توقيت القاهرة المحلي 00:00:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية مرسى وعبدالمجيد

  مصر اليوم -

حكاية مرسى وعبدالمجيد

عمار علي حسن

صديقى الكاتب والناقد الدكتور عهدى محمود أرسل لى هذه الرسالة واسماً إياهاً بـ«القول المفيد فى حكاية مرسى وعبدالمجيد»، أنشرها هنا نصاً كما وصلتنى منه، لما فيها من إحكام شديد، وفهم عميق، ورؤية نافذة، علاوة على الوطنية الخالصة، وها هى: «باختصار. ينعى بعض مؤيدى مرسى على قوى سياسية متعددة علمانية وليبرالية أساساً (وهم لا يخصون الفلول بالهجوم عادة) شجبها قرار مرسى، الذى ابتلعه ابتلاعاً غير كريم، بعزل النائب العام (أو ضع مكان كلمة «العزل» غيرها مما يؤدى معناها). ويعتبر المرسيون، جميعاً (والمرسيون يتحركون جميعاً فى كل حال!) هذا الموقف نكوصاً من الثوريين عن ثورتهم، ومساندة منهم للفساد الذى يمثله النائب العام (وأنا ممن يرون فساد الرجل حتى آخر شعرة مصبوغة فى رأسه). باختصار. لم يكن مَن رفَض قرار مرسى مخيراً بين شر وخير، بل بين شرَّين: قبول استمرار النائب العام محوطاً بظلال كثيفة من الشبهات القاتمة (هو المكلف بإقامة العدل، وعنوان الإنصاف فى البلد)، وقبول افتئات السلطة التنفيذية على التشريعية، فى تهديد صريح لواحد من أسس الدولة إذا أريد لها أن تكون. ليست هذه معادلة مصمتة، أو نهائية، بمعنى أن عناصر عديدة تدخل فى حسم القرار فيها، وترجِّح الميل إلى تجرع أحد الشرين دون الآخر. والعنصر الفارق فى هذه المعادلة، فيما أرى، يعود إلى سؤال يتعلق بمرسى: هل سيحسن مرسى التصرف فيما فُوِّض إليه من سلطة استثنائية إذا كان التأييد الشعبى له كاسحاً وساحقاً بحيث يُكسبه شرعية تعلو على القوانين واللوائح الضابطة لمثل هذه الحالة؟ هذا هو السؤال الجوهرى فيما أعتقد والجواب، فيما أعتقد أيضاً، أن جردة حساب مرسى، ومن خلفه مؤيدون كُثر يُعملون آذانهم المصغية للأوامر أكثر من إعمالهم لعقولهم، جعلت الجواب فى غير صالحه. باختصار. حين أمنح الرئيس سلطة استثنائية فإنه يجب أن يكون قد قدَّم من بين أوراق اعتماده ما يؤهله لذلك. حين أعطى الرجل سلطة إضافية، يجب أن يكون قد أثبت من قبل استخداماً رشيداً لما يملك من سلطات، وقدرة على تحويلها إلى الصالح العام. وأزيد على ذلك جزءاً من جاذبية الشخصية وقوتها والاقتناع بها، أو «الكاريزما» التى لم يهبها الله مرسى فيمن وهب من عباده «كشف الحساب» تضمن شططاً وعبثاً وميلاً إلى الطغيان واستبعاداً للآخرين وتشويهاً للمعارضين على الطريقة المباركية وادِّعاء نجاحات لا تجد ما يصدِّقها من الواقع و... القائمة طويلة. وأنا، والحال هذه، لا آمن منح مرسى سلطة بهذه الفداحة والقوة. لم يكن معارضو قرار مرسى مؤيدين لعبدالمجيد محمود، ومن خلفه الزند (وتراودنى الرغبة فى الفحش من القول حين ذكر الزند، فلأكبتها). هذا هو تصوُّرى لما حدث. الحقيقة، أن قرار مرسى جعلنى أتجرع بسببه مرارة عودة عبدالمجيد محمود، منتصراً، وغارساً انتصاره نصلاً حادة فى عنقى أنا، فيما المرسيون يقدمون أسوأ عروضهم فى التحرير، وتتخبط آذانهم بين الأوامر المتناقضة، فلا يجدون مهرباً إلا الحديث عن تناقضات مزعومة لمن يتصورونهم أعداء»... انتهت الرسالة لكن القضية لم تنتهِ، وما جرى مجرد حلقة فى سلسلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية مرسى وعبدالمجيد حكاية مرسى وعبدالمجيد



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon