توقيت القاهرة المحلي 12:11:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

أميركا ــ ممداني... زمن الإشارات الحمراء

  مصر اليوم -

أميركا ــ ممداني زمن الإشارات الحمراء

بقلم:إميل أمين

غداة الفوز الكبير الذي حققه المرشح الديمقراطي زهران ممداني في نيويورك، صرح ستيف بانون، القطب اليميني الأميركي الكبير، لمجلة «بولتيكو» قائلاً: «يجب أن تكون هذه الليلة بمثابة جرس إنذار للحركة القومية الشعبوية بقيادة الرئيس ترمب. هؤلاء أشخاص جادون للغاية، ويجب التعامل معهم بجدية».

كيف لنا أن نفهم مبنى الإشارات الحمراء التي يتطلع إليها المُنظّر الاستراتيجي الأميركي، والذي يعتبره خصومه رمزاً للتطرف القومي، ونشر الانقسام داخل المجتمع الأميركي خاصةً والغربي عموماً، في حين يرى نفسه رجلاً رسائلياً، يحمل هموم «الهوية الأنغلوساكسونية»؟ باختصار، بدا بانون منبهراً بقدرة حملة ممداني على استقطاب الناخبين ذوي الميول الانتخابية المحدودة، وهذا ما يشبه إلى حد كبير ما فعله ترمب نفسه في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

يبدو ديالكتيك السياسة الأميركية في السنوات الأخيرة، وكأنه أشبه ما يكون بلعبة الكراسي الموسيقية، بين الديمقراطيين والجمهوريين، فيما المثير موصول بمستوى وعي الناخب الأميركي.

في نوفمبر العام الماضي، بدا واضحاً أن الأميركيين قد فاض بهم الكيل من التطرف اليساري الديمقراطي، والذي رفع رايته جو بايدن وفريقه، الأمر الذي قادهم إلى هزيمة ساحقة ماحقة.

اليوم، وبعد نحو عشرة أشهر، بدت عقارب الساعة تسير في اتجاه معاكس؛ أي الرغبة في معاقبة ترمب على يمينيته المغرقة التي تكاد تخرق سفينة النسيج المجتمعي الأميركي من الداخل أولاً، وتفقد ذلك البلد الإمبراطوري ألقه وحلمه في العالمين شرقاً وغرباً. نجح ممداني في واقع الأمر نجاحاً باهراً، انطلاقاً من تجاوزه للغة الخطابة الخشبية، ولقدرته على التعاطي مع رجل الشارع في مدينة التفاحة، بابل العصر، مؤكداً أن القيادة العصرانية غير مشروطة بعمر أو عِرق، أو دين أو مذهب، فاختاره النيويوركيون لأنه تحدث بلغتهم، ولمس أوجاعهم، لا بلغة النخب السياسية سكان البروج المشيدة.

ولعله من أفضل ما يمكن أن يقال في فوز ممداني، أن الشاب ذا الأصول الأفرو-آسيوية، برع في توحيد صفوف البروليتارية الأميركية الكادحة، لا بصفته ممثلاً للأقلية المنكسرة أو المهزومة في داخلها، بل بكونه زعيماً لأغلبية صامتة، والآن تكلمت بصوت عالٍ رفضاً للميل اليميني الدائر والسائر في دوائر وول ستريت وأصحاب رؤوس الأموال.

على أن تصريحات بانون تظل في الحقيقة مزعجة، لا سيما أن هناك بالفعل غيمة من القلق تغطي سماوات البلاد، في ظل عدد من استطلاعات الرأي التي تنذر بمخاوف جمة في القريب.

يبدو فوز ممداني، ناهيك ببقية انتصارات الموجة الزرقاء في فيرجينيا وبنسلفانيا وكاليفورنيا ونيوجيرسي، وكأنه فخ لقيام وسقوط كثيرين.

في الأول من نوفمبر الجاري أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة «بولتيكو»، أن الأميركيين متشائمون من الواقع، في حين يتوارى أملهم في المستقبل، على عكس ما رأى ممداني في خطاب النصر.

في بلد منقسمة روحه في داخله، يسود التشاؤم والسخرية؛ إذ يرى ثلثا الأميركيين أنه من المرجح أن الحكومة غالباً ما تكذب على الشعب. هل كانت حالة فقدان الثقة هذه سبباً رئيساً في فوز ممداني؟ المؤكد أن هناك أزمات متراكمة في الداخل الأميركي، تبدأ من عند ما هو محسوس وملموس، كما في تكاليف الحياة وارتفاع مستوى المعيشة، وتصل إلى الأزمة الهوياتية التي تنذر بمواجهة خطيرة، ربما تقود إلى ما يخشاه الجميع من صراع أهلي.

نجح ممداني في واقع الحال في تجاوز عقبة التخويف الدوغمائية، سواء من خلال التلويح بعقيدته الإسلامية، أو عدائه للسامية؛ إذ تشير الأرقام المتوافرة إلى أن 67 في المائة من مواطني نيويورك اليهوديي الديانة، قد صوّتوا لصالحه، في حين حفل خطاب نصره بمواقف واضحة كرجل يقف بالضد من «الإسلاموفوبيا» ومعاداة السامية. لكن السؤال المثير: هل يمكن أن يولّد هذا الفوز، وهو حكماً سيفعل، ردات فعل مناوئة، قد تنتقل من مستوى الرأي إلى خانة الفعل العنيف والخارج عن أطر المنافسة الحزبية السياسية؟

في استطلاع «بولتيكو» عينه، نجد أن 55 في المائة من الأميركيين باتوا على قناعة تامة بأن مستوى العنف السياسي في تصاعد، وأن اغتيال الناشط اليميني ريتشادر كيرك كان بداية محتملة لسقوط أحجار الدومينو السياسية في الداخل الأميركي. ولا نذيع سراً إن قلنا إن هناك تسريبات عن مخاوف ربما تطول حياة ممداني نفسه لتكون شرارة تشعل أضواء بانون الحمراء بالفعل.

الخلاصة... أميركا - ممداني منقسمة بين تيارين؛ واحد يرى أنه يحارب الأوليغارشية والاستبداد، وآخر يزعم الدفاع عن هويتها البيوريتانية... لمن الغلبة؟ ربما يتوجب علينا الانتظار حتى نوفمبر المقبل وموعد انتخابات التجديد النصفي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا ــ ممداني زمن الإشارات الحمراء أميركا ــ ممداني زمن الإشارات الحمراء



GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

GMT 08:38 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أذواق الناس

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt