توقيت القاهرة المحلي 10:14:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى الثابتين والمتحجرين المتحولين والحقانيين

  مصر اليوم -

عاجل إلى الثابتين والمتحجرين المتحولين والحقانيين

معتز بالله عبد الفتاح

نحن نرتدى ثياب العفة ونحن نمارس الرذيلة.
نحن نتصرف بانتهازية ونحكم على الآخرين بمعايير ملائكية.
من هم الثابتون على مواقفهم وبالتالى يستحقون مدحنا ومن هم المتحجرون الذين يستحقون ذمنا؟
من هم الراجعون للحق الذين يستحقون منا الثناء ومن هم المتحولون عن الحق الذين يستحقون منا الهجاء؟
من هم الذين يعظمون الصالح العام بلا أنانية أو حزبية ويستحقون منا التأييد ومن هم الذين يعظمون مصالح جزئية وفردية ويستحقون منا التنديد؟
فكر معى قليلاً، وبشىء من الصدق والصراحة مع النفس.
هل القضية ألا تغير موقفك حتى لو كان خطأ أم القضية أن تكون مع الصواب حتى لو كان ضد موقف سابق تبنيته؟
لماذا جاء القرآن الكريم بالتوجيه القائل: وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى؟
اسأل أحد المنتمين للإخوان: لماذا تعتبر رفض مبارك التنازل عن السلطة جموداً وتحجراً فى الموقف، ورفض مرسى التنازل عن السلطة ثباتاً ورسوخاً فى الموقف؟
مبارك من وجهة نظر مؤيديه كان هو الرئيس الشرعى. ومرسى من وجهة نظر مؤيديه كان هو الرئيس الشرعى. مبارك من وجهة نظر معارضيه كان رئيساً مغتصباً للسلطة بعد أن خرج عليه قطاع من الجماهير، ورفض الكثيرون ومنهم الإخوان أن يكمل مدته الدستورية. ومرسى كان من وجهة نظر معارضيه رئيساً مغتصباً للسلطة بعد أن خرج عليه قطاع من الجماهير ورفض الكثيرون أن يكمل مدته الدستورية.
لماذا السيسى قاتل من وجهة نظر المُرسيين (نسبة إلى مرسى)؟ هل لأن معظم من مات كان من الإخوان ومؤيديهم؟ طيب ماذا لو كان السيسى قاد قواته للدفاع عن مرسى ومات نفس العدد بالضبط من مؤيدى «تمرد»؟ هل كان الإخوان سيقولون عنه إنه قاتل أم أنه دافع عن الشرعية حتى مع موت كل من مات؟
إذن القضية ليست فى أن مصريين «أبرياء» ماتوا. ولكن القضية من أى فصيل هم ويرتدون أى فانلة. لماذا أبوجهل شخص يستحق الذم والتقريع والشتم والإهانة؟ لقد ثبت الرجل على موقفه حتى آخر يوم فى حياته وقرر ألا يدخل فى الإسلام. ولماذا نمدح أبا بكر الصديق (رضى الله عنه) رغم عن أنه غيّر دينه ولم يظل على موقفه الذى اختاره من البداية؟
لماذا لا نذم سيدنا إبراهيم (عليه السلام) حين رأى الكوكب وقال هذا ربى ثم غير موقفه حين رأى القمر وقال هذا ربى ثم غير موقفه حين رأى الشمس وقال هذا ربى؟
متى يكون عدم تغيير الموقف ثباتاً ومتى يكون جموداً؟
متى يكون تغيير الموقف تلوُّناً ومتى يكون انتصاراً للحق؟
أتذكر حواراً مع أحد قيادات شباب الثوار الذين كانوا يدعمون إلقاء المولوتوف على جنود وضباط الشرطة وكانت له تدوينة يتحدث فيها عن أسباب قيام الثورة وكان منها «انتهاكات عساكر وضباط الداخلية لحقوق الإنسان» فكان سؤالى له: هل حرق جندى أو ضابط بالمولوتوف لا يدخل فى إطار انتهاك حقوق الإنسان؟ وكان رده: «لأ، لأن دول ولاد كذا بيحاربوا الثورة».
هل الثورة فى خدمة مصر أم مصر فى خدمة الثورة؟
أعرف أن الكلام لم يعد يفيد كثيراً بالذات عند المراهقين فكرياً وسياسياً الذين يطالبون الناس بالتزام معايير أخلاقية هم أنفسهم لا يلتزمونها.
إذن ماذا تريد يا مُع مُع؟
ولا حاجة، لما تلاقى واحد ينتمى لفصيل سياسى (إخوان، ثوار، ليبراليين، يساريين أو غيره) يتحدث عن الفضيلة أو الدين أو الأخلاق أو الوطنية أو حقوق الشهداء والقصاص وحقوق الإنسان والعيش والحرية والكرامة والعدالة، اعتبره بيعطس وقل له: «يرحمكم الله» لأنه أغلب الظن بيدافع عن فريقه ضد فريق آخر، ولا بيدافع عن أى من القيم النبيلة التى يتحدث عنها.
باختصار: أنا عن نفسى، وبعد اللى شفته بنفسى، مش مصدق حد. وعلشان كده مش مع حد.
اشتمونى بقى..
الصيام بيخلى الواحد يقول حاجات غريبة.
دمتم بخير.
"الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى الثابتين والمتحجرين المتحولين والحقانيين عاجل إلى الثابتين والمتحجرين المتحولين والحقانيين



GMT 04:18 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

على بحر الرجز

GMT 04:15 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

من طوفان الأقصى إلى طوفان الإنسانية

GMT 04:13 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

حضرة صوفية في جلسة سياسية

GMT 04:10 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

الوالدية الإيجابية

GMT 04:08 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

قذائف الكراهية لا تفيد

GMT 04:06 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

افتحوا الحدود وحاربوا!

GMT 04:01 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

على نفقة الشعب!

GMT 03:59 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

ربما تكون البداية

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon