توقيت القاهرة المحلي 08:24:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران الداخل خارج التفاوض

  مصر اليوم -

إيران الداخل خارج التفاوض

بقلم:مصطفى فحص

حسم المرشد الإيراني علي خامنئي أمره داخلياً وسحب ورقة التفاوض من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وفريقه. وتحت ضغط التيار المتشدد، قدّم مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية جواد ظريف استقالته، وهي ليست استقالة من منصب، بل من دور لا يُراد له أن يلعبه. هذا الدور متعلق بالمفاوضات مع «الشيطان الأكبر»، ويبدو أن قيادة النظام لن تسمح لطرف داخلي اعتاد القيام بهذا الدور أن يعود إليه مجدداً.

في تصريح مقتضب، اعترف الرئيس بزشكيان برغبته في التفاوض مع واشنطن، حيث قال: «كنتُ أعتقد أنه ينبغي التفاوض مع أميركا، لكن عندما أعلن المرشد أنه لا ينبغي التفاوض مع أميركا، قلنا لن نتفاوض». جاء هذا التصريح في معرض دفاعه عن وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، بعد جلسة استجوابه في البرلمان، التي انتهت بإقالته من منصبه. حاول بزشكيان الربط بين الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطن الإيراني والعقوبات الأميركية، بدلاً من سوء إدارة حكومته.

لعلّ رغبة بزشكيان الواضحة والصريحة في التفاوض مع واشنطن كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء استقالة ظريف في هذه المرحلة الحاسمة. فقد أعلن ظريف عبر منصة «إكس»، يوم الاثنين الماضي، أنه بعد زيارته رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، يوم السبت الماضي، تلقّى نصيحة بالاستقالة من منصبه نظراً للظروف التي تمر بها البلاد، وتجنباً لمزيد من الضغوط على إدارة بزشكيان. لم يفسر ظريف طبيعة تلك الضغوط، وما إذا كانت داخلية أم خارجية، لكن من الواضح -عند ربطها بإقالة وزير الاقتصاد- أنها داخلية بامتياز. أي إن الطرف الذي يملك زمام القرار في إيران بدأ معركة تصفية حسابات داخلية، استعداداً لمرحلة تقترب بسرعة، تفرض عليه أولاً تحجيم منافسيه في الداخل، أي إدارة بزشكيان، في مشهد أشبه بانقلاب قصر على نتائج الانتخابات الرئاسية وعلى الرأي العام الإيراني الذي تمثل حكومة بزشكيان تطلعاته. أما ثانياً، فهو حصر قرار التفاوض وإدارته بيده، مما يعني نهاية طموحات الثنائي بزشكيان وظريف في قيادة التفاوض مع واشنطن وجني ثماره.

بين إقالة همتي واستقالة ظريف، يبدو أن المشهد الداخلي الإيراني يسير نحو مزيد من التشدد. فمن جهة، هناك رسائل صارمة للنخب السياسية وللشارع بأن أي رهان على التفاوض أو على حراك شعبي ممنوع وسيواجَه بقمع شديد. ومن جهة أخرى، اعتقد الخارج أن طهران أغلقت أبواب التفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وأن المنطقة مقبلة على مواجهة أميركية - إيرانية ستؤثر تداعياتها على استقرار الشرق الأوسط. بخاصة مع تصريح وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، لإحدى القنوات التلفزيونية الأميركية، حيث أكد أن واشنطن لم تتلقَّ «أي اتصال» من إيران، وأن الحكومة الإيرانية «لم تُبدِ أي اهتمام بأي اتفاق ولم تُجرِ أي تواصل». واتهم روبيو طهران بالسعي لكسب الوقت فقط، إلى أن جاء الخبر اليقين من موسكو.

ففي تصريح مفاجئ، أعلن الكرملين، بصفته صديقاً جديداً للبيت الأبيض، استعداده للتوسط بين طهران وواشنطن لحل ملفها النووي. وأكد أن هذا الملف كان جزءاً من جولة المفاوضات الأولى بين موسكو وواشنطن، التي جرت الشهر الماضي في الرياض.

حتى الآن، لا يزال العرض الروسي غامضاً، ولم تؤكد موسكو ما إذا كان طُلب منها رسمياً القيام بهذا الدور، لكنه بالتأكيد مطروح على الطاولة. وقد يكون هذا الخيار مثالياً للنظام الإيراني لسببين: أولاً لأن ظريف بات خارج المعادلة، ولن يُسمح لبزشكيان باستثماره، وثانياً لأن طهران يمكنها كسب دعم موسكو وتعزيز شراكتها معها، وضمان أن يتم التفاوض عبر القنوات الروسية، مما يمنح النظام الإيراني مزيداً من النفوذ داخلياً ويحصنه خارجياً. أي إن القيادة الإيرانية لن تسمح بأي علاقة مباشرة بين الداخل الإيراني وواشنطن، بل ستستفيد من علاقة الأخيرة مع موسكو، التي بدورها تبقى حذرةً من الداخل الإيراني وطبيعة علاقتها الاستراتيجية معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران الداخل خارج التفاوض إيران الداخل خارج التفاوض



GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt