توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران: الأخبار الطيبة والسيئة وجهان لعملة واحدة

  مصر اليوم -

إيران الأخبار الطيبة والسيئة وجهان لعملة واحدة

بقلم : أمير طاهري

تُشير الأنباء الواردة من إيران إلى أنه لن يكون هناك أدنى تغيير في الأسلوب الذي لطالما تصرفت تبعاً له. ويعني ذلك أن النظام الإيراني قرر أن يزدرد المذلة الأخيرة التي لحقت به جراء اغتيال زعيم جماعة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، وأن يمتنع عن السعي إلى «الانتقام العنيف»، كما كان يأمل الأكثر تطرفاً فيه.

الثلاثاء، داهمت مجموعة من «الحرس الثوري» معهد غوته الألماني في طهران، وأغلقته، رداً على إغلاق الحكومة الألمانية مركز دعاية إيراني في الجمهورية الفيدرالية. أما الخبر السيئ فهو نفسه أنه لن يكون هناك أي تغيير في الأسلوب الذي لطالما تصرفت به إيران.

وعليه، لن يكون الرئيس المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان بمثابة غورباتشوف الإيراني، كما كان يأمل الفصيل الموالي للولايات المتحدة داخل الزمرة الحاكمة.

ومن بين 18 رجلاً وامرأة واحدة اقترحها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، المتحدث الحالي باسم الفصيل الموالي للولايات المتحدة، لتعيينهم أعضاءً في مجلس الوزراء، وافق «المرشد الأعلى» آية الله علي خامنئي على ثلاثة فقط.

كما أُجبر ظريف المتذمر، على الاستقالة من الوظيفة الرمزية غير التنفيذية، التي منحها له بزشكيان، بوصفه «مستشاراً استراتيجياً»، أياً كان ما يعنيه مثل هذا المنصب.

وبالمثل، لن يكون يزشكيان بمثابة دينغ شياوبينغ الإيراني، كما كان يأمل فصيل الواقعية السياسية داخل النظام. وبذلك، تظل إيران ملتزمة «بتصدير الثورة»، بدلاً عن القمصان والأحذية كما فعلت الصين في عهد شياوبينغ.

وجاءت المحصلة النهائية أن مجلس الوزراء الذي يرأسه بزشكيان، تهيمن عليه بشكل ساحق شخصيات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» وأجهزته الأمنية. ويرى بعض المراقبين أن هذا بمثابة تحضير لعصر ما بعد خامنئي، عندما تمسك الأجهزة العسكرية والأمنية بزمام الأمور.

والآن، ماذا سيفعل بزشكيان في السنوات الأربع المقبلة، مع افتراض أن فترة ولايته استمرت كل هذه المدة؟ تتمثل أحد الخيارات في اتباع الخط الذي حدده سلفه الراحل إبراهيم رئيسي. وعلى امتداد الألف يوم التي قضاها بمنصب الرئيس، كثيراً ما كان يتعرض رئيسي لانتقادات بوصفه نصف متعلم.

اليوم، وحينما أعيد النظر إلى الوراء، أجدني لا أتفق مع هذا الرأي. أعتقد أن رئيسي كان يملك نوعاً خاصاً من الذكاء، أو المكر إذا شئت. لقد أدرك أنه داخل نظام استبدادي لا يمكن أن يعني لقب الرئيس، تحت مظلته، المعنى نفسه الذي يعنيه داخل جمهورية حقيقية. وكان يدرك أنه عندما لا تستطيع فعل أي شيء، فإن أفضل رهان لك ألا تفعل شيئاً لكن ببراعة.

ولذلك، نجد أنه كان دوماً في حالة تنقل مستمر، فقد سافر إلى جميع محافظات البلاد البالغ عددها 31 محافظة، وأحياناً في أكثر من مناسبة، علاوة على ما لا يقل عن اثنتي عشرة دولة أجنبية. وفي المجمل، قضى رئيسي ما يقرب من ثلث ولايته في الذهاب إلى مكان ما، من دون الوصول إلى إنجاز أي شيء حقيقي. وتناقضت تحركات رئيسي مع صورة خامنئي، كونه شخصاً منعزلاً محصوراً داخل منطقة لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر المربع الواحد، في العاصمة طهران.

كان أسلوب رئيسي ما يطلق عليه الفرنسيون «تزيين الفراغ». وكان رئيسي محظوظاً كذلك بتزامن فترة ولايته مع وجود جو بايدن في البيت الأبيض. فمن جهته، أحيا الرئيس الأميركي سياسة سلفه باراك أوباما في محاولة إقناع إيران بالدخول إلى الخيمة الدولية الكبيرة. لقد خفف بايدن مجموعة من العقوبات المفروضة على إيران، ما مكنها من مضاعفة دخلها من صادرات النفط خلال فترة الألف يوم التي قضاها رئيسي بالرئاسة.

والآن، هل يستطيع بزشكيان أن يحذو حذو رئيسي؟

هذا ما يأمل الكثير من المدافعين عن النظام أن يحدث، فهم يعتقدون أن مجرد التفكير في أي محاولة إصلاح كبيرة محفوف بالمخاطر، في وقت تلوح القضية الحاسمة المتمثلة في خلافة خامنئي في الأفق. وبمعنى ما، نجت إيران لمدة خمسة عقود تقريباً عبر العيش على أساس يومي، وإنفاق ما تحصل عليه من دخل من النفط على ضمان حد أدنى للبقاء في الداخل، وتوفير موارد كافية لإطعام وكلائها في الخارج.

وهناك مشكلة أخرى: بزشكيان ليس رئيسي، فقد اكتسب الرئيس الجديد لقب «باخمه»، والذي يعني، إذا حاولنا ترجمته برفق ولطف، «الكسول». ورغم أنه ليس أكبر سناً كثيراً من رئيسي، فإنه مفتقر إلى الطاقة التي تمتع بها سلفه.

الأهم من ذلك أن المشكلات التي جرى تجاهلها عبر رحلة رئيسي الرئاسية سترتد قريباً في وجه بزشكيان. وأولى هذه المشكلات بركان المعارضة الشعبية الذي ثار في عهد رئيسي، ويبدو أنه يستعر مرة أخرى وبصورة أشد خطورة.

وهناك شائعات، كي لا نجزم، عن ارتفاع مستوى السخط داخل المؤسسة العسكرية. ومن علامات ذلك غياب الزي الرسمي حول «المرشد الأعلى» في عدد من المناسبات العامة الأخيرة التي شارك بها. وربما أسهم قرار النظام الإيراني بتجاهل فكرة الانتقام لاغتيال هنية، في تأجيج هذا السخط، خصوصاً بين العناصر الأكثر تطرفاً في التحالف العسكري ـ الأمني.

ورغم المساعدة التي قدمتها إدارة بايدن، فإن الوضع الاقتصادي في إيران لا يزال مزرياً. ورغم تباطؤ التحرك نحو التضخم المفرط، فإنه لم يتوقف، بينما يخلق احتمال النمو السلبي في العامين المقبلين تحدياً أمام فريق بزشكيان الجديد. ويبدو أنه لا توجد آلية موثوقة لإدارة مسألة خلافة خامنئي، وفترة الانتقال الحتمية التي ستلي ذلك.

وأخيراً، يضيف احتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، مستوى آخر من وضع معقد بالفعل في إيران.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران الأخبار الطيبة والسيئة وجهان لعملة واحدة إيران الأخبار الطيبة والسيئة وجهان لعملة واحدة



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt