توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قد يكون الحل الذكي

  مصر اليوم -

قد يكون الحل الذكي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

السؤال المعلق من الأمس، هل يمكن ان يكون «مروان البرغوثي» هو الحل السحرى الذى يفعله ترامب بعد اكتشافه له لصالح كل الأطراف؟

الإجابة السريعة نعم، فهو ابن «فتح» الذى لم يخرج عن خط المقاومة، والأسير الذى لم تتلوث يداه بالفساد الإدارى، والرجل الذى يمكن أن يمنح الغطاء الشعبى لأى اتفاق سياسى مقبل.

ومع أن فكرة إطلاقه قد تبدو صعبة فى ظل تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية، فإن ترامب يملك أدوات ضغط لا يستهان بها، بدءًا من الدعم العسكرى والاقتصادى إلى النفوذ داخل المؤسسات الأمريكية المؤثرة على تل أبيب.

فى المقابل، تبدو تصريحات ترامب عن محمود عباس إشارة صريحة إلى أن واشنطن لم تعد ترى فيه جزءًا من الحل. فقد قال بوضوح: «لطالما كانت علاقتى به جيدة، يقصد ابو مازن، لكنه على الأرجح ليس قادرًا على إدارة القطاع».

بهذا الموقف، أسدل ترامب عمليًا الستار على مرحلة طويلة من الرهان الأمريكى والدولى على عباس، ليبدأ البحث عن قيادة فلسطينية جديدة، شابة، غير مثقلة بإرث الانقسام والجمود السياسى. وهنا، يبرز اسم البرغوثى كخيار يجمع بين الرمزية النضالية والواقعية السياسية. وبديلاً أكثر قبولاً من الأسماء الأخرى المطروحة على الساحة سواء من أبو مازن الذى كلف نائبه حسين الشيخ ليتولى الرئاسة فى حال فراغ المنصب أو ترشيحات لقوى وفصائل مختلفة.

لكن يبقى السؤال: هل فعلاً يمكن لترامب أن يجد الحل فى مروان البرغوثى؟

من الناحية السياسية، قد يكون طرح البرغوثى خطوة ذكية لكسر الجمود الفلسطينى الداخلى، لكنها من الناحية العملية تصطدم بجدار الرفض الإسرائيلى، وبتعقيدات الخريطة الفصائلية الفلسطينية نفسها، التى يصعب أن تتنازل بسهولة عن مساحات نفوذها فى غزة والضفة.

ومع ذلك، فإن مجرد طرح اسم البرغوثى الآن يعنى أن العالم بدأ يدرك أن أى تسوية فلسطينية حقيقية لا يمكن أن تتم دون شخصية تحظى بشرعية الشارع الفلسطينى، وليس فقط برضا العواصم.

ربما يعتقد ترامب أنه يستطيع أن «يصنع» قيادة فلسطينية جديدة كما يصنع صفقة تجارية، لكن المسألة هنا مختلفة تمامًا. القضية الفلسطينية ليست بندًا تفاوضيًا بل قضية وجود وكرامة وهوية.

ومع ذلك، فإن إدراكه المتأخر لأهمية وجود قيادة موحدة، حتى لو جاء من منطلق سياسى بحت، قد يكون بداية صحيحة لوضع الأمور على مسارها الطبيعى: أن يكون للفلسطينيين من يمثلهم فعلاً، لا من يُفرض عليهم كأمر واقع.

قد لا يكون مروان البرغوثى الحل السحرى، لكنه بالتأكيد رمز لبداية ممكنة.

وإذا كان ترامب قد أمسك بالمفتاح كما يعتقد، فإن الاختبار الحقيقى ليس فى فتح الباب، بل فى ما إذا كان سيترك الفلسطينيون يدخلون من خلاله مجتمعين، أم أنهم سيتدافعون، كعادتهم، للتنافس على من يعبر أولاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قد يكون الحل الذكي قد يكون الحل الذكي



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt