توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هزيمة حضرة الباشكاتب

  مصر اليوم -

هزيمة حضرة الباشكاتب

بقلم:أسامة غريب

من المعروف عن الزعيم الوطنى التاريخى سعد زغلول أنه ورغم كل عظمته وشعبيته وحب الجماهير له كان كإنسان لا يخلو من نقاط ضعف مثلنا جميعًا، ونقطة ضعفه كانت القمار.. نعم سعد زغلول كان يقامر، وقد خسر كثيرًا على الموائد الخضراء حتى إنه باع الكثير من أملاكه ليسدد ديون القمار.. وهنا ليس موضوعنا هو الضعف الإنسانى الذى يعترى البشر جميعًا بصورة أو بأخرى، وإنما ما أود التفكير فيه بصوت عال هو فكرة أن يجلس شخص أو أشخاص مع الزعيم القوى لمنازلته فى جولة بوكر أو طقم كونكان!.. إن الرجل كان ذا مهابة ولم يكن شخصية خفيفة أو بسيطة، وكان سلطانه على القلوب والمشاعر نافذًا إلى أبعد حد، فكيف كان يجلس الشخص من هؤلاء أمام سعد زغلول ليلعب معه ثم يكسبه ويفوز عليه ويسلبه ماله؟.

إننا لا نتحدث عن أمريكا أو بريطانيا حيث الديمقراطية مستقرة والناس سواسية وإنما نتحدث عن مصر التى ينساق بعض أبنائها وراء مواقف وتوجهات دون تفكير!.. مَن هم هؤلاء اللاعبين والندماء الذين جعلوا الزعيم يفقد أملاكه ويعود إلى البيت فى أيام اللعب متكدرًا محسورًا؟

نفس الأمر أفكر فيه فيما يتعلق بالملك فاروق الذى كان يقامر فى أوروبا ويقامر فى مصر. بالنسبة لأوروبا لا مشكلة، لكن الرجل كان يذهب أيضًا إلى الأوبرج فى الهرم ويلعب مع رجال وسيدات المجتمع فيتعرض للمكسب أحيانًا وللخسارة فى معظم الأحيان. ومرة أخرى نتساءل من هو صاحب الأعصاب الذى كان يجسر على الفوز على ملك البلاد الذى كان يتغنى عبدالوهاب وتتغنى أم كلثوم باسمه؟ إن هذا السؤال منطقى جدًا لأننى شخصيًا عندما كنت أجلس زمان مع بعض زملاء العمل لنلعب طاولة على القهوة، كنت ألاحظ أن جميع الزملاء يأتون إلى مدير إدارتنا وينهزمون أمامه طواعية، ولم يكن منهم من يتجرأ ويلعب بجدية فيفوز.. ما زلت أذكر أننى كنت الوحيد من الشلة الذى يهزم المدير دون النظر إلى أى اعتبارات، ومن الطبيعى أن الزمن قد أثبت لى حصافة الزملاء الذين حظوا بالعطف والرعاية فى حين أننى تعرضت للاضطهاد وخضت معارك ليس هذا أوان روايتها بسبب إصرارى على اللعب الجاد والسعى للفوز، وكانت رؤيتى أنه إذا أراد أن يحصل على فوز وهمى فليلاعب أحدًا غيرى!.

ومن المؤكد أن كل من يقرأ هذا الكلام يعرف أن الفوز فى الطاولة على المدير هو أمر محفوف بالمخاطر، فكيف بالله كان السابقون يلاعبون معالى رئيس الوزراء سعد باشا زغلول، وكيف كانوا ينازلون صاحب الجلالة ملك مصر والسودان وينفضون جيوبه؟!

من الواضح أن السبب هو أن تلك الفترة على كل عيوبها كانت أكثر إنسانية ورحابة وأبعد عن التوحش والنفاق والرعب الذى ملأ الحياة فيما بعد وجعل الناس لا تجسر على هزيمة حضرة الباشكاتب فى عشرة كوتشينة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هزيمة حضرة الباشكاتب هزيمة حضرة الباشكاتب



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt