توقيت القاهرة المحلي 08:23:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا إرهابيين

  مصر اليوم -

ليسوا إرهابيين

عمرو الشوبكي

فى كل بلاد العالم هناك فارق بين جماعات الرفض والاحتجاج والجماعات الإرهابية، ولا يعمل على تحويل جماعة احتجاج إلى جماعة إرهاب إلا مختل أو مُغيَّب أو مخرب، بل كثيراً ما تسعى نظم كثيرة لاحتواء الإرهاب بإجراءات اجتماعية وسياسية «لا تطبطب» على الإرهابيين كما يردد المحرضون فى إعلامنا، إنما فى تغيير البيئة الحاضنة التى تفرزهم والعمل على منع انضمام مزيد من البشر لهذه الجماعات.

أما فى مصر فيحدث العكس تماماً، حين يسعى البعض لتحويل بعض شباب الألتراس من حالة احتجاج إلى جماعة عنف، فى حين أن المطلوب هو احتواؤهم والحوار معهم ومعرفة مشاكلهم ومحاسبة المخربين أو المحرضين منهم، دون أن يتهموا بالإرهاب، وهم الذين فى فترة قريبة أعطوا صورة مبهجة للملاعب فى مصر.

يقيناً الألتراس ليس جماعة إرهابية حتى لو أخطأ بعض شبابه، وإن من يصفهم بهذه التهم يسعى لتخريب المجتمع وتعميق انقساماته ولا يفهم سيكولوجية الشباب، وغير قادر على التعامل معهم ولا مع غيرهم.

والمؤكد أن بعض هتافات شباب الألتراس فى استاد مختار التتش كان طبيعياً، وبعضها الآخر كان متجاوزاً ومسيئاً، والمطلوب هو حث هؤلاء الشباب على التعبير عمَّا بداخلهم دون إساءة لأفراد أو مؤسسات، والدفاع عن قضيتهم وهى القصاص لـ 72 ضحية ماتوا فى استاد بورسعيد وهم فى عمر الزهور.

نعم جماعات الاحتجاج الشبابية بعضها رَفْض، وبعضها تخريب، وبعضها ثورة، ولا يوجد أحد يعتبر هذه الجماعات إرهابية إلا لو كان راغباً فى تحويلها نحو الإرهاب.

الألتراس فى مصر تجمُّع أو حالة شبابية موجودة فى عالم الكرة المحلى والعالمى، انحرف بعض أعضائها عن المسار الرياضى الطبيعى، ومهمة مَنْ فى السلطة أن يحولها إلى حالة صحية من خلال التأكيد على أن التشجيع مهما كانت حدته، مادام سلمياً، ستقبله الدولة وستدعمه، أما إذا انحرف نحو العنف أو التخريب فإنه سيواجَه بقوة القانون، وهو ما سيعنى عملياً دفع الألتراس نحو الخيار الأول ومحاسبة القلة من أصحاب الخيار الثانى.

والحقيقة أن بيان الألتراس، تعليقاً على مبادرة الرئيس، حمل من العقل والرغبة فى التصالح مع المجتمع والنظام الكثير، وجاء فيه: «دعا رئيس الجمهورية الألتراس للمشاركة فى التحقيقات بعد إحياء الذكرى الرابعة فى ملعب التتش، وهو ما لم يكن متوقعاً، أعلى مؤسسة فى الدولة تسعى إلى النقاش مع الشباب بشكل عام، فى حين أن الإعلام يحاربهم ويصفهم ليلاً ونهاراً بالممولين والإرهابيين!! فى حين أن ذنب هؤلاء الشباب أنهم يعشقون وطنهم وناديهم وضحوا بالشهداء من أجل ذلك».

وأضاف البيان: «ما نطالب به منذ أربع سنوات عودة حق الدم والقصاص من كل من شارك فى مذبحة بورسعيد إذا كان هناك نية لحل القضية أو إعادة التحقيقات فيها، فالأولى هو التحقيق مع كل الأطراف ومنها القيادات الأمنية التى تورطت فى تلك المذبحة، وذكرت أسماء العديد منها فى تحقيقات النيابة، سواء بالتخطيط أو التدبير أو الإهمال أو إخفاء أى دليل خاص بالقضية».

وأكمل البيان: «لسنا أهلاً لأن نكون الخصم والحكم فى القضية، ولكن تذليل عقبات التحقيق وإظهار كل الأدلة أمام الرأى العام سيضع الأمور فى نصابها، وسيعيد الحقوق لأصحابها».

من حق البعض ألا يحب ظاهرة الألتراس برمتها، ومن حق البعض الآخر أن يرفض تجاوزات بعض شبابه، أما حشرهم قسراً فى خانة الإرهاب فتلك جريمة أكثر سوءاً من جرائم قلة منحرفة من شباب الألتراس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا إرهابيين ليسوا إرهابيين



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon