توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

وعد بلفور الثقافي... ماذا جرى لصهيونية بايدن؟

  مصر اليوم -

وعد بلفور الثقافي ماذا جرى لصهيونية بايدن

بقلم:مأمون فندي

عندما كَتبَتِ الروائية الإنجليزية «جورج إليوت» رواية «دانييل ديروندا» في عام 1876 (و«جورج إليوت»، لمن لا يعرفها، هي امرأة كانت تكتب باسم مستعار كرجل؛ حيث لم يكن مألوفاً أن تكتبَ النساءُ الرواية في ذلك الزمن، فلا تسمى الإناث في بلاد الإنجليز باسم (جورج) مع أن البعض في بلداننا يصرُّ على عكس ذلك) عندما كتبت روايتها الأخيرة هذه، كانت بمثابة وعد بلفور الثقافي، أو ضمن ضفيرة ثقافية في الآداب مهَّدت لوعد بلفور، عندما تضافرت الفكرة الصهيونية بالثقافة.

وبدأ ذلك التضافر مع أعمال كُتاب الحركة الرومانسية في القرن الثامن عشر، مثل: ويليام ويردسوورث، واللورد بايرون، أي قبل «جورج إليوت» بعقود طويلة، ولكن ما علاقة «جورج إليوت» بجو بايدن، كما يقول عنوان هذا المقال؟

رواية «جورج إليوت»، بما تمثله من صورة ناصعة لوعد بلفور الثقافي، أصبحت نوعاً من الثقافة الشعبية، مثلها مثل أفلام أنتجتها «بي بي سي» ومسرحيات مُثِّلت في ستينات القرن العشرين. الرواية تدور حول مفهوم الهوية والخلاص الشخصي لبطل الرواية «دانييل ديروندا» الابن المتبنَّى الذي لا يعرف أبويه وأصوله، ولكن عندما يتعرف على الفتاة اليهودية «ميرا» ويختلط بمجتمعها، يكتشف يهوديته وأصوله. هذا في الجزء الثاني من الرواية. أما الجزء الأول فيخص شخصية «جوندولين»، وهي امرأة تبحث عن الخلاص من خلال الزواج من رجل ثري ولكنه عنيف وقاسٍ، بعد أن خسرت عائلتها أموالها، وتعيش معه حياة سيئة (وهذا يكشف الجانب المرأوي «feminist» عند «جورج إليوت»)، ثم يحدث خلاصها على يد «دانييل» و«ميرا».

«دانييل» في فترة البحث عن الذات، يتعرف على مردخاي الذي يحلم ويسعى ليبني وطناً لليهود، ويطلب من «دانييل» أن يكون خليفته في تبني القضية. الخلاص ليس فردياً الآن؛ بل بتحقيق الحلم الأكبر والأوسع في سياق رومانسي، في سياق إقامة مملكة المسيح من أجل الخلاص الجماعي، وهذا هو الجزء الذي يربط الرواية بالرئيس الأميركي جو بايدن.

جو بايدن كان جزءاً من هذه الصهيونية الثقافية، أو الصهيونية المسيحية المؤدلجة، كما أخبره والده. وقد أتيحت لي فرصة الجلوس مع الرئيس بايدن لساعات في أوقات متقطعة، قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، واستمعت إلى صهيونيته الثقافية بشكل مباشر، وظننت وقتئذ أنَّها في إطارها الرومانسي المسيحي، وربما كانت يوماً ما، ولكن ما لم يدركه بايدن هو التحولات التي جرت للصهيونية عندما انتقلت من أحلام اكتشافِ الذات إلى بناء الوطن، على طريقة الباحثين عن الخلاص من يهود الغرب، وبعض البروتستانت، وقلة من الكاثوليك، ممن تبنوا الصهيونية المسيحية، انتهاءً بصهيونية بناء المستوطنات القادمة من روسيا وأوروبا الشرقية.

لقد كانت صهيونية من عرفهم جو بايدن من نوعية شيمعون بيريز وإسحاق رابين، برغم إمبرياليتها وعنفها، إلا أنَّها كان لها بعدٌ ثقافي في بناء «الكيبوتس» (التجمعات الزراعية الاشتراكية)، وبناء مجتمع أقرب إلى الاشتراكية منه إلى الرأسمالية.

هذه كانت بدايات إسرائيل في بناء الدولة والمجتمع، ولكن بعد أن استقرَّ الوضعُ، وحاولت إسرائيل جذبَ اليهود بعد نهاية الحرب الباردة وخلالها من روسيا وأوروبا الشرقية، فإنها انتقلت من حالة صهيونية بناء الدولة بشكلها الحالم القديم، إلى بناء المستوطنات التوسعية، من خلال جماعات الجريمة المنظمة والإجرام العنيف الذي أتى به المهاجرون الجدد.

لقد تغيرت الصهيونية الإسرائيلية عبر عقود، لتنتج سياسيين يمينيين متطرفين، من نوعية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهما يمثلان الواجهة السياسية لجماعات الجريمة المنظمة المتمثلة في المستوطنين.

الرئيس جو بايدن ما زال في حقبة شيمعون بيريز، والوجه الناعم للصهيونية، أو ما زال في حقبة وعد بلفور، أو حتى وعد بلفور الثقافي الذي أنتجه أدب البحث عن الهوية، وإقامة مملكة المسيح. ولم يدرك مع تقدم العمر أنَّ الصهيونية داخل المجتمع الإسرائيلي الجديد مرَّت بتحولات (metamorphosis) على حدّ قول كافكا في روايته المسماة بهذا الاسم، لتنتقل من الاستيطان الرومانسي لشعب وعده الله بالأرض إلى جماعات الجريمة التي لا تهتم لا بوعد الإله ولا بوعد بلفور؛ بل تؤمن بالقوة عن طريق ممارسات جماعات الجريمة.

وهذا هو المقال الأول للتأصيل الثقافي لتحولات بناء الدولة في إسرائيل؛ هذه التحولات التي تدفعها تدريجياً إلى عالم الجريمة، غافلة عن أنَّها زرعت بذلك في قلبها بذرة فنائها، كما تحدث كارل ماركس عن الرأسمالية، وللحديث بقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وعد بلفور الثقافي ماذا جرى لصهيونية بايدن وعد بلفور الثقافي ماذا جرى لصهيونية بايدن



GMT 00:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

شهادة طبيب حاول إنقاذ السباح

GMT 00:00 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

نهاية أبوشباب تليق به

GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt