توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العثور على تفسير

  مصر اليوم -

العثور على تفسير

بقلم:أمينة خيري

فى المقال السابق، تساءلتُ عما يجمع بين العديد من التفاصيل «المعوجة» فى حياتنا اليومية، من سقوط لعمال من أعلى سقالات، إلى حوادث الاعتداء الجنسى فى المدارس، إلى قتل أنثى للشك فى سلوكها، إلى غرق سباح فى بطولة، إلى تاكسى أبيض الذى تحول إلى سيارات تجوب الشوارع بلا عداد أو ضابط أو رابط، إلى مشهد انتخابات مؤسف من ألفه إلى يائه، إلى إشغالات الأرصفة المزمنة رغم الحملات من حين لآخر، إلى تراكم مزمن لتلال قمامة فى كل مكان وأى مكان، إلى حوادث سير وفوضى عارمة فى القيادة، إلى انتشار الأطباء المعالجين وأدعياء التنمية البشرية على السوشيال ميديا ورواج سوقهم.. وغيرها..

بعد استبعاد عامل القضاء والقدر، وهو أمر غير قابل للنقاش، وكذلك الردود الدفاعية من قبيل «أطلقنا حملات» و«نفذنا عمليات» و«رفعنا قمامة الأسبوع الماضى» و«صادرنا» وغيرها.. أستبعد كذلك شماعة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يلجأ إليها البعض لتبرير خروقات الطبقات البسيطة، من سائقى تكاتك، وعمال «دليفرى» وغيرهم، وهى الشماعة السخيفة البالية التى تتجاهل الخروقات التى يقترفها غير البسطاء من احتلال أرصفة، وسير عكسى، وعلاج المرضى عبر «تيك توك»، والترويج لمرشحين مشكوك فى قدرة بعضهم على إدارة سوبر ماركت لا إدارة شؤون دائرة نيابية.

أما حكاية «ضعف الوازع الدينى»، فأتمنى عدم خلط الأمور ببعضها، وكفانا ما نحن فيه من خلط يضع المطالب بتطبيق القوانين الوضعية أقرب ما يكون إلى الخارج عن الملة، المعادى للدين، الكاره للمتدينين.

أتحدث عن مجتمع مصرى أصيل، قاد المنطقة على مدار عقود فى العلم والتنوير والثقافة والتحضر والمدنية والفن والذوق الرفيع. أتحدث عن أفراد المجتمع الذين يسافرون إلى دول العالم شرقاً وغرباً، سواء كانوا عمالاً أو أطباء أو مهندسين أو محاسبين أو سائقين أو غيرهم، ولا يجرؤ أحدهم على كسر قانون هنا لأنه مضغوط اقتصادياً، أو خرق قاعدة هناك لأنه مسنود اجتماعياً. أتحدث عن قوانين يصعب – وربما يستحيل- تطبيقها، حتى لو توافرت الرغبة والإرادة والقدرة، طالما الوعى غائباً. أتحدث عن وعى لا يُبنى إلا بتكامل وتكاتف واستدامة تنشئة بيتية سليمة، وتعليم مدنى يتخذ من التربية عماداً له وينأى بنفسه عن الحفظ والتلقين والسنتر (ولنا فى المعلم إبراهيم وزة الذى لم يحدِّث طلاب السنتر عن الأخلاق، أو العمل أو الضمير أو النظافة أو العلم أو البحث، بل عن الشعر الظاهر من الطرحة وقصة الشعر الغريبة).. أتحدث عن التفكير النقدى واعتبار السؤال والتفكير خارج نطاق «آمين» قلة أدب وانعدام تهذيب..

أتحدث عن علم وفكر يمنحان صاحبهما ثقة لا تجعله يشعر أنه مهدد فى مجتمع أنعم الله عليه بالتعددية والاختلاف.. أتحدث عن تطبيق مستدام لقانون مدنى فى مجتمع واعٍ بأهمية وقيمة القانون، لا منشغل بكيفية كسر القانون أو التهرب منه، وتتساوى فى ذلك السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بالإضافة إلى الشعب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثور على تفسير العثور على تفسير



GMT 08:11 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

المبالغة في التحذيرات “مثل قلتها”

GMT 08:09 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

حقّاً أهرام

GMT 08:08 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

أمامَ محكمة الرُّبعِ الأول

GMT 08:07 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

مِثال علاء عبد الفتاح

GMT 08:06 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لبنان ومخاطر الإدارة المجتزأة

GMT 08:05 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لقاء فلوريدا غير مسموحٍ له بالفشل

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحكاية ليست «الملحد»

GMT 08:02 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

فى متحف الشمع!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 15:46 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا
  مصر اليوم - انخفاض جماعي في أسعار المعادن والفضة تهوي لأقل من 80 دولارًا

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1

GMT 03:43 2021 السبت ,01 أيار / مايو

تامر حسني يطرح بوستر فيلم ”مش أنا”

GMT 03:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الدفاع يغادر إلى البرتغال لدعم علاقات التعاون العسكري

GMT 09:04 2020 الإثنين ,27 إبريل / نيسان

تعرف على مواعيد قطارات السكة الحديد الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt