توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

عام النووي

  مصر اليوم -

عام النووي

بقلم:سوسن الأبطح

خطير أن يصبح الكلام عن الحرب النووية، أو تسرب إشعاعات قاتلة، من يومياتنا العابرة، وطرائفنا الفكاهية. مطعم في لبنان يعلن عن «السهرة الأخيرة قبل الحرب النووية»، ومؤثرون يتسابقون على إرشادنا إلى إجراءات الوقاية كي نقلل من هول الإصابة. هل نختبئ في الحمّام أم في المطبخ؟ ذاك كان من مشاهد سينمات الخيال العلمي قبل سنوات فقط. ظننا أن ما فعلته أميركا في اليابان مجرد ذكرى للاعتبار والتأمل، فإذا بالرئيس الأميركي دونالد ترمب يؤكد مخاوفنا ويقول إن «الضربة على إيران أنهت الحرب كما فعلنا في هيروشيما وناغازاكي». تمنينا لو أنه أعفانا من مقارنة كارثية تعيد إلى الأذهان أسوأ فصول التاريخ الحديث وأكثرها إرعاباً.

كنا في استراحة محارب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، وتفرد الولايات المتحدة في التسيّد على العالم. ثم بمجرد أن هاجمت روسيا أوكرانيا، عاد النووي إلى الواجهة، كجزء من الخيارات الحربية بين القطبين، روسيا والغرب. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع «القوات النووية في حالة تأهب خاصة». وزير خارجيته سيرغي لافروف حذّر من أن «خطر الحرب النووية اليوم هو الأعلى منذ عقود».

ردت واشنطن بأنها وضعت خططاً للرد بـ«نووي تكتيكي» ضد قواعد روسية أو سفن في البحر الأسود. بمعنى قنابل صغيرة بمفاعيل محدودة، لكنها تفتح باب الجحيم، على أي حال.

تنافست وسائل إعلام على تحليل الكوارث التي سنتعرض لها: عدد الضحايا، نوعية الأعراض، كيفية الوقاية. دول أوروبية دعت مواطنيها إلى تخزين طعام، وترتيب ملاجئ. خبراء ينصحوننا باللجوء إلى بلدان بعينها ستكون الأبعد عن الكارثة.

كلما ظننتَ أن الأمر لا يعنيك، تفاجأت أنك في عين العاصفة. فجأة اشتعلت بين الهند وباكستان، القوتين النوويتين اللتين كادتا تجران العالم إلى التهلكة، لولا التدخل البطولي لترمب لدرء الكارثة.

ثم جاء دور النووي الإيراني بهجوم إسرائيلي. حبس العالم أنفاسه منتظراً وقوع الكارثة. جاءت أميركا بطائراتها الشبحية العملاقة وعشرات أطنان المتفجرات خارقة للتحصينات، لتدمر المفاعلات.

ما الذي كنا ننتظره، هل هو تسمم يلوث مياه الخليج ويترك عشرات الملايين عطشى؟ هل إشعاعات محدودة؟ هل تكون إيران من القوة بحيث تصيب مفاعل ديمونا وتوقع منطقة شرق المتوسط في حمى التلوث المميت؟

ترمب لم يستبعد، حسب التسريبات، خيار استخدام النووي التكتيكي لضرب مفاعل فوردو الإيراني. وحدها الصين التزمت الصمت في هذه المعمعة النووية. المملكة المتّحدة أعلنت أنها ستعيد تفعيل قدراتها النووية، المقتصرة حالياً على الغواصات، بشراء طائرات مقاتلة «إف 35» لإطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية.

والرفيق، كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، شهر سلاحه الفتاك، ولأنه حان الوقت للتسريع بالنووي البحري للدفاع عن الدولة، لذلك سيضع في الخدمة قريباً جداً، مدمرة جديدة تحمل صواريخ نووية تكتيكية.

الظريف في الرئيس الأميركي الذي يشارك في إطلاق طلائع الحرب النووية، هو العنصر الأول في إطفائها. أما الكارثة الحقيقية فهي أن نادي النووي لا يخضع لقانون بل لأمزجة وتحالفات بين الأقوياء. البرنامج الإيراني ولد باتفاق بين أميركا والشاه رضا بهلوي عام 1957 قبل أن يبصر النور البرنامج العراقي الذي سعى إليه صدام حسين بمعونة فرنسية ودمرته إسرائيل. استجابت أميركا لطموحات الشاه. ورغم أن المصادر الرسمية الأميركية تتحدث عن مشروع سلمي فإن ثمة باحثين يؤكدون، وبينهم الفرنسي المتخصص ألان جوييه، أن الشاه أفصح بصراحة للأميركيين عن نيته إنتاج سلاح نووي، وأنهم وافقوا ضمناً؛ لأنه حليفهم، ثم كانت له معونة ألمانية وفرنسية لتقوية المشروع.

قادة الثورة الإسلامية لم يروا، عند وصولهم إلى السلطة، في هذا المشروع ما يغريهم، فأهملوه، إلى أن استخدم صدام أسلحته الكيماوية ضدهم وأيقظ رغبتهم في إيجاد ما يصدون به هجومات غير تقليدية.

وسواء أبادت أميركا المشروع الإيراني، كما قال ترمب، أو أخرته لبضعة أشهر، كما أخبرتنا الاستخبارات الأميركية، فالشهية مفتوحة في المنطقة على التسلح والقتل. والحل ليس في نزع أسنان إيران وحدها، التي ستسعى لإعادة بناء مشروعها الوطني لتوفر الخبرات لديها، بخاصة للأغراض السلمية أسوة بعشرات الدول التي تمارس هذا الحق.

الحلّ في إراحتنا من الدولة النووية الوحيدة الحقيقية في المنطقة، ونزع فتيل هذه المنافسة النووية المحتدمة، بتجريد إسرائيل التي يعتقد أنها تملك أقله 120 رأساً نووياً، ومليونَي رطل من البلوتونيوم. المفكر الفرنسي اليهودي إيمانويل تود الذي يعرف إسرائيل عن قرب، واشتهر بتوقعاته الاستراتيجية التي لا تخيب، ينبه إلى أنه: «إذا كان على العالم أن يخشى من سلاح نووي، فهو الذي بيد إسرائيل، لا لكميته المهولة فقط، بل لأنها مهووسة به وتعدّه جزءاً من كيانها وعقيدتها».

في سنة النووي هذه تجاوزات الخطوط الحمراء بلغت أَوْجها، فيما اختفى الخضر وأنصار البيئة كلياً من الساحة. كانوا يتظاهرون من أجل أكياس نايلون وعبوات بلاستيك ودخلوا في صمت الموات حين أطلّت حروب الدمار الشامل، وإبادة الكوكب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عام النووي عام النووي



GMT 01:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 01:56 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 01:53 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 01:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 01:46 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 01:39 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

رسالة الرئيس بوتين إلى أوروبا

GMT 01:35 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميزانية بريطانيا: حقيقية أم «فبركة»؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt