توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان.. خلاف الأولويات

  مصر اليوم -

لبنان خلاف الأولويات

بقلم :ناصيف حتّي*

دخل الشغور الرئاسى عامه الثالث فى لبنان. رغم أن هذا الأمر لم يعد غريبًا فى السياسة اللبنانية، كما دلت استحقاقات رئاسية فى الماضى، ومع الشغور صارت السلطة التنفيذية فى يد حكومة تصريف أعمال. يحصل ذلك فى وقت لبنان بأمس الحاجة فيه إلى انتظام السلطات والانتهاء من الفراغ المستمر والمدمر. ما زاد من مخاطر هذا الوضع أن لبنان كان يعانى من مسار انهيار متسارع فى أوضاعه الاقتصادية مع تداعيات ذلك فى السياسة وفى الاجتماع قبل الحرب الإسرائيلية. وزادت هذه الحرب المفتوحة والمتصاعدة فى الزمان والمكان، كما صار واضحًا، من المخاطر والتحديات بعد أن تحولت الأولوية الإسرائيلية فى الحرب فى عامها الثانى من غزة إلى لبنان.

 


تتحكم بالسياسة فى لبنان، لدرجة كبيرة، قدرية سياسية، قوامها أنه فى الأزمات الكبرى والمستعصية كما يبدو على حل «صنع فى لبنان» يأتى الحل من تفاهم الخارج. حل يرتبط بالتوازنات التى تنتج عن تفاهمات يتم التوصل إليها عند حلول لحظة التعب أو انسداد الأفق المكلف للجميع من اللاعبين الخارجيين. فيذهبون عند حلول تلك اللحظة نحو التسوية لإعادة إعمال وتفعيل السلطة وملء الفراغ الرئاسى متى كان قائمًا. ينعكس ذلك الاتفاق الخارجى بين أصدقاء وحلفاء الأطراف المتصارعة أو المختلفة فى لبنان، فى القيام بالخطوات الدستورية المعروفة من الأطراف الداخلية، بعد ظهور «الضوء الأخضر»، مثل انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وفاق وطنى.
هنالك جدل وخلاف مباشر أو غير مباشر، لكنه غير مخفى بين من يدعو من جهة إلى الإسراع إلى الانتخاب، والإسراع لا يعنى التسرع ولكنه لا يعنى أيضًا الهروب إلى الأمام، وبين من يدعو من جهة أخرى إلى انتظار حصول وقف إطلاق النار، للذهاب نحو ملء الفراغ المدمر. ويرى بعض المراقبين أن ذلك مرده إلى لعبة توازن القوى فى اللحظة المطلوبة للانتخاب. توازن قد يراه أو يراهن على رؤيته كل طرف أنه قد يكون لمصلحته فى «الموعد المختار» لملء الفراغ، بسبب التوازنات الخارجية والداخلية الحاكمة فى تلك اللحظة.
إن المطلوب ليس الصراع حول ما يأتى أولًا أو تحديدًا حول ترتيب الأولويات، وخلق تناقض مصطنع بينها بل الاقتناع أن المطلوب وطنى وفى سبيل إنقاذ لبنان من الانهيار الكلى هو التوافق الفعلى، وليس الشكلى، على ما يلى: المضى فى المسارين بشكل متواز: مسار الانتخاب ومسار العمل الدبلوماسى الخارجى للتوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل كلى ووقف العدوان الإسرائيلى على لبنان. فانتظام السلطة فى هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة، حيث الوقت عدو أساسى لهذا الهدف الوطنى، أمر أكثر من ضرورى. وللتذكير إن المناكفة السياسية التقليدية أمام هذا الاستحقاق لا يمكن أن تخضع هذه المرة، أيًا كانت العناوين التى ترفع هنا وهناك، لمنطق تقاسم قالب حلوى السلطة بمنافعها السياسية وغيرها. المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقى يطمئن الجميع. رئيس لا يمكن أن يكون طرفا طالما المطلوب منه قيادة «سفينة» الإنقاذ الوطنى مع «حكومة مهمة» التى يفترض تشكيلها فى البداية للمضى فى مواجهة التحديات المختلفة والمترابطة فى الداخل من جهة والانطلاق من جهة أخرى فى تحرك خارجى مبادر وناشط للإسهام فى معالجة التحديات الخارجية والتى لها تداعيات كبيرة على لبنان.
ذلك كله، وللتذكير، يسهم بشكل أفضل وأكثر فعالية بسبب الخروج من حالة الفراغ القاتل فى المسار الآخر: مسار التوصل إلى الوقف الكلى لإطلاق النار. فالانتظار يعنى عمليًا المزيد من الانهيار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان خلاف الأولويات لبنان خلاف الأولويات



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt