توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام اليسار الليبرالي

  مصر اليوم -

إعلام اليسار الليبرالي

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

اليسار الليبرالي هو تيار حديث يعبر عن نسخة جديدة من التيار اليساري العام، ولكن بعيداً عن صرامة الماركسية الأيديولوجية وفجاجة الاشتراكية الاقتصادية وشمولية الشيوعية كغاية، وهذا التيار اكتسب تأثيراً مهماً وخطيراً حول العالم حين استطاع السيطرة على القرار في الحزب «الديمقراطي» الأميركي، وهو أحد الحزبين الرئيسين هناك.

هذا التيار هو نسخةٌ محسنةٌ من التيار اليساري العام، ومن طبيعة الأفكار الكبرى كالفكر اليساري أن تكون لها قراءات متعددةٌ، وأن تتطور تأويلاتها، وتختلف من مكان إلى آخر بحسب تغير الزمان والمكان والمعطيات، وغالبية الشعب الأميركي تعرف اليسار الليبرالي، ولكن هذه الغالبية نفسها تعلم جيداً أنه لا يعني ولا يشابه اليسار الروسي أو اليسار الصيني أو غيرهما من نسخ اليسار، ومن يحسبون أن الاشتراك في مصطلح اليسار يعني التطابق فهم بحاجة إلى دراسة أصول العلم ومبادئ الفلسفة الكبرى.

رموز هذا التيار من السياسيين في أميركا معروفون وأهمهم وأكثرهم شهرةً الرئيسان، الأسبق باراك أوباما والحالي جو بايدن، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وغيرهم كثيرٌ دون شكٍ، ولكن للاختصار، ومن أشهر سياسات هذا التيار في عالمنا العربي أنه هو الذي تبنى وبقوة ما كان يعرف بـ «الربيع العربي» والذي باتت الشعوب العربية تعلم جيداً أنه كان ربيع الدمار والتخريب والأصولية والإرهاب و«استقرار الفوضى». بعد الانتصار المدوّي للرئيس ترامب في هذه الانتخابات قبل أيام، وعودته بقوة وبدعم قوي من الشعب الأميركي، يمكن بسهولة رصد رد الفعل لدى تيار اليسار الليبرالي في أميركا، فهم سيواصلون أسلوبهم السابق نفسه، والذي ثبت فشله بيقين في التهجم المباشر على ترامب بالزور والبهتان وبالسخرية والاستهزاء، وبالسعي الحثيث على تلفيق التهم واغتيال الشخصية. عربياً، سيتبع مؤيدو اليسار الليبرالي قادتهم في الغرب، وإن كانوا سيتبعون طرقاً ملتويةً للتعبير عن التوجه نفسه والمسار ذاته، مرةً بالمقارنات التاريخية العوراء التي تشبه ترامب بغيره في التاريخ الأميركي، ولكن بشكل سلبي، ومرةً بالأرقام الاقتصادية المنتقاة، ومرةً بالسخرية وأخرى بالوقاحة.

من أراد أن يعرف الكتاب والمحللين الذين دعموا اليسار الليبرالي الأميركي وسياساته الكارثية في منطقتنا فما عليه إلا العودة إلى المقالات والآراء والمواقف التي كانت تنشر في 2011 و2012 وما بعدها تلك التي طفقت تروّج لترهات اليسار الليبرالي وسياساته المدمرة بمنطق أعوج وإن ادعى العقلانية، وكم هو جيدٌ رصد ذلك قديماً وحديثاً من طلبة الدرجات العلمية العليا في السياسة والإعلام، وتقديم مقارنات علمية والخلوص إلى نتائج بحثية صريحة تضع النقاط على الحروف.

تشهد عددٌ من الدول العربية تراجعاً حاداً في حرية الرأي والتعبير، وكم من السهل على البعض أن يقول للتاريخ لاحقاً إنه كان، فذاً في رؤيته وناجحاً في استشراف المستقبل ما دام يمنع أي رأي يخالفه أو تحليل يناقضه، فإن أصاب زاد الادعاء، وإن أخطأ ضاع بين المخطئين. هناك من تبعوا اليسار الليبرالي لدينا، واستخدموا أساليبهم نفسها في السخرية من الآراء المخالفة وأكثر من هذا في منع هذه الآراء من الظهور الإعلامي ومحاصرتها، والتقليل من شأنها، فهل كان هذا كله عفو الخاطر وصدفة في الزمان والظروف؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

*نقلاً عن "الاتحاد"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام اليسار الليبرالي إعلام اليسار الليبرالي



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt