توقيت القاهرة المحلي 08:24:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعامل بشرف مع الشرفاء فقط

  مصر اليوم -

التعامل بشرف مع الشرفاء فقط

بقلم - عماد الدين حسين

على ماذا تقوم العلاقات بين الدول المختلفة؟!

المفترض والأفضل أن تقوم على أساس القانون الدولى والاتفاقيات والمبادئ الإنسانية والمصالح. لكن ماذا عن الواقع؟!

الواقع يقول إن المبدأ الأساسى الذى تقوم عليه علاقات الدول هو المصالح ثم المصالح ثم المصالح، وأخيرا على مبدأ القوة الشاملة وأحيانا على منطق الغابة، وإذا لم تكن متمتعا بالقوة فلن تستطيع أن تحمى مصالحك وسيطمع فيك العدو وأحيانا الصديق.

هل ينبغى أن تقوم العلاقات على أساس الأخلاق والشرف؟!

إذا حدث ذلك فسوف يعيش العالم فى جنة حقيقية على الأرض، وسوف تتحقق المدينة الفاضلة التى تحدث عنها العديد من الفلاسفة والمصلحين وخصوصا أفلاطون أو القديس توماس مور فى كتابه الشهير يوتوبيا.

سؤال: لكن ماذا نفعل إذا وجدنا أن  بعض بلدان العالم لا تقيم وزنا للشرف أو الأخلاق أو القانون الدولى، وتعتمد فقط مبدأ القوة والبلطجة والفتونة.

أظن أن الإجابة المنطقية أن نتعامل بالأخلاق والشرفاء مع أى شخص أو دولة أو حكومة يكون مبدأها وطريقها وسلوكها الشرف أما إذا كان الأمر غير ذلك، فلا يصح أن نطلب ممن لا يملكون الشرف أن يتعاملوا به.

لماذا أطرح هذا السؤال الآن؟

السبب المباشر هو التهديدات التى أطلقها ويطلقها بعض الرؤساء بحق بعض الدول بإخضاعها اقتصاديا وإذا رفضت فبالاستيلاء عليها بالقوة العسكرية.

والسؤال: كيف يمكن للدول أن تتعامل مع هذه التهديدات؟

هل ترد على من يهددها بأن ما يقوله مخالف للقانون الدولى، وللإنسانية وللأخلاق وللشرف وللمبادئ وللشرعية الدولية، وللاتفاقيات الموقعة منذ عشرات، بل ربما منذ مئات السنين؟

لو فعلت كل الدول ذلك، فإنه سيكون أفضل هدية لمن يقوم بالتهديد، فهو لا يقيم وزنا للقانون أو الأمم المتحدة أو الاتفاقيات، فقد يكون مجرد مغامر لا يؤمن إلا بالصفقات والقوة المجردة، وربما يكون ذلك سببا فى حبه لكل الطغاة والمستبدين والزعماء والأقوياء.

ما ينطبق على هذا النوع من القادة ينطبق تماما على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ويمينه المتطرف فهم واضحون إلى حد كبير فى أهدافهم، خصوصا تصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، فى حين أن من يدعى الاعتدال والواقعية مثل بينى جانتس أو يائير لابيد يرفضان تماما قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967.

ما يجمع ترامب وبايدن أو نتنياهو ولابيد هو المصالح والقوة ولا شىء غيرها، حتى ولو تم تزيين الأمر بعبارات إنشائية من عينة القانون الدولى والشرعية الدولية، لكننا اكتشفنا أنه تم العصف بكل ذلك والدوس عليه بالأحذية الأمريكية الإسرائيلية الغليظة فى الإبادة الجماعية فى غزة وجنوب لبنان وسوريا وأخيرا فى تهديد ترامب بالسيطرة على غزة عسكريا وامتلاكها.

وإذا كان ترامب يهدد جيرانه وحلفاءه الأقربين مثل كندا والمكسيك والدنمارك وبنما فماذا يمكن أن يفعل مع خصومه وأعدائه؟

الإجابة على هذا السؤال تتطلب الشجاعة والصراحة، خصوصا من العرب الذين ما يزال يراهن بعضهم على فكرة تطبيق القانون والشرعية الدولية.

ليس عيبا أن يتحلى الناس والحكومات بالواقعية السياسية وعدم المجازفة والمغامرة وإلقاء النفس والدول فى التهلكة، لكن من المهم عدم الرهان على أشياء لم تكن موجودة.

المدينة الفاضلة موجودة فى كتب الفلاسفة وأمانى الفقراء والمغلوبين على أمرهم، لكنها لم تتواجد على أرض الواقع. علينا أن نتمسك بالشرف والأخلاق فى العلاقات الدولية مع من يستحقها، أما غير ذلك فلابد أن نتعامل معهم بما يستحقونه!

لا يعنى ذلك الحروب العنترية بل ترتيب أوراقنا بصورة صحيحة حتى نتمكن من إفشال خطط الأعداء وهذا أمر يستحق بحثا ودراسة من جميع المهتمين فى مصر والوطن العربى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعامل بشرف مع الشرفاء فقط التعامل بشرف مع الشرفاء فقط



GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt