بقلم: د. أسامة الغزالى حرب
هذه رسالة مفتوحة منى أرسلها عبر «الأهرام» كبرى الصحف المصرية والعربية أنا-كاتب هذه الكلمات – إلى السيد بنيامين نيتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بمناسبة ما أعلن من تأكيده، مجددا وبوضوح، «عدم قبول حكومته إنشاء دولة فلسطينية»! إننى- بحكم دراستى ومهنتى- أعرف جيدا تاريخك الحافل، الدراسى والمهنى والسياسى. فأنت خريج واحدة من كبرى الجامعات الأمريكية (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)، وكنت ممثلا لإسرائيل فى الأمم المتحدة، وانتخبت رئيسا لحزب الليكود عام 1993. وفى عام 1996 فزت فى الانتخابات على السياسى المخضرم شيمون بيريز لتكون، ليس فقط، أول رئيس للوزراء ينتخب عن طريق التصويت الشعبى المباشر، وإنما أيضا أصغر رئيس وزراء فى تاريخ إسرائيل. وشغلت فى فترات أخرى منصب وزير الخارجية، وأيضا وزير المالية، الذى أحدثت من خلاله إصلاحات مهمة فى الاقتصاد الإسرائيلى.... إلخ. تاريخك إذن حافل ومملوء بالإنجازات. لذلك فأنا لا أستغرب أبدا أن يتضخم إحساسك بذاتك إلى حد الغرور أو النرجسية الشديدة ! وكانت آخر المظاهر الفجة لذلك الغرور والنرجسية إعلانك «عدم قبول حكومتك إنشاء دولة فلسطينية، حتى مع تزايد الضغوط الدولية»!! من أنت ياسيد نيتانياهو، وما هى شرعيتك حتى تعطى لنفسك حق حرمان شعب بأكمله، من حقوقه المشروعة تاريخيا وأخلاقيا وإنسانيا...؟ وكيف تتجاهل بعنجهية وعنصرية مقززة، أن قرار الأمم المتحدة الذى تستند إليه شرعية بلدك (قرار تقسيم فلسطين، فى نوفمبر 1947، الذى قضى بإنشاء دولة يهودية فيها)، هو نفسه القرار الذى قضى بإنشاء دولة عربية؟.. دولة فلسطين! ثم.. هل تتجاهل الآن، وبعدما تكشفت للعالم بشاعة الجرائم الإسرائيلية فى غزة، التى تعرضك للمساءلة والمحاكمة الجنائية الدولية، حقيقة إن فلسطين تحظى اليوم باعتراف 157 بلدا كدولة ذات سيادة؟ لا ياسيد نيتانياهو، طوفان الدولة الفلسطينية يحيط بك.. هل تسمعنى؟.