توقيت القاهرة المحلي 14:26:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

السودان: خطوة للامام خطوتان إلى الوراء

  مصر اليوم -

السودان خطوة للامام خطوتان إلى الوراء

عريب الرنتاوي

التقيت الإمام الصادق المهدي لأول مرة في منزله في أم درمان ... كان ذلك في أواخر العام 1996، وكان الرجل عائداً لتوّه من ملاعب “البولو”، تلك الرياضة الإنجليزية الشهيرة، التي ظل الإمام يمارسها بانتظام، ولقد أجريت معه حديثاً مطولاً، قمت بنشره في صحيفة “الدستور” الأردنية ... يومها، كانت الخرطوم تعج بالشائعات التي تتحدث عن احتمال فرار زعيم الأنصار من السودان إلى أريتريا المجاورة، للالتحاق بالمعارضة المسلحة هناك، ضد نظام البشير – الترابي، سألته عن الأمر، فنفاه “قولاً واحداً”، برغم تعرضه لشتى أنواع المضايقات الأمنية والسياسية آنذاك.
عدت إلى عمان، وبعد مرور بضعة أسابيع فقط على ذاك اللقاء وتلك المقابلة، قرأت في الأخبار، أن الصادق المهدي وصل إلى أسمرا، وأنه قرر الالتحاق بالكفاح المسلح الهادف الى إسقاط النظام في الخرطوم وتغييره ... وذات لقاء في الفترة ذاتها، على مائدة المغفور له جلالة الملك حسين، وبحضور رئيس الحكومة عبد الكريم الكباريتي وعون خصاونة رئيس الديوان، وعدد قليل من الكتاب الصحفيين، عرضت فكرة الوساطة بين المهدي والبشير على جلالة الملك، منطلقاً من علاقات الأردن الوثيقة مع السودان من جهة، وروابط الزمالة الدراسية التي جمعت جلالته بالصادق المهدي في مراحل الدراسة المبكرة من جهة ثانية... الملك الذي كان يشكو ألما خفيفاً في إحدى ركبتيه، أومأ لرئيس ديوانه، بإدراج الفكرة للمتابعة فـ “السودان عزيز علينا، والله يقدرنا نعمل ما فيه الصالح العام”
المهدي أطلق على رحلة هروبه من السودان اسم “تهتدون”، قبل أن يقرر الاستجابة للوساطات والعودة إلى الخرطوم أواخر العام 2000، بعد أن كان التقي الترابي في جنيف، والبشير في جيبوتي، مطلقاً على رحلة العودة إلى الوطن اسم “تفحلون” ... خصوم المهدي ومنافسوه، أطلقوا على رحلتي الخروج والعودة اسم “تعمهون”، في إشارة إلى الأهداف الملتبسة لرحلة رئيس الحكومة المنتخب وعودته.
منذ ذلك التاريخ، التزم المهدي أساليب الكفاح السلمي للإصلاح والتغيير في السودان، وبدا أن الرجل البالغ ضفاف الثمانين عاماً، قرر كسر قيود العمر والتقدم في السن، وأخذ في بلورة خطاب سياسي، أكثر ميلاً لقيم المواطنة والمدنية وحقوق الانسان والديمقراطية، مضفياً على هذه المقولات، مضموناً إسلامياً مؤصلاً، ما جعله ضيفاً دائماً على عشرات، إن لم نقل، مئات المؤتمرات التي تبحث في هذه العناوين.
وأشهد أن الرجل، على رفعة منزلته وتقدم عمره، كان شديد التواضع والانضباط في المواظبة على المشاركة في مختلف الجلسات والحوارات، منذ الجملة الأولى في الخطاب الافتتاحي وحتى الجملة الأخيرة من البيان الختامي ... كما أشهد للرجل الذي زاملته في أكثر من مناسبة ومؤتمر، أنه كان حاضراً بقوة، في مداخلاته وأفكاره ومقترحاته، التي غالباً ما تميزت بالنزعة التوفيقية والمقاصد التوافقية.
آخر مرة التقيته فيها، كانت هنا في عمان في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، عندما استجاب مشكوراً لدعوة مني لزيارة عمان، للمشاركة في أعمال مؤتمر نظمه مركز القدس للدراسات السياسية بعنوان “الإسلاميون والعلمانيون ... نحو رؤية توافقية للانتقال للديمقراطية”، ووقائع المؤتمر تشهد على أن الرجل كان حاضراً وعميقاً وتوفيقيا، ومداخلاته فيه، لقيت استحساناً بالغاً من قبل المشاركين، حتى بالنسبة لأولئك المتحدرين من تيارات يسارية وعلمانية وقومية ويسارية.
وأذكر أن كلمته في الجلسة الختامية، كادت أن تكون تلخيصاً لوقائع المؤتمر، وبياناً ختامياً لأعماله، فقد اشتملت على مختلف عناصر التوافق ومساحاته، ولقد تفضل دولته بقبول عضوية “لجنة الحكماء” التي ارتأى المؤتمر تشكيلها للتدخل في النزاعات بين التيارين العريضين في العالم العربي: الإسلامي والعلماني... بعد ذاك المؤتمر بأسابيع قليلة، جاء المهدي لعمان، للحديث أمام منتدى “الدستور”، فللرجل صدقات وأصدقاء كثير في الأردن.
الحكومة السودانية، وفي تطور مفاجئ، يتعاكس مع روح الانفراج التي أشاعتها مبادرات المصالحة ومشاريع الحوار الوطنيين، أقدمت على اعتقال الصادق المهدي أمس الأول، الأمر الذي أثار ردة فعل غاضبة لدى حزبه وأنصاره، فما كان منهم إلا أن قرروا النفير العام ومقاطعة الحوار مع الحزب الحاكم، والتهديد بموجة تصعيد شعبية واسعة النطاق ... هي خطوة للوراء بكل المقاييس، تفتقر للحكمة، ولا تستند إلى أي مسوّغ مقنع، فالأصل، أن ليس في الدولة، أي دولة، رجلاً أو مؤسسة أو جهاز، خارج النقد والمساءلة، وما فعله المهدي، لا يتعدى النقد والمساءلة، سواء أكان محقاً فيما استند إليه من معلومات أم مخطئاً ... إجلاء هذه الحقائق وتوضيحها، وفرز غثها عن سمينها، هي وظيفة الحوار الوطني وموائد الحوار، لا الزنازين وغرف الاعتقال.
مؤسف حقاً، أن السودان كلما خطا خطوة للأمام، يعود عنها بخطوة أو خطوتين للوراء ... اعتقال المهدي، معطوفاً على حكم الإعدام (الردة) والجلد مائة جلدة (الزنا) للدكتورة مريم اسحق، هما بلا شك، تطوران مقلقان، وفي الاتجاه الخاطئ تماماً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان خطوة للامام خطوتان إلى الوراء السودان خطوة للامام خطوتان إلى الوراء



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
  مصر اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt