توقيت القاهرة المحلي 19:05:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

27 شهراً على رحيل أوباما

  مصر اليوم -

27 شهراً على رحيل أوباما

عماد الدين أديب

علينا أن نتحمل -بالطول والعرض- إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمدة 27 شهراً مقبلة.
هذه المرحلة هى أخطر مرحلة فى تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية المعاصرة، لأنها مرحلة غياب استراتيجى وتخبط واضح وارتباك هائل فى استكشاف الأزمات وإدارتها.
لا يوجد لدى هذه الإدارة أى إنذار مبكر لما يمكن أن يحدث فى مناطق التوتر فى العالم، ولو كان ذلك صحيحاً لاستعدت له مبكراً وتعاملت معه بقدرة واحتراف.
فوجئت هذه الإدارة بالربيع العربى، وحينما قيل من البعض إنها شاركت فى صناعته لم تحسن التعامل معه وانتهت كل العلاقات مع مصر وليبيا وسوريا واليمن على غير ما تبتغى الإدارة. وفوجئت الإدارة الأمريكية بالحرب الأهلية فى سوريا، وحينما حاولت التدخل الإيجابى، قامت الدبلوماسية الروسية ووضعتها فى مأزق دولى.
وفوجئت هذه الإدارة بالتدخل الروسى فى أوكرانيا، واكتفت بالتحذير والبيانات الخطابية، ولم تستطع أن تفعل شيئاً على أرض الواقع الجديد الذى صنعته القوات الروسية التى غيَّرت التاريخ والجغرافيا معاً.
وفوجئت هذه الإدارة أيضاً بالثورة الشعبية العظيمة ضد حكم الإخوان، وارتبكت ارتباكاً عظيماً فى تحديد موقف ثابت تجاهها، ثم اضطرت منذ أسبوع لقبول الأمر الواقع وظهر ذلك جلياً فى تهنئة الرئيس أوباما لرئيس مصر الجديد.
واليوم ترتبك الإدارة الأمريكية أكثر وأكثر فى التعامل مع الواقع العراقى، وها هى تعيش فى حالة صراع حاد بين دعم رجلها وصنيعتها نورى المالكى من ناحية، وثورة شعبية سنية يقودها تيار سلفى متطرف بقيادة داعش.
وكأنها الآن مخيَّرة بين الرهان على عميل أمريكى - إيرانى، وبين قوى شعبية صاعدة تهدد الحكم فى بغداد.
وكأن قدر إدارة أوباما أن تراهن دائماً فى الأزمات الإقليمية على الطرف الخاسر.
راهنت على الإخوان وجبهة النصرة والمالكى ورئيس وزراء أوكرانيا وجميعهم يخسرون!
هناك خلل عظيم فى الحسابات الأمريكية وفى معايير دعم أو معاداة أى قوى.
وأكبر ملامح الخلل فى إدارة أوباما هى مسألة التراجع عن مواقفها المعلنة بشكل مخجل يجعلها اليوم فى موقف شديد الصعوبة مع زعماء مجلس الشيوخ والنواب الذين أظهروا فى اجتماعهم الأخير قلقهم من تردى السياسة الأمريكية، بل إنهم طلبوا من أوباما علناً التخلى عن رجله الأول فى العراق نورى المالكى!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

27 شهراً على رحيل أوباما 27 شهراً على رحيل أوباما



GMT 13:25 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الروح المتمردة

GMT 13:23 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

صلاح «ملك الحلاقة»!

GMT 08:14 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الرحلةُ المقدسة.. عيدًا مصريًّا

GMT 08:12 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى!!

GMT 08:09 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

العكس هو الصحيح

GMT 08:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

ليست «أوبر» وحدها

GMT 08:05 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نظريات ومراهم للتسلخات!

GMT 02:20 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

أول من استعاد الأرض

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 14:31 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن
  مصر اليوم - عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن

GMT 02:46 2022 الجمعة ,17 حزيران / يونيو

أفضل المطاعم اللبنانية للعائلات في أبوظبي

GMT 10:54 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تجربتي في نزل فينان البيئي

GMT 08:11 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

ابتكر فكرة وغير حياتك

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:34 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

عاطل يقتل ربة منزل لسرقة قرطها الذهبي في أسوان

GMT 09:19 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ماريسا ويب تطرح تصاميم جديدة لشتاء 2018
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon