توقيت القاهرة المحلي 09:35:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

بين القمحِ والفكر... شكرًا د. «حسام بدراوى»

  مصر اليوم -

بين القمحِ والفكر شكرًا د «حسام بدراوى»

بقلم: فاطمة ناعوت

ما بين رؤوس القمح التى تحاكمنى، وبين أصوات الفكر التى تساندنى، جاء صوتُ الدكتور «حسام بدراوى» ليمنح أحدث كتبى بُعدًا أعمق. لم تكن مقدمته تصديرًا تقليديًا لكتاب، بل مرافعة فكرية وإنسانية وإصلاحية، كتَبها عقلٌ كبير، وقلبٌ صوفى التكوين.

فى مقدمته لكتابى «محاكمة القمح... حوارٌ مع صديقى المتطرف» الصادر مؤخرًا عن مكتبة مدبولى، لم يكتفِ الدكتور «بدراوى» بتحليل النصّ، بل قرأه بعين القلب قبل قلم النقد، مقدّمًا قراءة شفيفة التقطت من استهلال الكتاب جذور انتمائى إلى عائلةٍ صوفية التوجّه، ترى فى تعدد سبل الإيمان بالله تجلياتٍ متباينةً لإلهٍ واحد، لا مدعاةً للفُرقة والشقاق والاقتتال والتناحر.

ولم يغفل عن زهرة حياتى، ابنى «عمر»، فنّانى الصغير على طيف التوحد، الذى أهديتُ له الكتابَ، مثلما أهديتُ له قلبى وعُمرى. لمس «بدراوى» هذا الإهداء بكلماته، فاحتفى بـ«عمر» كما احتفى به الشرفاءُ فى حياتى، بكلماتٍ دافئة أضاءت قلبى وأكّدت لى أن المعركة الفكرية مازالت تجد حلفاءَ نبلاء لا يخافون الوصم، ولا يُغريهم الصمت.

حين طلبتُ من الدكتور «حسام بدراوى» كتابة تصدير لهذه الطبعة الجديدة، لم أندهش من غوصه فى النص بهذا العمق، والتقاط الإشارات الوجدانية والفكرية التى نسجتُها على مهلٍ كمن يخطّ رسائلَ فوق صفحة نهر.

الكتاب، فى طبعته الأولى، كان بعنوان «حوار مع صديقى المتطرف» صدر خلال ذروة معاركنا القاسية مع فصيل الإخوان والتكفيريين، وها هو يعود اليوم باسم «محاكمة القمح» بعد عشر سنوات، وكأننا، فى عمقنا الجمعى، لانزال ندور فى الدوامة ذاتها، رغم محاولات الإصلاح الفكرى من القيادة السياسية الحكيمة المتمثلة فى شخص الرئيس «السيسى».

كتب «حسام بدراوى» فى مقدمته أن مهمته لم تكن سهلة، كما تخيّل، بل وجد نفسَه أمام نصّ حى بكل جراحه لم يَشِخ، ومواجهةٍ لم تُحسم. فرياح التكفير والتخوين مازالت تهبّ، وكأننا نسير فى طريقٍ رملى، نتعثّر كلما حاولنا النهوض!

قال فى مقدمته إن قضايا الكتاب، الذى حظى بانتشار واسع عند صدوره الأول، لم تَبلَ، بل تُطلّ برأسها رغم مرور الزمن، وإن قرار الإبقاء على النص كما هو، دون تعديل، كان خيارًا مقصودًا يعكس مواجهة واقع مازال يتطلب التغيير؛ رغم ثمار الإصلاح. كما لفت إلى ما نتعرض له، حتى اليوم، من اتهامات جاهزة من تيارات لا تقرأ، بل تقتات على التحريض والتكفير، وتُهاجم كل من يجرؤ على التفكير أو مساءلة المألوف. وتساءل إن كانت الصداقة ممكنة مع شخص متطرّف، ثم بيّن أن «الصديق المتطرف» ليس شخصًا، بل رمزٌ لفكرةٍ كامنة، وصوتٍ داخلى لا لوجهٍ خارجى. واختتم بالإشارة إلى أن الكتاب يحوى أكثر من تسعين مقالًا، كل واحد منها يستحق وقفة وتأملًا، حتى كاد التقديم نفسه يتحوّل إلى كتابٍ موازٍ.

توقف المفكر الكبير عند أهمية الاتفاق على المصطلحات قبل أى حوار عقلانى: «ديمقراطية، علمانية، عقيدة، مواطنة»... كلماتٌ نقاتل باسمها، دون أن نتفق على معناها؛ مشيرًا إلى أحد فصول الكتاب قلتُ فيه: «سيولة المصطلحات وارتباك اللغة والمفاهيم والتعاريف لدى البعض، إضافة إلى تسييس الأفكار الفلسفية المطلقة، أحد أهم أسباب الصراع الفكرى فى مجتمعاتنا». واستشهد بعدد من مقالاتى التى واجهتُ فيها «الصديق المتطرف» بالعقل والمنطق، وذكّر بأنّ جوهر الأديان جميعًا هو الجمال، والرحمة، والعدل، لا الوصاية، ولا القتل، ولا التكفير.

وفى لفتة شاعرية، اختار «بدراوى» أن يختم مقدمته الطويلة الأنيقة باقتباس من خاتمة الكتاب، من ذلك الفصل الحُلمى الذى تخيلتُ فيه سنابل القمح قد عقدت لى محاكمة، تسألنى فيها عن معنى الوطن، ومآلات المطاردة، وشيوخ القبيلة الغلاظ، والسجن. فكانت إجاباتى أقرب إلى مناجاة للحق والخير والجمال، يتجسد فيها حُلمى بعالم نقى لا كراهية فيه ولا بغضاء ولا ظلم ولا ظلام.

لهذا يقول «بدراوى» إنه لمح فى كلماتى «حزنًا دفينًا وألمًا متجددًا»، وتمنى أن أستطيع تجاوزه. وأقولُ له: نعم، حزنى لم ينطفئ، لكنه لا يُطفئ جذوة الأمل، وألمى لا يُنكر، لكنه لم يصبنى باليأس. فالحياة تستحق المقاومة، والوطن يستحقُّ النضال، والأملُ قائمٌ لأن العقول الواعية لا تصمت.

ما فعله الدكتور «حسام بدراوى» لم يكن تقديمًا لكتابى، بل شراكة فى رسالته. شهادةٌ حيّة على ضرورة أن نفتح الأذهان، ونغسل القلوب، ونتجرّأ على التفكير، لأن القمح لا ينمو إلا فى أرضٍ حرّة يحميها «الحالمون بالغد».

شكرًا للدكتور «حسام بدراوى»، الذى لم يكتب مقدمة، بل منح الكتاب روحًا ثانية بكتابته مرافعة فكرية، وقراءة صوفية لمناخ الكتاب. وشكرًا لمكتبة مدبولى، التى رأت أن إعادة طباعة هذا العمل ليست تكرارًا للماضى، بل ضرورة للحاضر، ومساهمة فى صناعة المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين القمحِ والفكر شكرًا د «حسام بدراوى» بين القمحِ والفكر شكرًا د «حسام بدراوى»



GMT 01:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 01:56 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 01:53 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 01:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 01:46 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 01:39 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

رسالة الرئيس بوتين إلى أوروبا

GMT 01:35 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميزانية بريطانيا: حقيقية أم «فبركة»؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt