف نشكو فى كل ساعة من تدهور أحوال تعليمنا، ومن عجزنا عن توفير الإنفاق اللازم له، ثم ترد الوزارة المسؤولة جزءاً من ميزانيتها، فاض عن إنفاقها؟! نحن إذن، وقبل تخصيص الـ6٪، فى حاجة إلى أن نحدد بالضبط ماذا نريد من تعليمنا، وكيف نطوعه لتحقيق ما نريده. وليس من الممكن أن نعرف ما نريده من تعليمنا، فى ظل وضع له حالياً يؤدى إلى تغذية حياتنا العامة بمتطرفين جدد كل يوم، وفى ظل وضع يميز فيه التعليم بين هذا الطالب، لأنه ينتمى إلى دين معين، وبين ذاك الطالب الذى ينتمى إلى دين آخر، ويجلسان، رغم ذلك، على مقعد واحد. ولذلك فإذا كان لى، أو لغيرى، رجاء عند لجنة الخمسين، فهو أن تأخذ بنص جرى تداوله ودراسته فى داخلها، ويقول: مناهج ووسائل التعليم تحترم القيم العامة والإنسانية التى تشملها وتنص عليها كل الأديان، دون تركيز على دين بعينه، أو إهمال لحقبة تاريخية دون أخرى أو تبنى أيديولوجية سياسية محددة ماعدا المعاهد الدينية بالنسبة لأمور العقيدة. التعليم ليس إنفاقاً، وفقط.. صحيح أن الإنفاق عليه ركن مهم من أركان توفير تعليم يليق بالبلد، ولكن هناك - إلى جانب الإنفاق - مسألة أخرى، لابد أن تتوازى معه فى اللحظة ذاتها، وهى «الرؤية» التى تؤسس، حين تكون حاضرة وواضحة، لتعليم عصرى صحيح. ولا يمكن - مثلاً - أن يتقرر على الطلاب حديث شريف يقول «المرء على دين خليله، فلينظر المرء من يخالل» دون أن نشرح لطلابنا أن الحديث لا يعنى مطلقاً أن تتجنب كطالب مسلم مصادقة زميلك القبطى.. فلو كان الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، حياً بيننا لنهى الذين يقررون حديثه على التلاميذ دون أن يشرحوا معناه عما يفعلون، ولقال لهم بأوضح لسان إن القصد هو حسن اختيار الصديق لا إقصاؤه، على أساس دينه أبداً. التعليم: ثم التعليم: ثم التعليم، ولا شىء سواه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو حضر الرسول لجنة الخمسين لو حضر الرسول لجنة الخمسين



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 01:26 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

صلاح السعدني صالَح الحياة والموت

GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon