توقيت القاهرة المحلي 21:28:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلم إيطالي طويل

  مصر اليوم -

فيلم إيطالي طويل

بقلم : سمير عطا الله

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية منتصف الأربعينات، نشأت سينما الحرب. ومع أفلام الحرب، روايات الحرب. وكانت أميركا المنتصرة على الجبهة هي أيضاً المتفوقة على الشاشة. وهذه الشاشة جعلت البطل الأميركي وسيماً، وقوياً، وكريماً. تقع في هواه الجميلات اللاتي قمن بأدوارهن أجمل ممثلات هوليوود.

كان الشباب يومها يخرجون من دور السينما وكأنهم يتجهون مباشرة إلى الجبهة، حيث تنتظرهم البطلة، والبطولة. وكانوا يحفظون أسماء النجوم أكثر مما يحفظون دروسهم. ولكن في ظل هوليوود، طاغية الإمكانات، نشأت بالأسود والأبيض «السينما الواقعية» في إيطاليا، و«الموجة الجديدة» في فرنسا.

أفلام بلا موازنات تقريباً. وبلا أبطال. وبوقائع كثيرة. وقائع الحرب: الموت والقتل، والبرد والحر، الجرحى والهزيمة، والأيتام والأسر والخناق، والأشهر من دون استحمام. وأما المرأة الحسناء التي ينتظرها العاشق الوسيم على رصيف محطة القطار، وفي يده باقة من الزهر، فهي في حقائق الأبيض والأسود، وعبقرية السخرية الإيطالية، امرأة فقيرة تبيع نفسها في ساحات نابولي، أو مقاهي برلين، أو على أرصفة باريس. ولذلك أصبحت مصطلحات البغاء تدور حول الأرصفة: «امرأة رصيفية»، «امرأة شغلها الرصيف». وما إلى ذلك. تلك هي الحرب الحقيقية، أو حقائق الحرب. وهذا ما نقرأ عنه في بعض المدن العربية هذه الأيام. الفقر أعتى من السلاح، وذرائعه كثيرة، وظلمه -مثل ذلّه– رهيب.

هذا موضوع لا يتناوله الناس عموماً في مجتمعاتنا المحافظة، والمكابرة، والصامدة. لكن هذا الصمود قد هُزم في حالات كثيرة. وهي حالات محزنة أولاً وأخيراً. شديدة الحزن.

الحرب ليست فيلماً، ولا إخراجاً فنياً مؤثراً. إنها مأساة لا نرى منها إلا بضعة مشاهد عابرة، بينما هي محنة، وامتحان يومي. ماذا يتبقى للمجتمع الإنساني من كرامة بشرية عندما يصل إلى مرحلة يتقبل فيها الفقر ذريعة؟ كما حدث في ساحات إيطاليا، ومقاهي برلين؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم إيطالي طويل فيلم إيطالي طويل



GMT 08:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 08:49 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 08:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 08:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 08:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 08:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 08:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 08:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt