توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على ساسة لبنان الحذر

  مصر اليوم -

على ساسة لبنان الحذر

بقلم : طارق الحميد

 

منذ اندلاع الحرب في غزة، بعد عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، جُوبِه كلُّ تحذير لـ«حماس»، وتحديداً ليحيى السنوار، بحملات من التخوين وحفلة شتائم، واليوم يعرف الجميع أن كل الفرص قد ضاعت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

اليوم الخوف على لبنان من نفس المصير، فكل فرصة ضائعة لإنقاذ لبنان الدولة والكيان من الصعب أن تتكرر بالغد، ما يرفضه لبنان اليوم سيكون من الصعوبة الحصول عليه في الغد، والتأخير تدمير بالنسبة للبنان واللبنانيين.

هذا ليس تهويلاً، ولا تخويفاً، بل تحذير، فالأحداث في لبنان الآن، وعلى صعوبتها، ليست الذروة، ولم تصل حتى إلى نصف ما هو متوقَّع، وهذا ليس ضربَ وَدَع، بل قراءة دقيقة وباردة للأحداث.

هذه القراءة هي عطف على ما فعله، ويفعله، نتنياهو بغزة، والآن في لبنان، وتحديداً ضد «حزب الله»، وعلى ما فعله ويفعله نتنياهو أيضاً في إيران، ومعها، وسط قبول دولي، وليس عجزاً، كما يردّد البعض.

عملية السابع من أكتوبر، وهو ما أدركه كُثر الآن وبعد تأخير، بالنسبة لإسرائيل، هي بمثابة أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية بالولايات المتحدة، التي على إثرها نشبت حربان، وسقط نظامان، وهذا ما يبدو أن الغرب، وتحديداً واشنطن، قد اقتنع به.

اليوم، الجميع في الغرب، يرى أن نتنياهو استطاع، مثلاً، تصفية جُلّ المطلوبين أمنياً من قِبل واشنطن في «حزب الله»، مع تسديد ضربات مؤلمة، وربما كسر، لأذرع طهران في لبنان وسوريا، وهذا مطلب دولي لم يستطع الغرب تحقيقه.

الجميع يرى أن هناك فرصة اليوم لاستعادة لبنان الدولة، كياناً ومؤسسات، وإذا أراد «حزب الله» التحول إلى حزب سياسي فلا ضير بذلك، ولكن دولة تمتلك السلاح، وقرار الحرب والسلم، وليست ذراعاً لإيران.

بالنسبة لواشنطن، فقد «استقرت على نهج مختلف تماماً، وهو ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مساره»، حيث «تراجع المسؤولون الأميركيون عن دعواتهم لوقف إطلاق النار، بدعوى تغيُّر الظروف»، حسب «رويترز» بالأمس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، بمؤتمر صحافي: «ندعم إسرائيل في شنّ هذه الهجمات، بهدف تدمير البنية التحتية لـ(حزب الله)، حتى نتمكّن في نهاية المطاف من التوصل إلى حل دبلوماسي».

وعليه، فإن الأصعب قادم لا محالة، وستستمر إسرائيل في تدمير بنية «حزب الله»، والهجوم البرّي، وأياً كان مستواه، قادم، وقد يكون أشرس بحال تصاعدت الأمور بلبنان، أو مع إيران التي تعيش تحت وطأة الانتظار المُقلِق من نوعية الرد الإسرائيلي.

يحدث كل ذلك وسوريا اليوم ليست مثل عام 2006، وإيران باتت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، ومَعنِيّة بحماية مصالحها الآن، وأكثر من حماية نفوذها بلبنان، مع تعهّد أميركي بحماية إسرائيل أمام أي تصعيد إيراني.

ولذا فعلى الساسة في لبنان استيعاب الخطر القادم، واستيعاب أن ما يرفضونه اليوم لن يُتاح غداً، والرسالة الأخيرة، والأهم، هي للسيد نبيه برّي، مفادها أن عليه واجباً تاريخياً الآن؛ لعدم تضييع فرصة إرساء الدولة اللبنانية، ولكيلا يُقال غداً عن المرحلة وساستها بلبنان: «تُذكر ولا تنعاد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على ساسة لبنان الحذر على ساسة لبنان الحذر



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt