توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

‎الديمقراطية فى نقابة الصحفيين

  مصر اليوم -

‎الديمقراطية فى نقابة الصحفيين

بقلم - عماد الدين حسين

‎يوم الجمعة الماضى شهدت نقابة الصحفيين عرسا ديمقراطيا حقيقيا وهو إجراء انتخابات النقيب ونصف أعضاء المجلس، والتى انتهت بفوز الزميل خالد البلشى بمنصب النقيب وفوز الزملاء محمد سعد عبدالحفيظ ومحمد شبانة وحسين الزناتى وأيمن عبدالمجيد ومحمد السيد الشاذلى وإيمان عوف بعضوية المجلس.
‎هو عرس ديمقراطى لأنه ببساطة جرى كما يقول كتاب الانتخابات الحقيقية حتى بما فيها بعض الانتهاكات والعنف اللفظى والتجاوز وهى أمور لم تؤد إلى إفساد المشهد.
‎كانت هناك دعاية انتخابية كاملة ومتنوعة. المرشحون على منصب النقيب ومقاعد المجلس الستة زاروا مقرات الصحف والمواقع الإلكترونية أكثر من مرة، الحملة طالت هذه المرة بسبب شهر رمضان، وعيد الفطر وأعياد الإخوة الأقباط، وبالتالى اضطر المرشحون لبذل جهد إضافى حتى يقنعوا أكبر عدد من الناخبين ببرامجهم.
‎المرشحون استغلوا الدعاية الإلكترونية بدرجات متفاوتة، بعضهم نجح فيها بجدارة، وآخرون أخفقوا، ولعبت الخلفيات السياسية والقدرة على مخاطبة جمهور الناخبين دورا مهما فى ذلك.
‎وكعادة انتخابات الصحفيين، فقد ركز فريق على مسألة الحريات والمهنة بصورة أكبر، فى حين ركز فريق آخر على مسألة الخدمات، دون أن يغفل الحريات، ومن الواضح أن الجدل بشأن أسبقية وأولوية واحدة على الأخرى ستظل مطروحة دائما، ويصعب أن يتم حسم هذا الجدل.
‎قضية الحريات كانت دوما حاضرة فى انتخابات نقابة الصحفيين، وقد عاصرت ذلك بنفسى، حيث حرصت دوما على حضور هذه الانتخابات حتى وأنا طالب فى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة فى النصف الأول من الثمانينيات.
‎وكما قلت قبل أيام فإنه لا يوجد تناقض كبير بين قضيتى الحريات والخدمات، ولا يمكن أن تحل إحداهما محل الأخرى، فالصحفى لا يمكن أن يعمل بصورة طبيعية بدون حريات، أو على الأقل هامش معقول منها، وإلا تحول إلى موظف فى أى هيئة خدمية، كما أنه لا يمكن أن يعمل إلا إذا ضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة المتمثل فى الخدمات.
‎قلت وأكرر إن الدعاية الانتخابية العنيفة كانت موجودة دوما فى كل انتخابات سابقة، لكنها هذه المرة كانت محسوسة أكثر بسبب الاستقطاب الحاد أولا، ومحاولة شخصنة الصراع والأهم لأن وسائل التواصل الاجتماعى لعبت دورًا مهمًا هذه المرة.
‎وأعتقد أن الحكماء فى المهنة وفى العديد من أجهزة الدولة لعبوا دورا كبيرا فى عدم تحول هذا الصراع الانتخابى والاستقطاب الحاد والعنف اللفظى إلى عنف مادى وفى هذا الصدد ينبغى توجيه التحية إلى المرشح على منصب النقيب عبدالمحسن سلامة الذى تقبل النتيجة بروح رياضية، وكبح جماح بعض مؤيديه، وكذلك الأمر بالنسبة لخالد البلشى وغالبية المرشحين فقد كانت هناك خشية أن يتحول التلاسن اللفظى والعنف الإلكترونى إلى صدام ينسف الانتخابات بأكملها.
‎ كانت انتخابات حقيقية لأنها شهدت حضورا ومشاركة تاريخية لا نراها فى الانتخابات النيابية، فمن بين عشرة آلاف عضو يحق لهم الانتخاب بلغ عدد الحضور 6051 بتسبة تعدت ٦٠٪؜.
‎وهذا يعنى أن المرشحين نجحوا فى حشد أكبر عدد ممكن من مؤيديهم، وفاز البلشى بـ3346 صوتا بنسبة 55%‎، مقابل 2562 صوتا لعبدالمحسن سلامة بفارق 784 صوتا، وبالطبع كان هناك ستة مرشحين آخرون، لكنهم كانوا جميعا ضيوفا أكثرهم سيد الإسكندرانى وحصل على 44 صوتا وأقلهم محمد مغربى بحصوله على صوتين فقط.
‎هى انتخابات ديمقراطية ونزيهة أيضا لوجود إشراف قضائى كامل، ولعدم تدخل أجهزة الدولة فى عملية إجرائها، وكذلك لالتزام المرشحين بالقواعد الأساسية للمعركة الانتخابية.
‎هى انتخابات ديمقراطية لأنها تمت بسلام والفضل يرجع أولا للجهود التنظيمية، والإدارة الجيدة من الزميل جمال عبدالرحيم الذى كان حكيما وصعيديا صارما فى إدارة الجمعية العمومية والتغلب على كل محاولات تعطيلها أو إفسادها.
‎وهنا أيضا لابد أن نسجل توصيات الجمعية العمومية خصوصا التضامن مع الشعب الفلسطينى ضد العدوان الصهيونى وكذلك بتعديل لائحة القيد لغلق الأبواب الخلفية أمام غير الممارسين للمهنة، والمراجعة الدورية لأوضاع كل الصحف، ومنع القيد من الصحف المتوقفة، أو التى لا تمتلك هياكل إدارية واضحة، وتنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمر العام السادس للصحفيين الذى انعقد فى منتصف ديسمبر الماضى، وإعداد لائحة مالية موحدة لأجور الصحفيين، وعدم قيد الحاصلين على التعليم المفتوح، والتصدى للكيانات النقابيّة الموازية، وضمان ألا يقل الحد الأدنى المقبول به فى العقود عن الحد الأدنى للأجور. وعدم الموافقة على إجراءات تعديل قانون الصحفيين لعام 1970 إلا بعد العرض على الجمعية العمومية مكتملة النصاب وكذلك التضامن مع الصحفيين رهن الحبس الاحتياطى.
‎لكن ربما يكون السؤال الأهم هو: لماذا فاز البلشى ولماذا خسر سلامة، وكيف يمكن فهم المعركة الطاحنة على مقاعد المجلس الستة خصوصا فوق السن؟!
سؤال أتمنى أن أتمكن من الإجابة عنه لاحقًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

‎الديمقراطية فى نقابة الصحفيين ‎الديمقراطية فى نقابة الصحفيين



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt