توقيت القاهرة المحلي 23:53:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاتن وسعاد لم تعرفا الكراهية

  مصر اليوم -

فاتن وسعاد لم تعرفا الكراهية

بقلم: طارق الشناوي

كثيراً ما نتابع، عبر التاريخ، خلافات بين الكبار؛ فالتنافس مشروع، لكن هذا لا يعني أن كل الأسلحة مشروعة. الفجور في الخصومة واحد من آفات الحياة، ولها قطعاً أكثر من حكاية وواقعة موثقة. على الشاطئ الآخر، يمكن أن تلمح دروساً في كيفية القفز بعيداً عن ساحة التراشق.

في عام 1972، قفزت سعاد حسني جماهيرياً إلى ذروة استثنائية بمجرد عرض فيلم «خلّي بالك من زوزو». وكالعادة، تبدأ «الميديا» المقارنة، مستخدمة تلك الثنائية بين القمتين. كانت سعاد تستعد بعدها لمشاركة محمود ياسين بطولة فيلم «حبيبتي» إخراج هنري بركات، وفجأة صارت فاتن حمامة هي البطلة. ليس لديَّ يقين بكيفية حدوث هذا الانقلاب، ما أستطيع رصده هو أن بركات المخرج الأقرب إلى فاتن، كما أنه في الوقت نفسه الذي دفع سعاد حسني في أول بطولة سينمائية لها «حسن ونعيمة» 1959، وكان له دور في تغيير الدفة إلى فاتن، حتى لو بمجرد الصمت.

أقامت وقتها سعاد دعوى قضائية ضد فاتن. عبد الحليم حافظ كان قريباً من النجمتين، فلم يكتفِ بعقد جلسات مغلقة جمعته مع فاتن أو سعاد، كل منهما على انفراد، بل أصدر بياناً بصوته -عندما باءت محاولاته بالفشل- أكد فيه أن فاتن وسعاد قمتان نعتز بهما، ولا يمكن أن يتصاعد بينهما الخلاف إلى التراشق. كالعادة، من الممكن أن تتخيل الصحافة، وكيف استثمرت الحدث بأكثر من «مانشيت»!

استمعت مؤخراً إلى تسجيل لحوار نادر أهداه إليَّ الموسيقار زياد الطويل من أرشيف والده الموسيقار الكبير كمال الطويل. الحوار، الذي استمر على مدى ساعة، أجراه الإذاعي الكبير طاهر أبو زيد؛ حيث سأل سعاد عن الكراهية؟

قالت إنها لم تمارسها مطلقاً في حياتها. فقال لها: «ولكنك أقمت دعوى ضد فاتن حمامة؟»، وكان قد مضى نحو شهرين أو ثلاثة على تلك الدعوى، فأجابته بأنها نسيتها تماماً، وأنها كانت فقط لحظة غضب عابرة، لأنها لم تستطع أن تتفهم كيف تأخذ منها زميلة قديرة مثل فاتن فيلماً. وأكدت أنها تسامحت تماماً معها.

سألها الأستاذ طاهر عن رأيها في لقب «سيدة الشاشة العربية» الذي حظيت به فاتن، وللتوثيق، هذا اللقب أطلقه الكاتب اللبناني الكبير محمد بديع سربية على فاتن، وهو أيضاً صاحب لقب «السندريلا» لسعاد حسني. فقالت سعاد: «رغم أننا قدمنا درراً سينمائية، فإن فاتن حصيلتها أكبر وتستحق اللقب عن جدارة». كما أن فاتن أيضاً أشادت بعدها في أكثر من حديث بسعاد، وقالت: «بعد رحيلها، كنت أتمنّى أن أمتلك جرأتها الفنية».

سؤال تردده عزيزي القارئ: إذا كانت تلك هي مشاعرهما فلماذا لم تلتقيا فنياً؟

للفن حسابات أخرى؛ فكل منهما كانت تدرك قدرات الأخرى، وكل منهما في الوقت نفسه تتحسب منها.

حاول المخرج محمد خان عام 1987 الجمع بينهما، وبدأت الحكاية بمداعبة من خان عندما التقى فاتن بمطار قرطاج في تونس الحبيبة، قائلاً: «عندك مانع أن تمثلي أمام سعاد حسني؟»، فأجابت بالعكس. داعبها خان قائلاً: «إذن نعمل ريا وسكينة». وعرض عليها فكرة «أحلام هند وكاميليا»، وتواصل مع سعاد فرحبت، إلا أن كلّاً منهما كانت تخشى الأخرى، وكلما وَجّه إليهما الدعوة لجلسة عمل مشتركة اعتذرت إحداهما، فأيقن خان استحالة اللقاء. ولعبت بطولة الفيلم نجلاء فتحي وعايدة رياض. اللقاء الفني المستحيل لا يعني أبداً الكراهية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتن وسعاد لم تعرفا الكراهية فاتن وسعاد لم تعرفا الكراهية



GMT 08:31 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ميلاد مجيد محاصر بالتطرف

GMT 08:29 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكومة العالم

GMT 08:28 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

GMT 08:27 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 08:26 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فتنة الأهرامات المصرية!

GMT 08:25 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 08:24 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مبدأ أثير لدى ساكن البيت الأبيض

GMT 08:23 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

زميلنا الرئيس السادات

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 09:24 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

تأجيل موعد مباراة إنبي والإسماعيلي ساعتين

GMT 13:17 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خبير مصري يكشف عن مقترح إثيوبي بشان سد النهضة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt