توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محطات نادر رياض

  مصر اليوم -

محطات نادر رياض

بقلم - حمدي رزق

لأبى فراس الحمدانى بيت شعر بديع: «ومنْ مذهبى حبُّ الديارِ لأهلها.. وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ».

بين دفتى هذا الكتاب، (محطات فى حياة رجل الصناعة نادر رياض)، ترجمة لهذا البيت، مسيرة حياة، مراحل عمرية، ومحطات فارقة، أحداث من دم ولحم، حافلة بالتفاصيل الصغيرة التى ترسم لوحة حياة صاحبها العريضة.

حياة فى عقود مرت وسنوات وشهور وأيام، كل يوم يرسم غده، وكل عام يراكم على أعوام، وكل عقد يضيف منجزًا فى بناية عنوانها «انتصار الحياة» لمَن يمكن تسميته «صديق الحياة».

من شرفة الثمانين يطل علينا صاحب المذكرات، «د. نادر رياض»، بخبرة حياتية، مغلفة بالإنسانية، فيها عبر ودروس وطنية.

صاحب السطور رجل وطنى بامتياز، وعنوانه الأثير من عنوان أمير الشعراء «أحمد شوقى» فى قصيدته الخالدة «وطَنى لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ لنازَعَتنى إِلَيهِ فى الخلدِ نَفسى».

هكذا يعيش الوطن، ويتنفسه، ويملأ رئتيه من عبيره، ويراه ملونًا بألوان العَلَم المصرى الذى يلقى ظلاله على صفحة نيله هناك فى مسقط رأسه على شاطئ النيل فى «كفر داوود» بمحافظة البحيرة.

يخشى البعض تدوين مذكراتهم، والبعض يدخرها إلى حين، وهذا حقهم، كتابة المذكرات تحتاج إلى جرأة، ونشرها إلى شجاعة، صاحب هذه الذكريات، الدكتور «نادر رياض»، يدون سطور حياته بتواضع ومحبة وصدق وصراحة.

يرصد العثرات، ويتأملها، وكيف تغلب عليها، ويُذكِّر نفسه ويُذكِّرنا بالأيام الخوالى فى نسق فريد يجمع ما بين (الصوفية) التى تلون حياته، والعلمية الصناعية التى تخصص فيها.

صَموت نادر، نادرًا ما يتكلم، مذكراته أو ذكرياته تكشف عن حكّاء يقف على التفاصيل والأماكن والأزمنة، يُوردها بتفاصيلها الدقيقة، ويُرجعها إلى أصلها، ويُمحص فصولها، فتخرج من مخبره تجربة إنسانية عميقة، حافلة بالدروس والعبر الإنسانية المدهشة. تواضع صاحب المذكرات يُلون الصفحات.. وفخره بالعائلة، وتبجيله لمعلميه، وإخلاصه لإرثه الثقافى كلها سطور تقول الكثير.

نموذج ومثال للمواطن المصرى المسيحى الأرثوذكسى الذى يحفظ الآيات القرآنية، ويداوم على حضور حصة الدين فى المدرسة، هو نفس الإنسان النقى الذى لا يفرق بين محمد وجورج بين عمال مصانعه، ويتقفى مقولات الإمام «على بن أبى طالب»، وكأنه شيخه.

تجربة الشاب المصرى الذى لم تبهره أضواء المدينة (القاهرة)، ولم تندهه النداهة الأوروبية (برلين)، إحساس راقٍ بالتميز يُلازمه، يمنحه ثقة بالنفس التى هى أكسير النجاح فى مهمته الحياتية.

الإنسانيات فى هذه المذكرات لا تطغى على التواريخ المهمة، ولا الأحداث الكبيرة التى عاصرها وعاشها بكل جوارحه، صاحب المذكرات صاحب موقف واضح مع فراسة فطرية تُعينه على الخطو الصحيح تجاه البشر والأحداث.

ودومًا يلتمس العذر للآخر.. متمثلًا القول المأثور: «التمس لأخيك سبعين عذرًا»، وهذا عن خبرة حياتية متجذرة فى التربة المصرية الأصيلة، المصريون يلتمسون الأعذار فى أريحية إنسانية مدهشة.

فصول هذه الذكريات (المحطات الحياتية فى حياة رجل الصناعة نادر رياض)، أقرب إلى سيرته الذاتية، لنقل ما تيسر من سيرة «آل رياض»، وما تيسر ليس بالهين أو اليسير، بل يحمل أفكارًا وقضايا تشكل محطات مفصلية فى تاريخ وطن عظيم، وطن يعيش فينا ولا نعيش فيه، وطن يحمل أغلى اسم فى الوجود.

صفحات المذكرات لا تحمل فخارًا شخصيًّا بقدر ما تحوى عبرًا وعظات وإلهامًا فريدًا، وعطاء متصلًا، درس للشباب الراغبين فى استبطان التجارب الحية لإحداث النقلة الضرورية فى مسيرة الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات نادر رياض محطات نادر رياض



GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt