توقيت القاهرة المحلي 22:56:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي!

  مصر اليوم -

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي

القاهرة - مصر اليوم

أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن قائمة جديدة من العقوبات على سبعة لبنانيين من أسرة واحدة وعدّتهم من نشطاء وممولي «حزب الله»، ويمتد نشاطهم من أميركا اللاتينية إلى لبنان، حيث اتهم المسؤولون الأميركيون هؤلاء الأفراد ومنظماتهم بتقديم الدعم المادي «لجماعة إرهابية» في الفناء الخلفي للولايات المتحدة.


«هذا الإجراء يؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة عملاء (حزب الله) والممولين بغض النظر عن موقعهم»، هكذا قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، في بيان. وأضاف: «سنستمر في استئصال أولئك الذين يسعون إلى إساءة استخدام النظام المالي الأميركي والدولي لتمويل الإرهاب والانخراط فيه».

تسلّط العقوبات الضوء على التهديد الأمني الصارخ والمتزايد باستمرار لبصمة «حزب الله» في أميركا اللاتينية.

يعود وجود الحزب في أميركا اللاتينية إلى أربعة عقود، وهو متجذر بعمق. تخدم شبكاته الغرض المزدوج المتمثل في جمع الأموال لتمويل الحزب في لبنان، والكثير منها من خلال الأنشطة غير المشروعة، مثل الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وتوفير الدعم اللوجيستي والبنية التحتية لكل أنشطته الإرهابية.

يقول الدكتور إيمانويل أوتولينغي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: «إن هذا النشاط مهم للغاية لـ(حزب الله)، ولكنه مفيد أيضاً لشركائه الإقليميين؛ لأن الأنظمة المارقة مثل فنزويلا والكارتلات تعتمد على شبكات (حزب الله) للقيام بأنشطتها غير المشروعة».

تم تصنيف الحزب منظمةً إرهابيةً أجنبيةً من قِبل الولايات المتحدة في عام 1997 ومع ذلك، لم يمنع التصنيف «حزب الله»، الذي غالباً ما يُعدّ وكيلاً إيرانياً، من تأمين موطئ قدم في أميركا اللاتينية، وعلى الأخص كوسيلة لتوليد الإيرادات من خلال الاتجار بالمخدرات.

وفي دليل للحكومة الأميركية أن هناك أكثر من ألفي ملك للمخدرات الأجانب المُدرجين في الدليل، يقول المسؤولون: إن ما يقرب من مائتين منهم مرتبطون - أو تابعون - لـ«حزب الله».

ويعود تغلغل طهران في أميركا اللاتينية إلى سنوات تأسيس «حزب الله»، مع وصول محسن رباني إلى بوينس آيرس في عام 1983. عمل في البداية مفتشَ لحوم حلال قبل أن يصبح مدرساً وقائداً في مسجد التوحيد. بعد عقد من الزمان، فوّضته طهران ليكون الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية، حيث يقال إنه تولى الدور القيادي لعمليات «حزب الله» على الأرض، وهو منصب ظل فيه لمدة أربعة عشر عاماً.

وفقاً للدكتور أوتولينغي، فإن أنشطة «حزب الله» هي جزء من الجريمة وجزء من الإرهاب؛ مما يؤثر على الأمن القومي الأميركي. وتركز أنشطة «حزب الله» عادة على الأهداف الأميركية والإسرائيلية. وأوضح أوتولينغي «أن تمويل (حزب الله) غير المشروع يدعم عصابات الجريمة في أميركا اللاتينية، وبالتالي يساهم في إغراق الأسواق الأميركية بالمخدرات الفتاكة». ومن خلال تأسيس جزء من أنشطتهم المالية غير المشروعة في الولايات المتحدة كنقطة عبور بين أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، يهدد «حزب الله» أيضاً سلامة النظام المالي الأميركي. مضيفاً: «كما أنهم ينخرطون في جرائم أخرى، مثل التزوير وسرقة الملكية الفكرية والتهرب الضريبي وما شابه ذلك».

في عام 2008، أطلق المسؤولون الأميركيون عملية «تيتان» - وهي مهمة مشتركة مع المحققين الكولومبيين. على مدى عامين، كشفت السلطات عن الكثير من العلاقات بين كارتلات المخدرات ومجتمع المغتربين اللبنانيين الواسع هناك. والاعتقاد أن مثل هذه الجمعيات تتشجع من قِبل نشطاء «حزب الله» الذين طوّروا متاهة من طرق التجارة عبر الحدود والسعاة والمهربين بين كولومبيا وفنزويلا المجاورة.

أسفرت عملية «تيتان» عن أكثر من 130 اعتقالاً ومصادرة 23 مليون دولار من الأموال غير المشروعة، ولكنها فشلت في نهاية المطاف في وقف مشروع «حزب الله» في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، تشكّل فنزويلا نقطة ساخنة رائدة يسعى «حزب الله» إلى التغلغل فيها. ويوفر الموقع المميز للبلاد في أميركا الجنوبية، عند تقاطع منطقة البحر الكاريبي، للحزب القدرة على الاقتراب من الأراضي الأميركية وبناء شبكة سرية من التمويل والتدريب والاستخبارات والأسلحة والإمدادات وطرق التجارة.

أما على المستوى السياسي، اعترف قادة يساريون راديكاليون في أميركا الجنوبية بأهمية «الصدفة» التي جمعتهم بالحركات الإسلامية المتطرفة مثل «حزب الله»، في «النضال» ضد الولايات المتحدة والنظام الدولي القائم على القواعد المرتبطة به.

ويقول خبراء إن «حزب الله» يحافظ على علاقات مع شبكات المخدرات وغسل الأموال، كما أنه ساعد كارتل «سينالوا المكسيكي» في بناء أنفاق لتهريب المخدرات تحت الحدود الأميركية - المكسيكية، على غرار تلك التي شقها الحزب بين لبنان وإسرائيل.

وفي هذا الإطار، يؤكد بعض الخبراء أن أنشطة «حزب الله» - الذي يتلقى ما يزيد على 700 مليون دولار سنوياً من طهران - تُعتبر هدية محسوبة لإيران المكبلة بالعقوبات والمعزولة اقتصادياً.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت وسائل إعلام حكومية إيرانية عن نوايا لتوسيع العمليات العسكرية ومجال السفن الحربية في قناة بنما الاستراتيجية، التي تربط المحيطين الأطلسي والهادي، وهو أمر من شأنه أن يشكّل تهديداً واسع النطاق ومزعجاً للغاية لمصالح الولايات المتحدة وأمنها. بعد أسابيع من الإعلان، حصلت سفينتان حربيتان إيرانيتان على إذن من حكومة البرازيل بالرسو في ريو دي جانيرو؛ مما أثار ردود فعل سلبية من واشنطن.

ويشدد أوتولينغي على أن «إيران تستفيد بشكل كبير من أنشطة (حزب الله)». ويوضح: «تساعد شبكات (حزب الله) جهود إيران لشراء الأسلحة والتكنولوجيا؛ وقد خططت ونفذت مؤامرات إرهابية نيابة عن إيران؛ كما تعمل شبكات دعم (حزب الله) وسيطاً مع القيادة السياسية المحلية والحركات السياسية التي تتماشى مع أجندة إيران لمعاداة أميركا في المنطقة. وتعود معظم الإيرادات المكتسبة في أميركا اللاتينية إلى (حزب الله) في لبنان، والذي يساعد إيران في نهاية المطاف في إبراز القوة والنفوذ في جميع أنحاء أميركا اللاتينية».

وجنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، تحتاج بلدان المنطقة إلى استخدام الأدوات المالية والقانونية المتاحة للحد من أنشطة «حزب الله». فخلال إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تراجعت الحكومة الأميركية عن عملية رئيسية لمكافحة «حزب الله» في أميركا اللاتينية، أو ما يسمى عملية «كاساندرا»، جزئياً كوسيلة لإغراء إيران في الاتفاق النووي و«كان هذا خطاً فادحاً».

لقد دقت واشنطن ناقوس الخطر في ما يتعلق بـ«حزب الله» لسنوات، ومع ذلك لم يستجب سوى عدد قليل من البلدان في أميركا اللاتينية للمخاوف الأميركية.

يمنح وجود شبكات «حزب الله» الجهات الفاعلة المعادية للولايات المتحدة مثل إيران خيارات ضد الولايات المتحدة يمكن الاستفادة منها في المستقبل، بخاصة إذا تعمّقت الأعمال العدائية بين إيران والولايات المتحدة.

ويضيف أوتولينغي «تبث الولايات المتحدة إشارات مختلطة للعالم، بخاصة في فنائها الخلفي».

وينهي أوتولينغي حديثه «إلى حين أن تكون الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون الآخرون والأمم المتحدة جادين في المساءلة الحقيقية للدول التي تدعم أنشطة (حزب الله) في العالم، فإن الحزب لن يتراجع».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي



GMT 22:31 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

سمات التقدم

GMT 22:30 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

صلاح منتصر الغائب الحاضر

GMT 20:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

لخبطة «ما بعد الحقيقة»

GMT 20:35 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

العناني واليونيسكو وترشيح صادف أهله

GMT 20:33 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

‎ما الذى سيفعله نتنياهو فى رفح؟

GMT 12:32 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

دعوة للإصلاح أم للفوضى؟

GMT 03:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وصايا صلاح منتصر

GMT 03:36 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الندم على ما فات!

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:00 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
  مصر اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon